تنامي مشاعر العداء للاجئين الأوكرانيين في أيرلندا... ما القصة؟

شهدت أيرلندا خلال الفترة الماضية تنامي مشاعر العداء والرفض للاجئين الأوكرانيين؛ بسبب تأثيرهم السلبي على الكثير من القطاعات السياحية.

فبعد مظاهرات ووقفات احتجاجية شهدتها البلاد، أقدم مواطن أيرلندي الأسبوع الماضي على إضرام النيران في مركز للاجئين الأوكرانيين بمدينة بونكران شمالي البلاد، وفق ما نقلت شبكة "روسيا اليوم".

وأفادت صحيفة (دونيغال ديلي) نقلاً عن الشرطة ومالك المبنى أنّ خدمات الطوارئ تلقت بلاغاً حول الحادث في وقت متأخر من مساء الخميس الماضي.

أقدم مواطن أيرلندي الأسبوع الماضي على إضرام النيران في مركز للاجئين الأوكرانيين بمدينة بونكران

وكتب رجل الأعمال بيتر كيسي في تغريدة على (تويتر): "لقد تعرض المركز غير الربحي للاجئين الأوكرانيين في بونكران للاقتحام، ولحقت به أضرار جسيمة جراء النيران".

لكن بالوقت نفسه أطلقت الحكومة الأيرلندية حملة إعلامية تطلب من المهاجرين عدم القدوم إلى أيرلندا؛ إذ وفق تقارير في العديد من وسائل الإعلام الأيرلندية، يكافح النظام لاستيعاب الأعداد الوافدة، بينما ما يزال بعض المهاجرين يسكنون في الفنادق، الأمر الذي يحتج عليه أصحاب الفنادق، الذين نقلت عنهم صحيفة (آيرش تايمز) أنّهم أملوا في إلغاء إسكان المهاجرين وطالبي اللجوء تدريجياً بفنادقهم بحلول أيار (مايو) 2023، عندما تنتهي مدة العقود مع الحكومة، حتى يتمكنوا من إعادة فتح منشآتهم أمام السياح في موسم الصيف.

الحكومة الأيرلندية تطلق حملة إعلامية تطلب من المهاجرين عدم القدوم إلى أيرلندا في ظل أزمة السكن التي تواجهها

في مطلع كانون الثاني (يناير) 2023 كانت الفنادق والنُزل تضمّ نحو (14) ألف لاجئ وطالب لجوء عبر عقود مع الحكومة، لذلك وبحسب الرئيس التنفيذي لشركة ITIC الأيرلندية لصناعة السياحة، إيوغان أومارا والش، فإنّ "الكثير من الفنادق ستقرر عدم تجديد عقودها مع الحكومة"، مضيفاً أنّ العديد من العقارات "غير مناسبة لإسكان اللاجئين لفترة طويلة، لذا على الحكومة وضع خطة شاملة للتعامل مع الأمر بسرعة كبيرة".

وأضاف والش لـ (آيرش تايمز) أنّه "على الرغم من أنّ الحكومة قد تغطي الإقامة في الفنادق، إلا أنّه كان من الصعب على الفعاليات والأعمال الأخرى التي تعيش على السياحة كالبارات والمطاعم على سبيل المثال البقاء على قيد الحياة، حيث يميل السياح إلى الإنفاق أكثر من طالبي اللجوء".

أصحاب الفنادق أملوا في إلغاء إسكان المهاجرين وطالبي اللجوء بفنادقهم بحلول أيار (مايو) 2023، حتى يتمكنوا من إعادة فتح منشآتهم أمام السياح في موسم الصيف

في أواخر كانون الثاني (يناير) 2023 تظاهر في دبلن ما لا يقل عن (350) شخصاً ضد المهاجرين، وحملوا لافتات كُتب عليها "أيرلندا ممتلئة".

وذكرت صحيفة (الغارديان) البريطانية أنّ المتظاهرين رددوا عبارات مثل "أيرلندا للأيرلنديين" و"الأرواح الأيرلندية مهمة"، وعبّر متظاهر عن غضبه قائلاً: "هذه ليست عنصرية، لكن لا مكان للمهاجرين هنا... لماذا للمهاجرين أولوية بقائمة الإسكان على الشعب الأيرلندي؟ لن أقبل بهذا!".

ويوجد في أيرلندا حالياً أكثر من (70) ألف لاجئ من أوكرانيا، هذا بالإضافة إلى نحو (25) ألفاً من دول أخرى، ممّا جعل الحكومة تكافح لإيجاد سكن مناسب مع العديد من مراكز طالبي اللجوء وملاجئ الطوارئ الممتلئة.