تخبط في حزب أردوغان حول التقارب مع النظام السوري... ما القصة؟

تخبط في حزب أردوغان حول التقارب مع النظام السوري... ما القصة؟


18/08/2022

مواقف تركية طغى عليها التخبط مؤخراً بشأن التطبيع مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فبعد أنباء، في الأوساط الرسمية وغير الرسمية، ترددت على نطاق واسع عن مكالمة "مرتقبة" بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأسد، اصطدمت على ما يبدو برفض النظام السوري، ظهر أحد أعمدة نظام أردوغان المحب للشو الإعلامي بحديث يتراجع عن ذلك، ويفضل التواصل عبر أجهزة مخابرات البلدين، غير أنّ وصلات التودد لنظام الأسد ما تزال مستمرة، فقد أعرب متين كولونك، عضو مجلس القرار المركزي لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عن أمله في استعادة العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وسوريا، في تأكيد جديد لقيادات الحزب الحاكم على الرغبة في إصلاح العلاقات بين البلدين.

ونقلت صحيفة "زمان" التركية عن عضو مجلس القرار المركزي لحزب العدالة والتنمية، المعروف بدعمه اللامحدود لجماعة الإخوان المسلمين، المصنفة إرهابية في بعض الدول، قوله: "نأمل أن تعود العلاقات بين تركيا وسوريا إلى ما كانت عليه قبل حزيران (يونيو) 2011".

 المصالحة أو الحرب

تصريح كولونوك جاء عقب تصريح لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مؤخراً، الذي ربط فيه بين المصالحة بين النظام السوري والمعارضة، التي تدعمها تركيا وتتشكل من غالبية إخوانية، واستمرار الحرب والعمليات العسكرية، فقد أكد على ضرورة وجود تسوية سياسية بين المعارضة والنظام في سوريا، "وإلا فلن يكون هناك سلام دائم".

الدعوة نفسها أطلقها نائب رئيس حزب العدالة والتنمية حياتي يازجي، فقد نقلت عنه صحيفة "زمان" قوله: إنّ العلاقات الثنائية مع سوريا يمكن أن تصبح مباشرة، ويمكن أن يرتفع مستوى العلاقات بين البلدين مستقبلاً.

وصلات التودد لنظام الأسد ما تزال مستمرة، فقد أعرب عضو "العدالة والتنمية"عن أمله في استعادة العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وسوريا

وأيّد دولت بهجلي رئيس حزب الحركة القومية، حليف الحزب الحاكم الوزير جاويش أوغلو بالقول: "الكلمات البنّاءة والواقعية لوزير خارجيتنا فيما يتعلق بإحلال السلام بين المعارضة السورية ونظام الأسد تقود للوصول إلى حلٍّ دائم".

ومؤخراً زعم صحفي تركي أنّ رئيس حزب الوطن دوغو بيرينجيك سيزور سوريا قريباً للقاء الرئيس بشار الأسد، وسط تقارير غير رسمية عن وساطة روسية طلبها أردوغان خلال لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي مطلع الشهر الجاري.

ويدعم أردوغان، الذي تحتل بلاده أجزاءً واسعة من شمال سوريا، ميليشيات إرهابية يتهمها العديد من المنظمات الحقوقية السورية والدولية بالمسؤولية عن عدد من الجرائم البشعة ضد المدنيين في شمال سوريا.

وتأتي التصريحات والدعوات اللحوحة التركية في سياق سلسلة من محاولات أردوغان الدؤوبة لترحيل ملايين اللاجئين السوريين إلى بلدهم مرة أخرى، ولا سيّما قبل انتخابات 2023، التي يواجه فيها أردوغان هزيمة محققة نتيجة لأوضاع اقتصادية متردية تسببت فيها سياسات الرئيس التركي الإفقارية.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية