تعيين امرأة مستشارة لشيخ الأزهر للمرة الأولى في تاريخه... من هي؟

في سابقة هي الأولى في تاريخ الأزهر الشريف، قرر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تعيين امرأة في منصب مستشار شيخ الأزهر، بعد عقود طويلة من اقتصار ذلك المنصب على الرجال فقط.

وقد عيّن الإمام الطيب الدكتورة نهلة الصعيدي عميدة كلية العلوم الإسلامية للوافدين، في منصب مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين.

وتشغل الصعيدي منصب عميدة كلية العلوم الإسلامية للوافدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، ورئيسة مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين.

 تكليف وتشريف

اعتبرت الصعيدي أنّ تعيينها مستشارةً لشيخ الأزهر مسؤولية وتكليفاً وتشريفاً في الوقت ذاته: "تكليف بحمل الأمانة الثقيلة جداً، وتشريف بهذه الثقة العظيمة من فضيلة الإمام الأكبر، وهذه الثقة نعتز بها دائماً".

ونقل موقع "صدى البلد" عن الصعيدي قولها في تصريحات تلفزيونية مساء أمس: "كان وراء هذا القرار تكريم فضيلة الإمام وتقديره لعمل المرأة في الأزهر الشريف، وهذا ما عهدناه منه منذ أن عملنا في هذه المنظومة، وكان وراء هذا القرار أيضاً الجهود الكبيرة جداً في هذه المنظومة، واكتسبنا خبرة كبيرة".

وتابعت "أنّها منذ عام 2015 تعمل في ملف الوافدين، وترأست مكتب تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، وقد بدأ هذا المركز بدايةً عملاقة بدعم كبير من الإمام الأكبر، وتم البدء في تطوير هذه المنظومة تطويراً كاملاً شاملاً على صعيد البنية التحتية والمناهج الدراسية والطلاب والمعلم."

وأوضحت: "انطلقنا من خطة إستراتيجية لمدة (10) أعوام، وهي خطة متوافقة مع خطة الدولة المصرية 2030، وهذه المنظومة كان لا بد أن تكون على مستوى عالٍ جداً، لأنّها تتعلق بأمر الدين واللغة وبنشر رسالة الأزهر العالمية"، مشددةً على أنّ رسالة الأزهر تحمل الوسطية والسلام والعدل والرحمة والتسامح إلى جميع أنحاء العالم.

قرار الإمام الطيب "أثبت أنّه لا فرق بين المرأة والرجل في تولي المهام الصعبة، والمعيار هو العمل الجاد، وأن يظل كل إنسان نجح في مهامه السابقة في نيل الثقة لتولي المسؤوليات الأكبر"، على حدّ قول الصعيدي، في تصريحات لـ"سكاي نيوز"، حيث أشارت إلى أنّ تعيينها "مؤشر جيد للغاية، وأشعرني بأن تعب الماضي كله والتخطيط والقيام على هذه المسؤولية أثمر هذه الثقة لأستطيع أن أكون واحدة من النساء اللاتي استطعن أن يصلن إلى صناعة قرار أو في موقع قيادة".

عيّن الإمام الطيب الدكتورة نهلة الصعيدي عميدة كلية العلوم الإسلامية للوافدين في منصب مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين

وشدّدت مستشارة شيخ الأزهر على أنّ الجدية والإنتاج هما المقياس لتولي المناصب القيادية، وأنّ المرأة لها دور كبير خلال الفترة المقبلة لتثبت قدراتها الكبيرة.

مهام وملفات عدة تنتظر الصعيدي خلال المرحلة المقبلة، على حدّ قولها، على رأسها استكمال منظومة الوافدين التي جرى وضعها بخطة إستراتيجية صالحة لـ (10) أعوام.   

وأضافت: "سنكمل تلك الخطوة التي استوعبت منظومة الوافدين في داخل مصر استيعاباً كاملاً، من حيث البنية التحتية عبر المنهج والطالب والأستاذ لكي يكون إصلاحا شاملاً، وهي خطة مضينا فيها بكل جدية وسنستمر فيها"، أمّا الخطوة التالية، فهي  العمل على تحقيق رسالة الأزهر العالمية، من خلال الطلاب الوافدين الموجودين في مصر، بجانب التوسع في افتتاح مراكز أزهرية بالخارج لنشر رسالته.

وبيّنت الصعيدي أنّ "أيّ منصب يحمل صاحبه تبعات كثيرة للغاية، لأنّ هدفنا في النهاية التنمية والبناء والعمران، وهذا لن يتحقق دون عمل مخلص واستشعار للمسؤولية".