خلاف بين نتنياهو ووزير دفاعه حول موعد العملية البرية في غزة... ما التفاصيل؟

خلاف بين نتنياهو ووزير دفاعه حول موعد العملية البرية في غزة... ما التفاصيل؟

خلاف بين نتنياهو ووزير دفاعه حول موعد العملية البرية في غزة... ما التفاصيل؟


24/10/2023

خلافات عميقة تسود حكومة بنيامين نتنياهو، بشأن الاجتياح البري المزمع تنفيذه ضد قطاع غزة، بين المستويين السياسي والعسكري، وجميعهم يتهيبون العملية البرية، ويتبادلون الاتهامات حول من يتحمل المسؤولية.

وقد كشفت صحيفة (يسرائيل هيوم) المقربة من نتنياهو عن خلافات بينه وبين وزير الدفاع يوآف غالانت، حول موعد وشكل العملية البرية المرتقبة.

 وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإنّ القيادة السياسية، بزعامة نتنياهو، تشد الجيش إلى الوراء في هذا الموضوع، استجابة لمطلب الإدارة الأمريكية والرئيس جو بايدن ومستشاريه الذين يعتقدون أنّ الاجتياح البري سيشعل حرباً إقليمية، ويهدد حياة الأسرى الإسرائيليين والأجانب لدى حركة حماس.

القيادة السياسية بزعامة نتنياهو تشد الجيش إلى الوراء في هذا الموضوع، استجابة لمطلب الإدارة الأمريكية والرئيس جو بايدن.

وخرج لنصرة نتنياهو في هذا الشأن الجنرال إسحاق بريك، المعروف بانتقاداته الدائمة لقيادة الجيش الإسرائيلي، واعتبر الاجتياح بمثابة مصيدة ضخمة ستوقع خسائر فادحة، وتفجر حرباً إقليمية مدمرة، إسرائيل ليست جاهزة لها، معتبراً المؤيدين للاجتياح "متغطرسين مغرورين لا يفهمون في الحروب، ولا يعرفون كيف تخرج بانتصار"، نقلاً عن صحيفة (الشرق الأوسط).

يشار إلى أنّ الجنرال إسحاق بريك، (75) عاماً، أنهى خدمته العسكرية برتبة لواء في عام 1999، بعد خدمة دامت (34) عاماً. وكان في آخر مناصبه عضواً في رئاسة أركان الجيش، ورئيساً سابقاً للجنة الشكاوى في الجيش الإسرائيلي. وبعد تسرحه راح يبحث في أوضاع الجيش، ويحذر من جوانب كثيرة من الخلل فيه والتبذير والفساد.

إسحاق بريك: إذا دخلت قوات المشاة الإسرائيلية، فسيجدون مفاجآت تنتظرهم للاشتباك في ظروف يعرفها مسلحو (حماس) أكثر منا.

في البداية، فعل ذلك في الغرف المغلقة؛ لكنّه منذ عام 2011، عندما اختلف نتنياهو مع الجيش حول قضية الهجوم على إيران، راح يكتب في صحف اليمين، ويتهم قيادة الجيش بالتخلي عن عقيدة القتال، وبالتقاعس في إعداد الجيش للحرب بشكل حقيقي. 

ويسميه اليمين المتطرف "نبي الغضب"؛ لأنّه تنبأ بهجوم حركة حماس على البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، ويتنبأ اليوم بهجوم مشابه سيقوم به عشرات ألوف المسلحين الفلسطينيين على المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.

هذا، والتقى الجنرال بريك قبل أيام مع نتنياهو، وحذّره بشكل شخصي من مكيدة اجتياح غزة، وكيف يمكن أن تتحول إلى كارثة بثمن كبير. وطالب بريك بإقالة قائد اللواء الجنوبي في الجيش الإسرائيلي فوراً، ومنعه من قيادة الجيش في المعركة، وكذلك رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية؛ بسبب مسؤوليتهما عن الإخفاق الكبير الذي أتاح هجوم حماس.

وقال خلال لقاء مطول مع محرري (قناة 14) التلفزيونية، التابعة لليمين والمناصرة لنتنياهو: إنّهما تلقيا إنذارين على الأقل قبل يوم واحد من هجوم حماس وليلة الهجوم بالضبط، أي قبل ساعات من الهجوم، بأنّ حماس تعدّ لحرب، ولم يطلقا الإنذار لرئيس الأركان، وبقي رئيس الاستخبارات يستجم في إيلات.

إسحاق بريك: أقول للجيش ولرئيس الحكومة وللجميع: توقفوا... يجب ألّا تنفذوا هذه العملية في الوقت الحاضر، ويجب ألّا يدفعنا إليها حب الثأر والكراهية.

وأضاف بريك: نحن في الجيش معتادون في كل فجر على النهوض إلى تدريب الصباح. شيء من استعراض القوة. لكنّ جنودنا ناموا، ولم يجروا هذا التدريب. وتم ذبح (70) جندياً على الأقل من (لواء جبعاتي) وهم نيام على الأسرَّة في المعسكرات. هذا تصرف سيّئ، وينطوي على مخالفة شديدة كلفت أرواح كثيرين. فكيف يستطيع قائد مسؤول عن هذا الإخفاق أن يقود الحرب القادمة؟

وأضاف بريك، بحسب المصدر ذاته: "إذا دخلت قوات المشاة الإسرائيلية، فسيجدون مفاجآت تنتظرهم للاشتباك في ظروف يعرفها مسلحو (حماس) أكثر منا، وسيعودون إلى مواقعهم، ويواجهوننا من جديد. وستقع بيننا خسائر فادحة. أنا لا أقول إننا نتخلى عن معالجة الأنفاق، أريد معالجتها؛ لكنّ هذا العلاج يستغرق وقتاً، ليس أسابيع ولا شهراً أو شهرين، بل شهوراً طويلة".

الجنرال المتقاعد أنهى حديثه قائلاً: "لهذا أنا أقول للجيش ولرئيس الحكومة وللجميع: توقفوا. يجب ألّا تنفذوا هذه العملية في الوقت الحاضر، ويجب ألّا يدفعنا إليها حب الثأر والكراهية والانتقام. يجب أن نتصرف بحكمة وروية واتزان. اخنق قادة (حماس) في المخابئ داخل الأنفاق. أبقِهم محبوسين شهوراً تحت الأرض بلا دواء ولا ماء ولا هواء، فسيتعبون. يجب عدم الاستعجال. 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية