تعرّف إلى أشهر 4 حرف تقليدية في تونس

تعرّف إلى أشهر 4 حرف تقليدية في تونس


19/08/2020

تُعدّ تونس من أهم البلدان التي حافظت على صناعاتها التقليدية والحرفية؛ حيث ظلّت الحرف والصناعات الوطنية ضاربة في عمق التراث التونسي وساهمت في توفير الدخل للكثير من العائلات التي يعمل أفرادها بها، وقد ساهم اهتمام الدولة التونسية وتشجيعها للحركة السياحية في رفع الطلب على المشغولات اليدوية التونسية ما أدى إلى ازدهار هذه الحِرف.  

يُسهم قطاع الصناعات الحِرفية بنسبة 2 بالمئة من إجمالي صادرات تونس، ويوفّر 10 بالمئة من فرص العمل سنوياً

وتنتشر ورشات الحِرف التقليدية في مختلف المحافظات التونسية ويصل عدد العاملين بها إلى 142 ألف حرفي، حيث يُسهم هذا القطاع بنسبة 2 بالمئة من إجمالي صادرات البلاد ويوفّر 10 بالمئة من فرص العمل سنوياً، وتالياً نستعرض 4 من أهم الحرف التقليدية في تونس:

الشاشية

تشتهر تونس في صناعة الشاشية، وهي إحدى أنواع القبعات الرجالية التي تلقى رواجاً في العديد من الدول العربية والإسلامية بألوانٍ مختلفة تعتمد على كل بلد؛ إذ يرتديها التونسيون باللون الأحمر، فيما يُفضلّها الليبييون باللون الأسود.

 الشاشية هي إحدى أنواع القبعات الرجالية

ويعود اسم الشاشية إلى كلمة "شاش" وهو الاسم القديم لـ "طشقند" في أوزباكستان، وظهرت هذه الصناعة مع هجرة الأندلسيين إلى تونس عقب سقوط غرناطة عام 1492.

تُصدّر تونس حوالي 80 بالمئة من الشواشي (قبعات رجالية) التي تنتجها المشاغل الحِرفية في البلاد

 وتعتبر صناعة الشاشية من الفنون الراقية التي تخضع لعادات صارمة؛ إذ يجب على كل من يود احترافها الخضوع لاختبار تُقرّه لجنة مختصة. 

وتُصدّر حوالي 80 بالمئة من الشواشي التي تنتجها المشاغل الحرفية التونسية إلى ليبيا والجزائر والمغرب والسودان ونيجيريا والشرق الأوسط وآسيا.

صناعة السجّاد 

تشتهر مدينة القيروان التونسية في صناعة السجّاد الذي يمتاز باعتماده على الألوان الطبيعية بعيداً عن استخدام الأصبغة، ويحافظ حرفيو هذه الصنعة على إنتاج السجاد بأساليب يدوية تستخدم فيها أدوات مثل "النول".

اقرأ أيضاً: فرق فنية تونسية ساهمت في رسم طريق الحرية.. هذه أبرزها

ويُعرف التونسيين ببراعتهم في التعامل مع الصوف، الذي يُصنع منه السجّاد، من حيث تنظيفه وتجفيفه وغزله قبل تحويله إلى خيوط تَصل إلى أيدي نساء تونس اللاتي يقمن بإنتاج السجاد في مشاغل صغيرة حافظت على الطرق التقليدية في حياكة السجاد، أو في بيوتهن.

يُعرف التونسيون ببراعتهم في التعامل مع الصوف، الذي يُصنع منه السجّاد

وبعد انتهاء مراحل تصنيع السجّاد، يخضع إلى مراقبة من لجنة خاصة تضع ختماً خاصاً يوضّح نوعية المواد المُستخدمة في التصنيع، وهذا الختم هو بمثابة ضمان لجودة المنتج، وتأخذ السجادة عادةً شكل المستطيل، وتُرسم عليها أشكال هندسية مختلفة تعود إلى التراث التونسي.

وتُنتج مشاغل السجّاد التونسية أنواعاً عديدة ومعروفة عالمياً، مثل؛ "المرقوم"، وهو سجاد قصير يمتاز بوبره القصير المزيّن بالزخارف البربرية، و"الكليم" الذي يأخذ شكل المنسوجات الجدارية التي تحاك بألوان عديدة وتحظى بشهرة خاصة.

دباغة الجلود

تُعتبر دباغة الجلود من أهم المهن المتوارثة في تونس، حيث تقوم مدابغ الجلود بجمع جلود الحيوانات والماشية والتماسيح والأفاعي ومعالجتها لتصبح أكثر متانة ومرونة في ذات الوقت، لاستخدامها لاحقاً في العديد من الصناعات الجلدية؛ مثل الأحذية والحقائب الجلدية وحافظات النقود وغيرها من السلع التي يبحث عنها السيّاح القادمون إلى تونس.

يستغل تُجّار الجلود في تونس عيد الأضحى المبارك لجمع جلود الأضاحي بسعر زهيد مقارنة بأسعارها في المسالخ الرسمية

وتشتهر العديد من المدن التونسية، ومنها مدينة "المكنين" الواقعة بولاية المنستير في الساحل التونسي بجمع الجلود ودباغتها تحضيراً لعرضها على الورش العاملة في إنتاج السلع الجلدية، كما تشتهر تونس بامتلاكها أكبر مدبغة جلود في أفريقيا.

تُعتبر دباغة الجلود من أهم المهن المتوارثة في تونس

ويُعدُّ عيد الأضحى المبارك من أهم المناسبات التي يعتمد عليها تُجّار الجلود، الذين اعتادوا على جمع جلود الأضاحي من البيوت بسعر زهيد مقارنة بأسعارها في المسالخ الرسمية، وتُمثّل عملية جمع الجلود فرصة مُهمّة للعاملين في المهن الموسمية.

النحاسة

ظهرت صناعة النُحاس في تونس مع وجود الدولة الحفصية في القرن الثالث عشر، وتُعدُّ من أقدم الصناعات الحِرفية في تونس، ورغم التحديات التي تواجه هذه المهنة، والمتمثلة في شُحّ الموارد وانخفاض أعداد السياح في ظل جائحة كورونا، إلّا أنّها تحافظ على أهميتها بين الصناعات التقليدية التي تصارع للبقاء؛ إذ إن زوّار تونس يحرصون دائماً على التوجّه إلى سوق النحاسين بهدف شراء الهدايا التذكارية.

تُعدُّ النحاسة من أقدم الصناعات الحِرفية في تونس

ولا يُعدُّ شراء النحاسيات حكراً على سُيّاح تونس؛ إذ إنّ التقاليد التونسية تتطلب وجود أوانٍ نحاسية في بيت الزوجية، لذلك تتوجّه الفتيات المقبلات على الزواج إلى أسواق النحاسة بهدف شراء الأواني والتحف النحاسية لتزيين منازلهن.

الصفحة الرئيسية