قوة بحرية أمريكية في البحر الأحمر والخليج... ما المهام والأهداف؟

قوة بحرية أمريكية في البحر الأحمر والخليج... ما المهام والأهداف؟

قوة بحرية أمريكية في البحر الأحمر والخليج... ما المهام والأهداف؟


16/12/2023

بينما باتت منطقة البحر الأحمر تواجه قضايا أمنية؛ من بينها تهريب المخدرات والأسلحة، وتهديدات يمثلها المتمردون الحوثيون من اليمن الذين شنوا هجمات على السعودية والإمارات العربية، تقوم القوات البحرية المشتركة بتشكيل فريق عمل جديد متعدد الجنسيات لزيادة التنسيق مع القوات البحرية الإقليمية والردع ضد الأنشطة غير القانونية، على أن تركز فرقة العمل المشتركة (CTF 153) على الأمن البحري الدولي وجهود بناء القدرات على وجه التحديد في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.

ويأتي تأسيس هذه القوة بعد مناورة ضخمة نظمتها البحرية الأمريكية بمشاركة (60) دولة في البحر الأحمر، والتي استمرت (18) يوماً في شباط (فبراير) 2022، فضلاً عن إعلان الأسطول الخامس في أيلول (سبتمبر) 2021 عن تشكيل "قوة المهام الـ 59" كجزء من مهمة الأسطول الأوسع نطاقاً، وذلك بحسب دراسة حديثة نشرها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI، أعدتها الدكتورة إكرام زيادة، بعنوان  "قوة بحرية أمريكية في البحر الأحمر والخليج، المهام والأهداف".

تشكيل القوة  (CTF 153)

وأشارت الدراسة إلى أنّ فرقة العمل المشتركة الجديدة (CTF 153) التي أُنشئت تهدف إلى تعزيز الأمن البحري في منطقة البحر الأحمر، وأقيم احتفال لتكليف فرقة العمل الجديدة في المقر الإقليمي للبحرية الأمريكية في البحرين في 17 نيسان (أبريل) 2022.

وكان قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية نائب قائد الأسطول الخامس الأمريكي براد كوبر قد صرح في 13 نيسان (أبريل) 2022 أنّ فرقة العمل (153 CTF) التابعة للقوات البحرية المشتركة بقيادة الولايات المتحدة ستقوم بدوريات في الممر المائي بين مصر والمملكة العربية السعودية، عبر مضيق باب المندب إلى المياه قبالة الحدود اليمنية العُمانية، وفقاً لوكالة (رويترز).

هذه المياه ذات أهمية استراتيجية وممر حيوي للشحن وإمدادات الطاقة العالمية

وذكرت الدراسة أنّ كوبر النقيب بالبحرية الأمريكية عين روبرت فرانسيس للعمل في البداية كقائد لفرقة عمل (CTF 153) قبل أن تنتقل القيادة إلى دولة شريكة في الخريف. 

وسيضم طاقم العمل ما يصل إلى (15) عسكرياً أمريكياً ودولياً من الدول الأعضاء في القوات البحرية المشتركة. وينقل الطاقم حالياً على متن سفينة القيادة البرمائية USS Mount Whitney LCC 20  العاملة في المياه الإقليمية.  

ستتألف القوة، بحسب الدراسة، ممّا يتراوح بين سفينتين و(8) سفن، بالإضافة إلى طائرات الدوريات البحرية حسب الحاجة. وأفاد الكولونيل كوبر بأنّ القوات المشتركة ستشهد انضمام سفينة "يو إس إس ماونت ويتني"، وهي سفينة قيادة برمائية من فئة "بلو ريدج" كانت في السابق جزءاً من الأسطول السادس للبحرية الأفريقية والأوروبية.

 

باتت منطقة البحر الأحمر تواجه قضايا أمنية؛ من بينها تهريب المخدرات والأسلحة وتهديدات يمثلها المتمردون الحوثيون من اليمن

 

وستكون فرقة العمل المشتركة (CTF 153) رابع قوة عمل مشتركة لقوة البحرية المشتركة، وتمتلك القوات البحرية المشتركة (3) فرق عمل أخرى واحدة لمكافحة القرصنة (CTF 151)، وواحدة لعمليات الأمن البحري داخل الخليج العربي (CTF 152)، وواحدة للأمن البحري خارج الخليج العربي (CTF 150).

وستسمح فرقة العمل الجديدة لـ (CTF 150) بالحفاظ على تركيزها فقط في خليج عُمان وشمال بحر العرب والمياه من شمال بحر العرب نزولاً إلى الحدود اليمنية العُمانية. وبحسب الكولونيل كوبر، فإنّ السفن السطحية غير المأهولة التي يتم اختبارها في إطار فرقة المهام (59) التابعة للأسطول الخامس يمكن أن تدعم أيضاً عمليات الأمن البحري في البحر الأحمر في مرحلة ما.

وكان قد تم تشكيل فرقة العمل (59) في أيلول (سبتمبر) للإشراف على التجارب مع الطائرات بدون طيار في جميع المجالات في مسرح العمليات. وتحاول تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي الناشئة لحل بعض التحديات الأكثر إلحاحاً في تلك المنطقة.

يُذكر أنّ القوات البحرية المشتركة تأسست كائتلاف بحري دولي لمكافحة الاتجار والإرهاب والقرصنة في المنطقة في عام 2001 مع (12) دولة ذات تفكير مماثل لمواجهة تهديد الإرهاب الدولي، وتم توسيع المنظمة لاحقاً لتشمل عمليات مكافحة القرصنة وأضيفت العضو الـ (34) في عام 2021. 

المهام والأهداف

أكدت الدراسة أنّ فرقة العمل المشتركة (CTF 153) ستركز على الأمن البحري الدولي وجهود بناء القدرات على وجه التحديد في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن. 

 تم تشكيل فرقة العمل (59) في أيلول (سبتمبر) للإشراف على التجارب مع الطائرات بدون طيار في جميع المجالات

وتُعدّ هذه المياه ذات الأهمية الاستراتيجية ممراً حيوياً للشحن وإمدادات الطاقة العالمية، فأيّ نشاط مزعزع للاستقرار، بما في ذلك التهديدات لحركة المرور التجارية والبنية التحتية الساحلية، يمكن أن يكون له تأثيرات عالمية عميقة، ليس فقط على المملكة العربية السعودية ولكن على بقية العالم أيضاً.

ومن بين المهام أيضاً، وفق الدراسة، سوف تتعامل فرقة العمل المشتركة (CTF 153) مع التهريب في البحر الأحمر وخليج عدن، حيث إنّ المياه بين الصومال وجيبوتي واليمن كانت "ممرات تهريب"، وينقل المهربون المخدرات والأسلحة عبر المنطقة بانتظام، ممّا يؤجج عدم الاستقرار في اليمن والصومال.

وقد كشفت دراسة "المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية"، في 10 تشرين الثاني (نوفمبر) 2021، عن أنّ أسلحة إيرانية نقلت إلى الحوثيين يتم تهريبها بشكل ممنهج عبر خليج عدن إلى الصومال، واستند تقرير المنظمة إلى بيانات عن أكثر من (400) قطعة سلاح، جرى توثيقها في (13) موقعاً بأنحاء الصومال، على مدى (8) أشهر، ومخزونات من (13) قارباً اعترضتها سفن عسكرية.

 

سيضم طاقم العمل ما يصل إلى (15) عسكرياً أمريكياً ودولياً من الدول الأعضاء في القوات البحرية المشتركة

 

واستخدم الحوثيون الألغام البحرية والصواريخ المضادة للسفن والقوارب المفخخة التي يتم التحكم فيها عن بُعد في هجمات ضد قوات التحالف السعودي والشحن التجاري المرتبط بالسعودية، وشنوا هجمات متكررة على البنية التحتية للنفط والغاز والتكرير السعودية، بما في ذلك محاولات ضربات على مجمع ميناء رأس تنورة النفطي العملاق.

وقد أطلق الحوثيون صواريخ على السعودية والعربية من اليمن، آخرها في 25 آذار (مارس) 2022، واستهدفت إحدى هذه الهجمات مصفاة تابعة لـ (أرامكو) في منطقة ينبع على البحر الأحمر، الواقعة على بعد نحو (100) كيلومتر إلى الشمال من جدة، ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أنّ تكنولوجيا الطائرات المسيّرة وصواريخ الحوثيين زودتهم بها إيران.

تهديدات الحوثيين للملاحة البحرية

وأشارت الدراسة إلى تصريح رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، الذي قال فيه مطلع شهر كانون الأول (ديسمبر) 2023: إنّ إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنّه إذا لم يتحرك العالم لقمع هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، فإنّ إسرائيل ستتحرك عسكرياً إزاء ذلك. 

وأضاف هنغبي في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية أنّ هذا الموقف نقله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتس. 

الحوثيون أعلنوا مطلع الشهر الجاري أنّها ستمنع السفن المتجهة لإسرائيل من المرور إذا لم يدخل قطاع غزة ما يحتاجه من الغذاء والدواء

وكانت جماعة الحوثي قد أعلنت مطلع الشهر الجاري أنّها ستمنع كافة السفن المتجهة لإسرائيل من أيّ جنسية من المرور، إذا لم يدخل قطاع غزة ما يحتاجه من الغذاء والدواء.

تدخل البحرية الأمريكية

ووفق ما جاء في الدراسة، فقد تدخلت البحرية الأمريكية عدة مرات لمساعدة السفن التي تتعرض للهجوم، وأسقطت عدة طائرات بدون طيار وصواريخ قالت الولايات المتحدة إنّها أطلقت من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. 

ويمتد أحد أهم طرق الشحن في العالم على طول الساحل اليمني من وإلى قناة السويس في مصر. وأعلنت الحكومة الأمريكية مطلع شهر كانون الأول (ديسمبر) 2023 أنّها تريد تعزيز وتوسيع التحالف البحري القائم متعدد الجنسيات التي تواجه الأنشطة غير القانونية في المياه الدولية (القوات البحرية المشتركة). 

مواضيع ذات صلة:

إيران وأمن البحر الأحمر... ما أهداف استعراض القوة؟

هل يعطل إرهاب الحوثيين في البحر الأحمر عملية السلام؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية