تفكيك شبكة لغسيل الأموال في تونس... تفاصيل

في واحدة من الجرائم التي تهدد اقتصاد الدول، نجحت السلطات الأمنية التونسية في تفكيك شبكة دولية مختصّة في غسيل الأموال وتهريبها نحو دول أخرى، وتنشط بين تونس ودول أوروبا الغربية وأوروبا الشرقية.

ووفقاً لإذاعة "موزاييك" التونسية، تتكوّن الشبكة من تونسيين وأجانب، يشتبه في تهريبهم مبالغ مالية ضخمة خارج التراب التونسي على خلاف الصيغ القانونية، على غرار جزر الموريس والعذراء البريطانية، وذلك عن طريق شركات مقيمة وغير مقيمة بتونس وشركات واجهة تابعة لأجانب.

 رهان إلكتروني

يشتبه أيضاً في تعمّد أفراد الشبكة المذكورة ممارسة نشاط الرهان الرياضي الإلكتروني وغسل الأموال باستعمال التقنيات المتطوّرة على غرار العملات المشفرة، على حدّ قول بيان نقلته "موزاييك".

وأشارت الإذاعة التونسية إلى أنّ الأمن التونسي تمكن من حجز مبلغ مالي قُدّر بحوالي (4) ملايين و(17) ألف دينار من العملة التونسية حجزاً فعلياً، وتمّت مداهمة مقرّات الشركات بسوسة وتونس، وحجز معدّات ووثائق وحواسيب ذات صلة بالموضوع، وذلك بالتنسيق مع مؤسسة وكالة الجمهورية بالقطب القضائي الاقتصادي والمالي لدى المحكمة الابتدائية بتونس 1.

وفي نهاية ما يُطلق عليه التونسيون "العشرية السوداء"، التي شهدت سيطرة حركة النهضة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين على صنع القرار التونسي، أعلن البنك المركزي التونسي في 18 كانون الأول (ديسمبر) 2020 تجميد أصول ما يقارب (31.5) مليون دولار، في إطار إجراءات تحفظ تتعلق بمكافحة تمويل الإرهاب وغسيل الأموال.

يشتبه أيضاً في تعمّد أفراد الشبكة المذكورة ممارسة نشاط الرهان الرياضي الإلكتروني وغسل الأموال باستعمال التقنيات المتطوّرة

وكشفت اللجنة الوطنية للتحاليل المالية التابعة للبنك المركزي عن إحالة (710) ملفات شبهات تمويل الإرهاب وغسل الأموال للجهات القضائية المختصة خلال عامي 2018 و2019 من بين (1245) ملفاً تمّت معالجتها.

ويخضع راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة نفسه، للتحقيق في جرائم متعلقة بغسيل الأموال، ومن بينها القضية المعروفة إعلامياً بـ"نماء تونس"، فقد أكد المحامي علي بن عون أنّ الصور والتدوينات واللقاءات تؤكد علاقة الغنوشي بالجمعية المتورطة في تبييض وتهريب الأموال وتمويل جمعيات وتنظيمات مرتبطة بالإرهاب داخل وخارج تونس، إلى جانب ثبوت تورط حركة النهضة في ملف الجهاز السري وتلقّي أموال أجنبية لتمويل حملتها الانتخابية بموجب "عقود اللوبيينغ".

وفي مطلع شباط (فبراير) الماضي كشفت هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، في ندوة صحفية، بـ"الوثائق" تورط حركة النهضة وزعيمها راشد الغنوشي في الاغتيالات السياسية التي طالت عدداً من النشطاء السياسيين، وفي مقدمتهم بلعيد، في عشرية الإخوان، وكشفت تورط الغنوشي ونجله، إضافة إلى آخرين، في جرائم غسيل الأموال، والقيام بتحركات مالية مشبوهة مع أطراف مرتبطة بدولة قطر لتمويل عمليات تسفير شبان تونسيين إلى سوريا للالتحاق بمعسكرات داعش، فضلاً عن الاعتداء على أمن الدولة الداخلي، والتجسس على التونسيين.