تعذيب واغتصاب وتجنيد... تقارير حقوقية تكشف انتهاكات حوثية بحق أطفال اليمن

تعذيب واغتصاب وتجنيد... تقارير حقوقية تكشف انتهاكات حوثية بحق أطفال اليمن

تعذيب واغتصاب وتجنيد... تقارير حقوقية تكشف انتهاكات حوثية بحق أطفال اليمن


07/12/2023

في الوقت الذي كشفت فيه منظمة أممية عن معاناة طفلين من كل (10) أطفال في اليمن من شكل أو أكثر من أشكال الإعاقة، حيث يعدون من أكثر الفئات تهميشاً، اتهمت تقارير يمنية وأخرى دولية جماعة الحوثي بارتكاب سلسلة جديدة من الانتهاكات بحق صغار السن، من بينها القتل والإصابة بالألغام، والخطف والتعذيب والاغتصاب والتجنيد القسري.

فقد وثّق مرصد حقوقي يمني مقتل وإصابة نحو (15) مدنياً، بينهم (8) أطفال، في (5) حوادث منفصلة لانفجار ألغام حوثية تم تسجيلها خلال تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، في (4) محافظات هي الجوف والبيضاء وتعز والحديدة.

وأوضح المرصد اليمني للألغام، في بيان، أنّ الألغام الأرضية والذخائر والمقذوفات من مخلفات الحرب التي زرعتها عناصر تتبع الجماعة الحوثية مستمرة بحصد أرواح مزيد من المدنيين منهم الأطفال والنساء، مرجحاً أن يبقى بعضهم بإعاقات مستدامة؛ بسبب إصاباتهم الخطيرة.

(15) حالة اختطاف واعتقال، و(50) حالة تجنيد في الجوف

من جهته، وثق مكتب وزارة حقوق الإنسان في محافظة الجوف (15) ألف و(359) حالة انتهاك ارتكبتها ميليشيات الحوثي الإرهابية بحق المدنيين في المحافظة، منذ شهر كانون الثاني (يناير) الماضي حتى تشرين الثاني (نوفمبر) من هذا العام.

وقال المكتب في بيان: "إنّ فريق الرصد والتوثيق التابع للمكتب سجل خلال الفترة المذكورة (20) حالة قتل، و(36) إصابة، إمّا بشكل مباشر، وإمّا نتيجة انفجار الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية، وسجل الفريق (7) حالات تدمير مركبات بفعل الألغام، و(15) حالة اختطاف واعتقال، و(50) حالة تجنيد للأطفال، ومنهم دون سن الـ (15)".  

وثّق مرصد حقوقي يمني مقتل وإصابة نحو (15) مدنياً، بينهم (8) أطفال، في (5) حوادث منفصلة لانفجار ألغام حوثية

وأشار البيان إلى حرمان (15) ألف حالة من التعليم، وتجنيد للأطفال وصغار السن وطلاب المدارس ضمن الدورات الصيفية، وتسجيل (136) حالة تهجير ونزوح من المعارضين وأبناء القبائل.

وكشف المكتب في بيانه عن استحداث الميليشيات الحوثية (10) سجون ومعتقلات بمناطق متفرقة بالجوف، و(15) حاجزاً لإعاقة تنقل المواطنين في بعض المديريات.

تلاعب بالاحتياجات الأساسية

وتطرق بيان مكتب وزارة حقوق الإنسان بمحافظة الجوف إلى استحواذ الميليشيات الحوثية على المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين من المشتقات النفطية ومادة الغاز المنزلي، وحرمانهم من خدمات الكهرباء وغيرها من الخدمات الأساسية، كالتعليم والصحة والمياه والصرف الصحي وغير ذلك من الخدمات.

 

اتهمت تقارير يمنية وأخرى دولية جماعة الحوثي بارتكاب سلسلة جديدة من الانتهاكات بحق صغار السن، من بينها القتل والإصابة بالألغام

 

وناشد المكتب كافة الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية إدانة هذه الممارسات الشنيعة والجرائم الجسيمة بحق المواطنين وتحمل مسؤولياتها في مناصرة هذه القضايا لدى المحافل الدولية، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه هذه الميليشيات المتمردة المهددة للسلم والأمن الدوليين والمناهضة لجهود إحلال السلام والاستقرار في البلاد.

تعذيب واغتصاب

ووثَّق فريق الخبراء الأمميين التابعين لمجلس الأمن الدولي، في تقريرهم الأحدث، حالات تعذيب ارتكبها الحوثيون في مختلف مرافق الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية، بما في ذلك السجن الواقع في معسكر الأمن المركزي في صنعاء، المعروف أيضاً باسم سجن "بيت التبادل"، الذي يُديره رئيس فريق الحوثيين في مفاوضات الأسرى عبد القادر المرتضى.

خبراء مجلس الأمن جزموا دون مواربة بأنّ الحوثيين يسجنون النساء لأسباب مختلفة تتعلق بالنزاع، بما في ذلك الانتماء المتصوَّر إلى أطراف النزاع المعارضة، أو الانتماء السياسي، أو مشاركتهن في منظمات المجتمع المدني، أو نشاطهن في مجال حقوق الإنسان، أو بسبب ما تُسمّى "الأفعال غير اللائقة".

ومن بين المحتجزات عارضتا أزياء يمنيتان معروفتان، احتُجزتا تعسفياً في شباط (فبراير) 2021، وحُكم عليهما في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام نفسه بالسجن مدة (5) أعوام.

وأكد الفريق أنّ النساء المحتجزات لدى الحوثيين يتعرضن للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، بما في ذلك من (الزينبيات)، "الشرطة النسائية". 

وقال: إنّ النساء المحتجزات يتعرضن أيضاً للاعتداء الجنسي، وفي بعض الحالات يخضعن لفحوص العذرية، وكثيراً ما يُمنَعن من الحصول على السلع الأساسية، بما في ذلك منتجات النظافة الصحية النسائية.

واستناداً إلى التقارير التي تلقاها الفريق، تَبيّن أنّ الحوثيين يحتجزون أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم (13) عاماً، بزعم ارتكابهم أفعالاً "غير لائقة"، كما يحتجزون أطفالاً آخرين في "قضايا سياسية"، تقام بحقهم في كثير من الأحيان بسبب عدم امتثالهم أو عدم امتثال أسرهم لإيديولوجية الحوثيين أو أنظمتهم.

وذكر تقرير الخبراء أنّ هؤلاء الأطفال يتقاسمون الزنازين نفسها مع السجناء البالغين، وأنّ الفريق تلقى تقارير موثوقة تفيد بأنّ الصبية المحتجزين في مركز شرطة الشهيد الأحمر في صنعاء "يتعرضون بانتظام للاغتصاب".

إخضاع الأطفال للدعاية والتدريب العسكريين

إلى ذلك، قال فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة: إنّه وثق مجموعة من الانتهاكات التي طالت الأطفال، موضحين أنّها تثير القلق بشكل خاص بالنظر إلى التأثير الذي لا يمحى لهذه الانتهاكات على الأجيال اليمنية المقبلة.

أشار البيان إلى حرمان (15) ألف حالة من التعليم

وأكد "فريق الخبراء" في التقرير الذي صدر مؤخراً أنّه تحقق من اتجاه متزايد لإخضاع الأطفال للدعاية والتدريب العسكريين، لا سيّما فيما يتعلق في المخيمات الصيفية، التي أفادت التقارير أنّها ضمت خلال العام 2023 أكثر من مليون طفل يمني يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وأشار "الفريق" في تقريره بشكل خاص إلى التغييرات التي أدخلتها ميليشيات الحوثي مؤخراً على المناهج التعليمية، وحملة التلقين المنهجية -لضمان التزام السكان بإيديولوجية الحوثي- التي تؤدي إلى تغذية بيئة قائمة على الكراهية والعنف والتمييز، والتي أكد الفريق أنّها تقوض بشدة السلام والعمل والاستقرار في اليمن.

وخلال الفترة بين أيار (مايو) وحزيران (يونيو) 2023 أنشأت الميليشيات مخيمات صيفية في (9) محافظات، وفق (3) طرائق؛ مخيمات صيفية مفتوحة للفتيات والفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين (6 و12) عاماً، وخصصت مخيمات أخرى للفتيان والفتيات الذين تتراوح أعمارهم بين (6 و17) عاماً.  

 

الحوثيون يسجنون النساء لأسباب مختلفة تتعلق بالنزاع، بما في ذلك الانتماء المتصوَّر إلى أطراف النزاع المعارضة، أو الانتماء السياسي

 

وأوضح التقرير الأممي أنّ أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم (10) أعوام يخضعون لتدريب عسكري، ويقدّم لهم الحوثيون حوافز نقدية للحض على رفع معدل الحضور في المخيمات الصيفية من خلال الإعفاء من رسوم التسجيل للعام الدراسي التالي.

وبيّن "فريق الخبراء" في التقرير أنّ ميليشيات الحوثي تجند الأطفال عن طريق الإكراه وتهديد أسرهم، موضحاً أنّ تقارير موثقة تلقاها فريق الخبراء تؤكد أنّ العائلة التي تعيش في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، والتي ترفض إرسال أطفالها للانضمام إلى قوات الحوثي، أو التي لا تؤيد علناً إيديولوجيته، تتعرّض للانتقام.

وبحسب التقرير، تشمل أوجه الانتقام شطب اسم الأسرة من قوائم المستفيدين الذين يحق لهم الحصول على مساعدات إنسانية، أو اختطاف واحتجاز الأطفال المعنيين الذين يتعرضون لأشكال مختلفة من سوء المعاملة، بما في ذلك العنف الجنسي، وفي حالات أخرى يؤخذ الأطفال قسراً إلى المخيمات الصيفية المغلقة، ثم يرسلون بعد ذلك إلى الجبهات.

مواضيع ذات صلة:

هل تكون تعز هدية تقارب الإخوان مع الحوثي؟

المجلس الانتقالي الجنوبي يُعلق على لقاء الحوثيين والإخوان




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية