فاينانشال تايمز: حكومة أردوغان تعاقب السوريين على فشلها الاقتصادي

فاينانشال تايمز: حكومة أردوغان تعاقب السوريين على فشلها الاقتصادي


22/08/2019

حكومة حزب العدالة والتنمية، الحاكم في تركيا، لم تجد ما تواجه به السخط الشعبي ضدها بسبب الفشل الاقتصادي، سوى إطلاق حملة أمنية ضد اللاجئين السوريين في بلادها.

صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية قالت إن الحكومة التركية تتخذ ضد المهاجرين السوريين غير المسجلين "تدابير قاسية"، بنص تعبيرها، وتزيد من القيود المفروضة عليهم.

التقرير قال إن "النهج الحساس تجاه السوريين في تركيا قد تغير، نتيجة تدهور الاقتصاد العام الماضي. الأتراك ينزعجون من حقيقة أن السوريين يتلقون بالفعل وظائف محدودة ويضعون ضغوطاً على التمويل العام. وتقول الحكومة التركية إنه تم إنفاق 37 مليار دولار من أجل السوريين منذ عام 2011".

الاقتصاد التركي يعاني بشدة منذ أغسطس العام الماضي، وفقدت الليرة التركية الكثير من قيمتها أمام العملات الأجنبية، كما ارتفع مستوى التضخم بشكل كبير، وتجاوز عدد العاطلين عن العمل 4 ملايين شخص بزيادة مليون شخص خلال عام واحد فقط.

ترحيل قسريّ
في يوليو، أعلنت محافظة إسطنبول أن ألفين و630 سوريًا غير مسجلين في أية محافظة، تم نقلهم إلى مراكز الإيواء المؤقتة في المحافظات التي حددتها وزارة الداخلية.

منظمة هيومن رايتس ووتش، قالت إن تركيا "تعيد اللاجئين السوريين قسرا إلى الخطر"، فيما تحذر الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في إدلب، المحافظة الوحيدة الخارجة عن سيطرة حكومة دمشق، والتي يسكنها أكثر من 3 ملايين شخص، وتنتشر بها الجماعات الإرهابية.

"رايتس ووتش" قالت في 30 يوليو الماضي إن الشرطة التركية تحتجز لاجئين سوريين "وتُجبرهم على توقيع استمارات تُفيد برغبتهم في العودة إلى سورية، ثم ترحّلهم قسرا إلى هناك".

الخطورة تكمن في أن الترحيل سيتم إلى منطقة حرب، قالت فاينانشال تايمز، إنه بموجب القانون الدولي، لا يمكن ترحيل اللاجئين إذا واجهوا العنف أو الاضطهاد في بلدانهم الأصلية.

إدلب تشهد تصعيدا عسكريا من قبل قوات النظام السوري، منذ أواخر أبريل نيسان الماضي، ولم تعد الهدنة المتفق عليها بين الروس والأتراك والإيرانيين بخصوص مناطق خفض التصعيد سارية.

الصحيفة لفتت إلى أن مسؤولي إدارة الهجرة في تركيا رفضوا الاتهامات الموجهة إليهم، مبررين ذلك بأن السوريين الموقعين على وثيقة العودة انتقلوا إلى منطقة آمنة تقع تحت سيطرة الجيش التركي في المنطقة الحدودية.

اللاجئون يدفعون الثمن
الصحيفة أضافت أن "الدفاع القوي للرئيس رجب إردوغان عن السوريين، كان عاملًا مهمًا في عدم إظهار الناس ردة فعل ضدهم، ومع ذلك، أظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت قبل الانتخابات المحلية هذا العام أن الناخبين يعتقدون أن التباطؤ في الاقتصاد واللاجئين السوريين هما أبرز المشاكل الرئيسة في البلاد".

عدد السوريين الذين كانوا يعيشون في إسطنبول وخرجوا منها بلغ 500 ألف سوري، بحسب الصحيفة البريطانية، فيما يعيش في تركيا حوالي نصف اللاجئين الهاربين من الحرب التي تستمر منذ 8 سنوات وتسببت في مقتل 400 ألف شخص على الأقل.

معلومات تقول إن نظام إردوغان قام بترحيل آلاف اللاجئين إلى الشمال السوري، رغم اشتعال الحرب الأهلية في تلك المناطق، فيما أعلنت الحكومة التركية تمديد مهلة مغادرة إسطنبول، والتي كان  انتهاؤها مقررا اليوم.

ترحيل 10 آلاف
المرصد السوري لحقوق الإنسان، وثّق ترحيل نحو 10 آلاف سوري خلال الأسابيع الماضية، نحو الشمال السوري، حيث سيطرة الفصائل الموالية لتركيا ومجموعات جهادية في إدلب ومناطق "درع الفرات"، وعفرين، التي شهدت تغييراً ديموغرافياً خطيراً، رغم أنّ الكثير ممن جرى ترحيلهم يملكون بطاقة حماية مؤقتة، وكانوا يقيمون في تركيا بشكل قانوني.

وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أعلن في تصريحات تليفزيونية، أمس الثلاثاء، تمديد بلاده مهلة مغادرة اللاجئين السوريين غير المسجلين في إسطنبول، حتى 30 أكتوبر القادم.

عن "عثمانلي"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية