كيف أعادت خلافات الأحزاب اللبنانية أجواء الحرب الأهلية؟

كيف أعادت خلافات الأحزاب اللبنانية أجواء الحرب الأهلية؟


16/09/2020

ما كادت تخمد النيران المشتعلة في مجمّع تجاري في بيروت، حتى اشتعلت نيران أخرى، لكنها سياسية، أعادت إلى البيروتيين أجواء الحرب الأهلية اللبنانية، فقد وقعت مناوشات بين عناصر التيار الوطني الحر الذي يرأسه جبران باسيل، والقوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع.

وقد شهدت بيروت في 4 آب (أغسطس) الماضي انفجاراً ضخماً هزّ المدينة، وأسفر عن مقتل 191 شخصاً، وجرح أكثر من 6500 آخرين، وخسائر قُدّرت بنحو 5 مليارات دولار، وما تزال بيروت تعاني من آثار الانفجار، بالإضافة إلى الغضب الشعبي، والتوترات السياسية بين الفصائل.

بات انتشار الجيش اللبناني أمراً متجدّداً في شوارع بيروت، في محاولة للسيطرة على الأحداث المتتالية والمناوشات المتجددة بين مختلف التيارات

ووقعت المناوشات مساء الإثنين، إثر مسيرة للقوات اللبنانية لإحياء ذكرى مقتل الرئيس اللبناني السابق بشير الجميل، هتف خلالها عناصر القوات بهتافات مناوئة لرئيس التيار الوطني، فردّ الآخرون بطلقات نارية، واستدعت الأحداث تدخل قوات الجيش.

وقد وقعت معارك ضارية بين الطرفين خلال الحرب الأهلية اللبنانية، واستمرّ التوتر إلى أن تمّت بينهما مصالحة تاريخية أفضت إلى توقيع وثيقة اتفاق معراب في العام 2016.

وبحسب بيان اللجنة الإعلامية للتيار الوطني، اتهم التيار قوات جعجع بتنظيم عرض شبه عسكري، في إشارة إلى استفزازهم التيار الوطني.

وبات انتشار الجيش اللبناني أمراً متجدّداً في شوارع بيروت، في محاولة للسيطرة على الأحداث المتتالية والمناوشات المتجددة بين مختلف التيارات، فقد سبقت تلك المناوشات مناوشات أخرى بين أنصار تيار سعد الحريري وأنصار شقيقه بهاء في الطريق الجديدة في 7 أيلول (سبتمبر) الجاري.

في غضون ذلك، تصدّر موقع تويتر في لبنان هاشتاغ: ميليشيا_التيار (في إشارة إلى التيار الوطني الحر) وجعجع_رأس_الفتنة (رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع)، إثر مواجهات بينهما بضاحية بيروت الشرقية، بحسب ما أورده موقع العين.

وقد شنّ مناصرو الحزبين هجمات إلكترونية عنيفة على بعضهما بعضاً مستذكرين صراعاتهما في الحرب الأهلية اللبنانية، وكتبت ميرنا غريّب تحت هاشتاغ #ميليشيا_التيار: "في العهد القوي، يتمّ سوق شباب الثورة إلى السجون لأنهم يطالبون بدولة محترمة، و#ميليشيا_التيار يطلقون النار وكأنّ الدولة ملك والدهم".

أمّا سامي خوري، فقد قال: "إفلاس سياسي... لم يبقَ أمامهم إلّا افتعال المشاكل الأمنية ليغطّوا فشلهم".

الصفحة الرئيسية