سورية ما بعد الحرب وقبل السلام: إيران ما زالت هنا

سورية ما بعد الحرب وقبل السلام: إيران ما زالت هنا

سورية ما بعد الحرب وقبل السلام: إيران ما زالت هنا


20/04/2024

مرت الشهر الماضي الذكرى الثالثة عشرة لاندلاع الحرب في سورية، وكانت الحصيلة مقتل أكثر من نصف مليون سوري، ولجوء أكثر من 5.5 ملايين شخص لدول الجوار،ونزوح قرابة 7 ملايين آخرين داخل البلاد، في حين تشير تقديرات إلى أنّ التغلغل الإيراني في سورية صار أشبه بالاحتلال، ولعل هذا، بحسب مراقبين، ما يبرر الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة على سورية.

وتحدث كتاب صدر الشهر الماضي عن مركز الإمارات للسياسات في أبوظبي، عن سورية ما بعد الحرب وقبل السلام: تحديات السياسة والاقتصاد والتدخل الخارجي.

وتساءل الكتاب: كيف سيتطور الوضع في سورية، وحولها، خلال المدى المنظور؟

كتاب صادر عن مركز الإمارات للسياسات: لئن تراجعت أهمية الموقف السوري، فإنّ القضايا التي نشأت عن الصراع في سورية لها أهمية حاسمة في أمن المنطقة

الإجابة عن هذا السؤال، بحسب الموقع الإلكتروني للمركز،لا تهم الشعب السوري في الداخل والخارج وحسب، وإنما هي أيضاً قضية إقليمية ذات تأثير كبير على مستقبل منطقة الهلال الخصيب. لطالما استمدت سورية أهميتها الإقليمية والدولية من موقعها الجغرافي الاستراتيجي شرقي البحر الأبيض المتوسط، ومن توَسُّطها مجموعة من دول الشرق الأوسط ذات الأهمية الحيوية مثل تركيا والعراق والأردن، التي كانت أيضاً نقطة وصل حيوية مع دول الخليج العربي. وإنْ تراجعت أهمية الموقف السوري حيال قضايا المنطقة والدول المجاورة بعد الحرب بشكل ملحوظ، فإنّ القضايا التي نشأت عن الصراع في سورية لها أهمية حاسمة في أمن المنطقة، وأدوار الفاعلين الإقليميين، إذ باتت البلاد بوابة للقوى المختلفة التي تسعى للتأثير في شؤون المنطقة والدول المحيطة بها.

الكتاب يهدف إلى تقديم تصوُّر حول مستقبل الصراع السوري، والاتّجاه الذي قد يسلكه على المدى المنظور. ويتناول في الفصل الأول السيناريوهات المتعلقة بشكل سورية المستقبلي، مُركِّزاً النقاش حول اللامركزية والمركزية في الإدارة والتقسيمات الفعلية على الأرض. ثم يتطرق في الفصل الثاني إلى تشكيلة الاقتصاد السوري، مُقدِّماً تحليلاً للحالة الراهنة واستشراف المسارات المستقبلية التي رسمتها ظروف الحرب. ولا يمكن اعتبار هذا الفحص مكتملاً دون التطرُّق إلى أدوار الفاعلين الإقليميين والدوليين في سورية، والأشكال المحتملة لتلك الأدوار في المستقبل القريب، وهو ما يتناوله الفصل الثالث. أما الفصل الرابع فيدور النقاش فيه حول مستقبل السوريين المهجرين، سواء أكانوا داخل البلاد أم في الشتات.

ماذا قالت الأمم المتحدة في الذكرى 13؟

وفي ذكرى اندلاع الحرب في سورية وما أدى إليه من "فظائع منهجية ومعاناة لا توصف" قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الشهر الماضي، إنّ السوريين عانوا على مدى 13 عاماً من الدمار والنزوح والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي، وما زالت مطالبهم بالحقيقة والعدالة والمساءلة بعيدة المنال.

وقال غوتيريش، في بيان، إنّ عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية في سورية وصل إلى أعلى مستوياته منذ اندلاع الحرب، إذ يحتاج 3 من كل 4 أشخاص للإغاثة، ويعاني أكثر من نصف السكان من الجوع، وتكافح مجتمعات بأسرها من أجل البقاء. ويحدث ذلك في وقت انخفض فيه تمويل الجهود الإنسانية إلى أقل مستوياته على الإطلاق.

وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أنّ ما يقرب من نصف سكان فترة ما قبل الحرب في سورية، ما زالوا نازحين داخل أو خارج سورية.

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الشهر الماضي، إنّ السوريين عانوا على مدى 13 عاماً من الدمار والنزوح والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي

وقال غوتيريش: "الاحتجاز التعسفي، السجن الجماعي، الاختفاء القسري، القتل خارج نطاق القضاء، العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، التعذيب وغيره من ضروب إساءة المعاملة، كلها ما زالت مستمرة وتمثل عقبة أمام السلام الدائم في سورية".

يتحمل الجميع مسؤولية إنهاء الإفلات من العقاب، كما قال أمين عام الأمم المتحدة. وذكر أن "مئات آلاف، إنْ لم يكن ملايين، الضحايا والناجين السوريين وأسرهم يُعولون علينا".

وسلط الأمين العام الضوء على العمل المهم الذي تقوم به المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين، التي أنشأتها الجمعية العامة للأمم المتحدة. وشدد على ضرورة فعل كل ما يلزم للتوصل إلى حل سياسي حقيقي وذي مصداقية يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري ويستعيد سيادة ووحدة واستقلال سورية وسلامة أراضيها بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 (الصادر عام 2015)، ويخلق الظروف الضرورية للعودة الطوعية للاجئين بأمان وكرامة.

الأمين العام للأمم المتحدة: يجب خلق الظروف الضرورية للعودة الطوعية للاجئين بأمان وكرامة. إنّ جيلاً كاملاً في سورية قد دفع ثمناً باهظاً لهذه الحرب

وشدد الأمين العام على الحاجة لعدد من الأمور الأساسية هي:

- التوصل إلى حل سياسي تفاوضي.

- حماية المدنيين وبنيتهم الأساسية.

- وضع نهج تعاوني واستراتيجي لمكافحة الإرهاب يتماشى مع القانون الدولي بما في ذلك القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.

- ضمان الوصول الإنساني المستدام وبدون عوائق بأنحاء سورية وعبر كل الطرق.

- تمويل عاجل وكاف للحفاظ على العمليات المنقذة للحياة بما في ذلك التعافي المبكر.

الميليشيات الإيرانية
 
واختتم أنطونيو غوتيريش بيانه بالقول إنّ الوقت حان منذ فترة طويلة مضت لتنهض الأطراف الرئيسية بالعمل وتلبي هذه الاحتياجات، محذراً من أنّ جيلاً كاملاً في سورية قد دفع ثمناً باهظاً بالفعل لهذا الصراع.

وكان تقرير صادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار إلى تواصل عمليات التغيير الديمغرافي في سورية، خصوصاً في محافظة حلب التي قال إنها "بأدوات تركيا المسيطرة على المنطقة"، فيما شهدت مناطق أخرى تغييرات في تركيبة السكان.

وبحسب الخريطة الديمغرافية الجديدة لسورية، طرد معارضو النظام وغالبيتهم من السنّة من مناطق عدة، وتجمعت الأقليات في مناطق أخرى، وباتت المناطق الجغرافية إجمالاً من لون طائفي واحد، بحسب تقارير سابق لوكالة فرانس برس..

وقبل الحرب في 2011، كان السنّة العرب يشكلون 65 في المئة من السكان مقابل 20 في المئة أقليات و15 في المئة من الأكراد.

أبرز ميليشيات إيران في سوريا

وفق مركز "جسور" ومؤسسة "إنفورماجين" لتحليل البيانات، فإنّ الميليشيات الإيرانية تنشر في سورية منذ عام 2012، وبينها ميليشيات عربية وأخرى غير عربية، إضافة للحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس التابع له، ومن أبرز ذلك:
 
- لواء فاطميون: يتشكل من الأفغان الهزارة الفارين إلى إيران، وعدد مقاتليه حوالي 3 آلاف ينشرون في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق.

- لواء زينبيون: مقاتلون باكستانيون وغالبيتهم من البشتون، وهم نحو ألف مسلح في دمشق والضواحي القريبة منها.

- حزب الله: لا يتخذ مواقع ثابتة له في سورية، ويستخدم القطع العسكرية الخاصة بالجيش السوري لتنفيذ عملياته وممارسة نشاطه، كما يستخدم منازل مدنية في منطقة السيدة زينب مقاراً مؤقتة تتغير بين الحين والآخر.

- لواء أبو الفضل العباس: مقاتلون عراقيون، وعدد مقاتليه غير ثابت بسبب الانشقاقات المتكررة.

- كتائب حزب الله العراقي: تشكيل عراقي أرسل كثيرا من مقاتليه، البالغ عددهم نحو 7 آلاف، إلى سورية سنة 2013، ويتعاون مع حزب الله السوري في تنفيذ عملياته.

- حركة النجباء العراقية: تشكيل عراقي مدعوم من إيران، قاتل إلى جانب الجيش السوري بريف حلب ودمشق.

- عصائب أهل الحق: جماعة عسكرية عراقية لها مقرات فرعية في ريف دمشق والبوكمال.

- فيلق الوعد الصادق: ميليشيا عراقية قوامها نحو ألفي عنصر بين العراق وسورية، ومقرها الفرعي في ريف دمشق.

كتائب حزب الله العراقي: تشكيل عراقي أرسل كثيرا من مقاتليه، البالغ عددهم نحو 7 آلاف، إلى سورية سنة 2013، ويتعاون مع حزب الله السوري في تنفيذ عملياته.

- سرايا طلائع الخرساني: تشكيل عراقي تأسس عام 1984 وتعتبر الجناح العسكري لحزب الطليعة، ويبلغ عدد مقاتليه نحو 5 آلاف بين العراق وسورية.

- قوات محمد باقر الصدر: تشكيل عراقي مهمته مؤازرة عناصر الأمن العام ووزارة الداخلية التابعتين للحكومة السورية، ويرتدي عناصرها زي الشرطة السورية.

- لواء الإمام الحسين: تشكيل عراقي ينتشر في ريف دمشق وفي حلب ويرأسه أمجد البهادلي.

- لواء ذو الفقار: تشكيل عراقي شارك في معارك عدة ضد فصائل المعارضة في ريف دمشق.

- لواء صعدة اليمني: تشكيل يمني من الحوثيين يبلغ قوامه قرابة 750 مسلحاً، قاتلوا إلى جانب الجيش السوري في أرياف دمشق الجنوبية والشرقية، وعادوا لليمن إثر اندلاع الحرب هناك.

- لواء القدس الفلسطيني: مكون عسكري من الفلسطينيين المقيمين في سورية، وخاصة في مخيم باب النيرب في حلب، شارك في معارك عدة في حلب ودمشق ودير الزور ودرعا، ويتراوح عدد مقاتليه بين 2500 و3 آلاف، ومقره مخيم باب النيرب ولديه معسكرات تدريب في مخيم حندرات والشيخ نجار والملاح في ريف حلب.

مواضيع ذات صلة:

هل تشارك ميليشيات إيران في عملية قمع الاحتجاجات جنوب سوريا؟

النظام السوري ضرورة إيرانيّة

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية