خطر داهم... تحذير من خطة إعادة الإعمار في تركيا.. ما القصة؟

خطر داهم... تحذير من خطة إعادة الإعمار في تركيا

خطر داهم... تحذير من خطة إعادة الإعمار في تركيا.. ما القصة؟


21/02/2023

فيما تتواصل الجهود التركية للإغاثة بعيدة المدى والمتعلقة بتأمين مساكن لمن فقدوها، وإعادة الإعمار وشروط السلامة التي يجب أن يخضع لها، في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا، وما خلفه من خسائر فادحة طالت العديد من الأبنية، يعتقد الخبراء أنّ ذلك بحاجة إلى تطبيق معايير السلامة من الزلازل بعناية، وتشييد مبانٍ أكثر أماناً في المنطقة التي تمتد على أحد خطوط الصدع الـ (3) التي تتقاطع مع تركيا.

ويحذّر مهندسون معماريون ومدنيون من أنّ خطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإعادة الإعمار سريعاً بعد الزلازل المدمرة التي ضربت بلاده تنذر بوقوع كارثة أخرى، ما لم يتم إعادة النظر بعناية في التخطيط الحضري وسلامة المباني.

يعتقد الخبراء أنّ ذلك بحاجة إلى تطبيق معايير السلامة من الزلازل بعناية، وتشييد مبانٍ أكثر أماناً في المنطقة

وفي إسطنبول، قالت إيسين كويمين الرئيسة السابقة لغرفة المهندسين المعماريين في المدينة: "إحلال المباني المهدمة ليس هو الضروري فحسب، لكن أيضاً إعادة تخطيط المدن بناء على البيانات العلمية مثل عدم البناء على خطوط الصدع، وتعلم الدروس من أخطاء الماضي".

وأضافت: "التخطيط الجديد هو ما يجب أن يتصدر الأولويات، وليس البناء الجديد".

وقال خبراء: إنّ الزلازل كشفت عن هشاشة البنية التحتية لتركيا؛ لأنّها دمرت المباني الحديثة والقديمة، بما في ذلك مستشفيات ومساجد وكنائس ومدارس.

وقال نائب رئيس غرفة المهندسين المدنيين نصرت سونا: "يستغرق الأمر شهوراً لوضع مخططات للمدينة، من الخطأ الفادح تجاهل تلك الخطط".

يحذّر مهندسون معماريون من أنّ خطة الرئيس أردوغان لإعادة الإعمار سريعاً بعد الزلازل تنذر بوقوع كارثة أخرى

وبعد أيام من وقوع أسوأ زلزال بتركيا في التاريخ الحديث، تعهد أردوغان بإعادة بناء المنطقة الجنوبية التي شهدت وقوع الكارثة في غضون عام، وهو تعهد تشير تقديرات متحفظة إلى أنّ تكلفته ستبلغ نحو (25) مليار دولار في حين تشير توقعات أخرى إلى أنّها أعلى من ذلك بكثير.

وقد أفاد تقرير لبنك "جيه. بي مورجان" الأمريكي بأنّ فاتورة إعادة بناء المنازل وخطوط النقل والبنية التحتية تبلغ نحو (25) مليار دولار، أو2.5% من الناتج المحلي الإجمالي.

وقدّر تقرير آخر صادر عن اتحاد أرباب العمل في تركيا "توركونفيد" قيمة الخسائر التي لحقت بالمساكن بنحو (70.8) مليار دولار، ويعتقد محللون أنّ التكاليف ربما تتجاوز التقديرات الأولية.

وتشير بعض التقديرات إلى أنّ تكلفته ستبلغ نحو (25) مليار دولار، في حين تشير توقعات أخرى إلى أنّها أعلى من ذلك بكثير.

وتقول السلطات إنّ أكثر من (380) ألف وحدة في (105794) مبنى بحاجة ماسة للهدم أو انهارت، من أصل (2.5) مليون مبنى في جميع أنحاء المنطقة.

تتعرض حكومة أردوغان لموجة من الانتقادات بسبب أسلوب تعاملها مع ما حدث من دمار

ووفقا لحسابات "رويترز"، جمعت الحكومة التركية نحو (38) مليار دولار من الضرائب المرتبطة بالزلزال، ويمكن أن توفر هذه الضريبة، التي ما تزال سارية، تمويلاً سريعاً لبدء جهود إعادة البناء.

يُذكر أنّ الزلازل التي وقعت في 6 شباط (فبراير) الحالي، والتي ضربت سوريا المجاورة أيضاً، تسببت في تشريد ما يزيد على مليون شخص ومقتل عدد أكبر من أحدث حصيلة رسمية بلغت (46) ألف شخص في كلا البلدين.

وفي مواجهة الانتخابات المقررة في حزيران (يونيو)، تتعرض حكومة أردوغان لموجة من الانتقادات بسبب أسلوب تعاملها مع ما حدث من دمار، ويقول كثيرون من الأتراك إنّه نتاج سياسات على مدى أعوام أدّت إلى تدمير عشرات آلاف المباني بسهولة.

ودمرت الزلازل جنوب تركيا في ذروة فصل الشتاء الذي تقترب فيه البرودة أثناء الليل من درجة التجمد، ممّا جعل الكثير من خيام الطوارئ غير مناسبة للمشردين.

وغادر أكثر من مليوني شخص المنطقة التي كان يقطنها أكثر من (13) مليون نسمة.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية