عبير موسي توسع حربها على "الإخوان" وتهدد مؤسساته الإعلامية.. ما الجديد؟

عبير موسي توسع حربها على "الإخوان" وتهدد مؤسساته الإعلامية.. ما الجديد؟

عبير موسي توسع حربها على "الإخوان" وتهدد مؤسساته الإعلامية.. ما الجديد؟


14/05/2023

عُرفت رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي بمعاداتها الشديدة لحركة النهضة الإخوانية، حتى أنّها بنت برنامجها الانتخابي في انتخابات 2019 على معارضة الحركة الإخوانية، وقد وسّعت تحركاتها ضد تيار الإسلام السياسي في تونس، ولم تعد تقتصر على مواجهة حركة النهضة فحسب؛ بل تفرّغت بعد تجميد البرلمان للتصدي للإسلاميين بمختلف انتماءاتهم.

 هذه التحركات شملت مؤخراً سجالاً بينها وبين قيادات (شبكة محرري الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، المعنية بالتدريب الإعلامي، عقب اتهامهم باختراق الإعلام التونسي، وعمالتهم لصالح "جماعة الإخوان المسلمين".

والحزب الدستوري الحر هو امتداد لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل الذي كان مهيمناً على السلطة في تونس لمدة (23) عاماً، بزعامة الرئيس التونسي الأسبق الراحل زين العابدين بن علي، الذي أطاحت به ثورة كانون الثاني (يناير) 2011.

معركة مع الأذرع الإعلامية للإخوان

ومؤخراً، وجّهت السياسية عبير موسي اتهامات إلى عدد من الصحفيين، وعلى رأسهم نقيب الصحفيين التونسيين مهدي الجلاصي، لدعمهم مشروع الإخوان، فضلاً عن أكاديمية On Air formation، المتخصصة في مجال التدريب والاستشارات الإعلامية، والتي تم تأسيسها عام 2020، ويتولى الإشراف عليها الإعلامية ليلى بن عطية الله، التي نفت علاقتها بالمنظمة نهائياً، رغم مشاركتها في العديد من أنشطتها، وإعلان موقع الأكاديمية وصفحتها الرسمية، أنّها الوكيل الحصري والرسمي لـ (شبكة محرري الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) في تونس. 

 نقيب الصحفيين التونسيين مهدي الجلاصي

وكان الحزب الدستوري الحر قد اتهم نائبة رئيس البرلمان التونسي الجديد سوسن المبروك بالولاء لمملكة أطلنتس، وبأنّها تتولى منصب وزيرة العمل والشؤون الاجتماعية في المملكة، لكنّ الأخيرة نفت ذلك، وقررت رفع قضية على الحزب ورئيسته موسي.

ومملكة أطلنتس الجديدة مملكة وهمية تطلق على نفسها "أرض الحكمة"، ولديها رئيس ورئيس وزراء ومواطنون على شبكة التواصل الاجتماعي ودستور، وتسعى للاعتراف الدولي.

ويعتقد مراقبون أنّ عبير موسي تريد من الإعلام إعادة تسليط الأضواء عليها من خلال بعض الاتهامات، وذلك بعد أن نجح الرئيس التونسي في استقطاب أنصارها عبر القرارات الأخيرة التي طالت حركة النهضة الإسلامية بإغلاق مقراتها، والقبض على أبرز قادتها بمن فيهم راشد الغنوشي.

وسعت تحركاتها ضد تيار الإسلام السياسي في تونس، ولم تعد تقتصر على مواجهة حركة النهضة فحسب، بل تفرغت بعد تجميد البرلمان للتصدي للإسلاميين بمختلف انتماءاتهم

وبحسب مقال نشرته صحيفة "النهار العربي" للخبير في الإسلام السياسي عمرو فاروق، فإنّ ما تفعله السياسية عبير موسي يمثل صيحة تحذير قوية للتصدي للتنظيم الدولي، ووقف مخططه في اختراق الداخل التونسي والعمق العربي، عبر مشاريع إعلامية تتخذ مسميات عدة، في ظل تعثر المشروع الإخواني على أرض الواقع، سعياً لاستمالة عدد كبير من الشباب الإعلاميين والصحفيين في المنطقة العربية، بهدف تبنّي خطابها وأدبياتها الفكرية والسياسية، وفقاً لما يُعرف بـ "التأثير النفسي والذهني عن بُعد"، من خلال السيطرة على (النيو ميديا).

وكانت الصحيفة قد نشرت في منتصف نيسان (إبريل) 2021 معلومات عن محاولة اختراق المنظومة الإعلامية العربية من قيادات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، عن طريق (شبكة محرري الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، MENA EDITORS، للهيمنة على الساحة الإعلامية، والتي يتولى منصب مديرها التنفيذي الإخواني المصري أبو بكر خلاف، المحكوم عليه في قضايا تخص الأمن القومي، والذي عدّل اسمه إلى "أبو بكر إبراهيم أوغلو"، بعد حصوله على الجنسية التركية.

وقد تأسست (شبكة محرري الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) في بريطانيا كشركة غير ربحية برقم (11579456) بتاريخ 20 أيلول (سبتمبر) 2018، وتم افتتاح فرع لها في النمسا تحت رقم (1643702166) بتاريخ 17 أيلول (سبتمبر) 2019، وفرع ثالث تابع لاتحاد الجمعيات الأهلية في تركيا (أحد كيانات التنظيم الدولي)، برقم (34-263/068) بتاريخ 11 أيلول (سبتمبر) 2020، وفرع بدولة تونس في تشرين الثاني (نوفمبر) 2020، إلى جانب مقراتها الرسمية في لندن.

وتفادياً للإشكاليات والصعوبات التي تعيق توسع الشبكة في إقامة مقارها الرسمية، اعتمدت إنشاء مؤسسات صغيرة تلعب دور الوسيط في ما بينها، وبين المؤسسات الرسمية والنخب الإعلامية في بعض الدول، تهرباً من المتابعة أو الملاحقة الأمنية، والتغطية على النشاطات المنوطة بها، لا سيّما أنّ (خلاف) وظف منصات إعلامية للمنظمة في الهجوم على المؤسسة العسكرية المصرية.

نقابة الصحفيين التونسيين ترد

من جانبها، نفت نقابة الصحفيين التونسيين، وكشفت في بيان عن الأطراف التي تقف وراء مغالطات عبير موسي، وقالت: "إنّها مجموعة مخبرين سابقين وحاليين متخصصين في التضليل والتطبيل والدعاية النوفمبرية، وستكون محل تتبعات قضائية".

 أعلنت موسي عن إطلاق قناة تلفزيونية (يا توانسة تي.في) لتكون اللسان الناطق باسم الحزب

وذكّرت النقابة بالتزامها بالعمل ضمن هياكل إقليمية ودولية للصحفيين معلومة للجميع، أهمها الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الأفريقي للصحفيين، ولا علاقة تربط النقابة ولا رئيسها بالشبكة المذكورة، ولا صحة لما تروّجه رئيسة الحزب الدستوري الحر وجماعتها.

كما سعى عدد من الإعلاميين تحدثت عنهم موسي بالاسم لرفع قضية ضدها على غرار الإعلامية ليلى بن عبد لله رئيسة الشبكة التي نفت حصولها على أموال من الخارج أو علاقة الأكاديمية الإعلامية (شبكة محرري الشرق الأوسط وشمال افريقيا) التي تديرها بجماعة الإخوان.

موسي توسّع نطاق حربها على الإخوان

في آذار (مارس) الماضي أعلنت موسي عن إطلاق قناة تلفزيونية (يا توانسة تي.في) لتكون اللسان الناطق باسم الحزب. وقالت موسي: "في ظل التعتيم والتشويه والمغالطات وتحريف مواقف الدستوري الحر، أطلقنا قناة إعلامية تلفزية ستكون صوت الحق والموضوعية والقناة التي فيها الخبر مقدس".

 ويرى متابعون أنّ موسي تطلق قناتها لتكون منبراً لها للتواصل المباشر مع الجمهور ومع أنصار حزبها، إثر توتر علاقتها بالعديد من وسائل الإعلام.

 وقد تحوّلت عبير موسي إلى ظاهرة تثير اهتمام الرأي العام بخطابها الرافض لسيطرة حركة النهضة على البلاد والأحزاب الموالية لها، واصطدامها المباشر مع معارضيها في أستوديوهات القنوات التلفزيونية والفوضى التي تثار فيها.

 

تقرير: ما تفعله السياسية عبير موسي يمثل صيحة تحذير قوية للتصدي للتنظيم الدولي، ووقف مخططه في اختراق الداخل التونسي والعمق العربي

 

 وسبق أن طالبت موسي بالكشف عن تمويلات وسائل الإعلام بتونس، والتي اتهمت بعضها بالفساد والولاء للخارج. واعتبرت أنّ تمويلات بعض الإذاعات الخاصة مشبوه، داعية هيئة الاتصال إلى الكشف عن مصدر هذه التمويلات "التي تعود إلى سياسيين ورجال أعمال".

 جمعيات مشبوهة

وفي أواخر عام 2021 عبّرت رئيسة الحزب الدستوري الحر التونسي عبير موسي عن انزعاجها من استمرار ما تصفه بـ"الخطر الإخواني في تونس، والدعم القطري لعدد من الجمعيات المشبوهة".

 وقالت موسي إنّها تملك أدلة صوتاً وصورة على تورط أسماء معروفة مع "أخطبوط جمعياتي" وصفته بالمشبوه، وأوضحت أنّها تعمل على تنقية المناخ السياسي من أخطبوط جمعياتي يجمع بين الإخوان من جهة، والحداثيين "الذين يريدون إعادة توافق جديد مع الإخوان".

وقد جاءت هذه الاتهامات في خضم جهود عبير موسي وحزبها في المطالبة بإغلاق فرع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بسبب ما تراه نشراً للفكر المتطرف والظلامي، إذ لا تنتقد موسي الاتحاد، بل تطالب بالبت في طريقة تمويل عدد من الجمعيات، مشيرة إلى أنّها واجهة لتمويل حركة النهضة الإخوانية.

مواضيع ذات صلة:

أي تداعيات لـ "هجوم جربة" على المشهد التونسي؟

الهجوم على معبد الغريبة التونسي: حادث أمني أم تدبير إخواني إرهابي؟

تونس: هل حركة النهضة الإخوانية وراء "هجوم جربة"؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية