لعبة كراسي واشتباكات... وحفتر يعود إلى منصبه: آخر تطورات المشهد الليبي

لعبة كراسي واشتباكات... وحفتر يعود إلى منصبه: آخر تطورات المشهد الليبي


05/02/2022

بعد فشل الالتزام بالموعد الانتخابي في 24 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، دخل مجلس النواب فصلاً جديداً في طلعبة الكراسي الموسيقية"، وفق ما أطلقت عليه المستشارة لدى الأمم المتحدة ستيفاني وليامز، عبر الاتجاه إلى الإطاحة بحكومة الدبيبة، وتشكيل حكومة جديدة، يخشى أن تصبح حكومة "موازية"، في حالة تمسّك الأخير بموقعه، وعدم اعترافه بقرار البرلمان، استناداً إلى تأكيده أنّه لن يُسلّم مقاليد حكومته إلّا لحكومة منتخبة.

مجلس النواب يعكف على دراسة (8) ملفات لراغبين في الظفر برئاسة الحكومة، منهم (3) مرشحين لمنصب الرئيس

وبعد صفقات بدأت مبكراً بين الشرق والغرب، يعكف مكتب مجلس النواب على دراسة (8) ملفات لراغبين في الظفر برئاسة الحكومة، منهم (3) مرشحين سابقين للرئاسة، أبرزهم وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا الذي يحظى بعلاقات جيدة مع أنقرة وباريس وواشنطن، إلى جانب نائب رئيس المجلس الرئاسي السابق أحمد معيتيق، ورجل الأعمال محمد المنتصر، وكلهم ينحدرون من منطقة خصمهم رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، وفق ما نقلت صحيفة "بوابة الوسط".

وقبل تصويت النواب المباشر يوم الثلاثاء المقبل على اختيار رئيس وزراء، تُخصص الجلسة المقررة في 7 شباط (فبراير) للاستماع إلى المترشحين، بعد فحص ملفاتهم للتأكد من مطابقتها للشروط الـ(13) المطلوبة.

الدبيبة سيحاول الاستفادة ممّا يملكه من أوراق الدعم، منها علاقته بمحافظ المصرف المركزي، إلى جانب عدد من قادة الكتائب المسلحة

ويبدو أنّ الدبيبة سيحاول في معركته مع عقيلة صالح الاستفادة ممّا يملكه من أوراق الدعم، قد يكون من ضمنها علاقته بمحافظ المصرف المركزي، الصديق الكبير الذي يزور واشنطن قريباً، إلى جانب عدد من قادة الكتائب المسلحة، وقد جدّد رفض إجراءات رئيس البرلمان عقيلة صالح، واصفاً إيّاها بـ"محاولة يائسة لعودة الانقسام"، مواصلاً في الداخل أنشطته الحكومية الاعتيادية، أبرزها إشرافه على تدشين أعمال استكمال مشروع الطريق الدائري الثالث الذي خصص له ميزانية ضخمة. وعلى مستوى الخارج يحاول استثمار الموقف الأمريكي والأممي الرافض خطوة تغيير حكومته، حتى إجراء انتخابات نهاية حزيران (يونيو) المقبل.

وقد هاجمت وليامز، التي انتقلت في جولة لها مساء الأربعاء إلى بنغازي، بشدة من "يناورون الآن لفترة طويلة"، قائلة لصحيفة "الغارديان" البريطانية: "إنّ مجلس النواب موجود خارج التفويض الذي تمّ منحه في الانتخابات قبل (3700) يوم، أمّا المجلس الأعلى للدولة، فقد تمّ انتخابه قبل (10) أعوام، وانتهت مدة صلاحيتهما منذ فترة طويلة"، معتبرة أنّ "هذا صراع على الأصول والسلطة والمال، وهذا دافع كبير للتشبّث"، محذّرة من خطورة تشكيل حكومتين في البلاد، ومن تسبّب شبح فراغ السلطة في عودة ظهور "داعش" في جنوب البلاد.

وليامز تؤكد أنّ مجلسي النواب والدولة انتهت مدة صلاحيتهما منذ فترة طويلة، وتُحذّر من خطورة تشكيل حكومتين في البلاد

في حين هدّد السفير الأمريكي في ليبيا ريتشارد نورلاند مجدداً بمعاقبة معرقلي العملية السياسية، دون أن يحدد طبيعة تلك العقوبات، لافتاً إلى مخاوف من أن تؤدي محاولات تشكيل حكومة جديدة إلى تعطيل الانتخابات، أو إنشاء حكومة موازية.

ولم يتأخر عقيلة صالح كثيراً لمواجهة الموقف الأمريكي، مبدياً خلال استقباله سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا خوسيه ساباديل، بمقرّ إقامته في القبة مساء الأربعاء، تمسّكه بتغيير رئيس الحكومة، ورفضه التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية. وقبلها في لقاء سابق مع سفير الجزائر سليمان شنين، عبّر الأخير فيه عن دعمه لكافة قرارات الهيئة التشريعية.

اشتباكات عنيفة في مناطق متعددة في العاصمة الليبية طرابلس بين ميليشيات مسلحة دون معرفة الأسباب

ويبقى التخوّف الأكبر عند كثير من الليبيين، والمتتبعين للشأن الليبي، فيما إذا أصرّ البرلمان على الإطاحة بحكومة الدبيبة، وتشكيل أخرى برئاسة أحد خصومه، وهو أن تتجاوز تداعيات ذلك حدود الانقسام لتنذر بصدام على الأرض، بالنظر إلى أنّ كلا الطرفين لديه من يدعمه من حاملي السلاح؛ ممّا يدخل البلاد في اصطفاف عسكري آخر، ستكون العاصمة طرابلس ميدانه.

وفي سياق متصل، شهد محيط جزيرة الفرناج بالعاصمة طرابلس أمس اشتباكات بين مجموعتين مسلحتين.

وبحسب شهود عيان، نقل عنهم موقع الساعة 24، فإنّ تبادل إطلاق النار تمّ بين "الكتيبة 777" التي شكّلها أخيراً هيثم التاجوري، وقوة من الشرطة القضائية التابعة لجهاز الردع، ولم تُعرف الأسباب الحقيقية لما يجري، ولم يتضح بعد وقوع إصابات أو ضحايا.

آمر التوجيه المعنوي بقوات القيادة العامّة يعلن عودة المشير خليفة حفتر إلى مباشرة عمله كقائد عام لقوات القيادة العامّة

وقالت المصادر: إنّ رتلاً من (30) سيارة مسلّحة دخل إلى العاصمة الليبية من الجنوب، وبالتحديد عند قصر بن غشير، وعبر الطريق أمام مقر نادي اتحاد طرابلس، بالتزامن مع تلك المواجهات.

وكانت العاصمة الليبية ساحة أيضاً لسلسلة من الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين المجموعات المسلحة، ومنها "البقرة" و"الردع" و"غنيوة" و"ميليشيا 444" و"ثوار طرابلس" و"الكتيبة 301"، و"جهاز دعم الاستقرار"، حيث تجري بشكل دوري منذ تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي.

وفي سياق منفصل، أعلن آمر التوجيه المعنوي بقوات القيادة العامة اللواء خالد المحجوب عودة المشير خليفة حفتر إلى مباشرة عمله كقائد عام لقوات القيادة العامة، وذلك منذ أول من أمس.

وأشار المحجوب إلى أنّ حفتر ترك منصبه بصفة مؤقتة منذ 23 أيلول (سبتمبر) الماضي، للترشح للانتخابات الرئاسية، بحسب بيان نُشر على صفحته في موقع "فيسبوك" أمس.

وحينها كلَّف حفتر رئيس الأركان العامة الفريق أول عبد الرازق الناظوري بمهام منصب القائد العام لمدة (3) أشهر، في القرار الذي حمل رقم (344) لعام 2021، حيث نصت مادته الثانية على أن "يتولى الناظوري مهام المنصب، وتبدأ من 23 أيلول (سبتمبر) حتى 24 كانون الأول (ديسمبر) الماضيين".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية