ماذا بعد انفجار منبج؟ هل سينسحب ترامب من سوريا؟

ماذا بعد انفجار منبج؟ هل سينسحب ترامب من سوريا؟


17/01/2019

لقي أربعة جنود أمريكيين مصرعهم، أمس، في تفجير وسط مدينة منبج شمال سوريا.

وقالت القيادة المركزية بالجيش الأمريكي؛ إنّ "جنديين أمريكيين، وموظفاً مدنياً في وزارة الدفاع (البنتاغون)، ومتعاقداً يساند الجيش الأمريكي في سوريا، قتلوا في الهجوم".

مقتل 16 شخصاً بينهم أربعة جنود أمريكيين في تفجير لتنظيم داعش وسط مدينة منبج شمال سوريا

وقد وقع الهجوم قرب أحد المطاعم في المدينة، لدى مرور دورية لقوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، ما أدّى إلى مقتل 12 آخرين، على الأقل، إضافة إلى الجنود الأمريكيين، بحسب ما أوردت مصادر محلية، وفق شبكة "بي بي سي".

ونقلت وسائل إعلام عن وكالة "أعماق" الذراع الإعلامي لتنظيم داعش، تأكيده أنّ مقاتلاً تابعاً للتنظيم فجّر سترته الناسفة، مستهدفاً دورية لقوات التحالف، ما أدى إلى إصابة "3 جنود أمريكيين على الأقل".

وأكّد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن؛ أنّ عدد الضحايا ارتفع إلى 16 قتيلاً.

من جهته، قال نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، في تصريح صحفي عقب الانفجار: إنّ الولايات المتحدة ستقاتل لتضمن هزيمة تنظيم داعش، مجدداً التأكيد على خطط سحب القوات الأمريكية من سوريا، بعد الهجوم الانتحاري الذي تبناه داعش، وأقرّ التحالف بأنّ جنوداً أمريكيين من بين القتلى.

وقال بنس لتجمّع لسفراء الولايات المتحدة في العالم، في مقرّ وزارة الخارجية في واشنطن: "سنبقى في المنطقة وسنواصل القتال لضمان ألّا يطل داعش برأسه البشع مرة أخرى"، مضيفاً "سنحمي المكاسب التي حققها جنودنا وشركاؤنا في التحالف".

ورغم ذلك الوعد؛ فقد أكّد بنس على إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في كانون الأول (ديسمبر) الماضي؛ بأنّه سيسحب جميع الجنود الأمريكيين، وعددهم 2000 جندي، من سوريا.

وتنتشر في مدينة منبج، القريبة من الحدود التركية، قوات أمريكية، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية، وهي المدينة التي تشهد منذ إعلان الرئيس الأمريكي قراره بسحب قوات بلاده من سوريا، تجييشاً عسكرياً من قبل تركيا وقوات النظام السوري.

الهجوم الانتحاري عزّز مبررات معارضي قرار الرئيس الأمريكي بالانسحاب من سوريا

ويأتي الهجوم بعد أقل من شهر على إعلان ترامب المفاجئ سحب القوات الأمريكية في سوريا، وقوامها 2000 جندي، ليعيد تنظيم داعش خلط حسابات الرئيس الأمريكي، الذي دافع بشدة عن قراره المثير للجدل.

ويعزّز الهجوم الانتحاري مبررات معارضي قرار الرئيس الأمريكي، ويؤكّد مجدداً صحّة مخاوفهم؛ حيث أكد مسؤولون أمريكيون أنّ قرار انسحاب ترامب من سوريا "خطوة ظلامية"، نظراً إلى توقيته والظروف التي تحيط به، ملقين الضوء على أنّ تنظيم داعش ليس الهدف الوحيد؛ بل هناك مهمات أخرى غير منجزة، مثل تقليص النفوذ الإيراني في البلاد، وتأمين الأكراد من هجوم تركي.

من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنّه لا يعتقد أنّ الهجوم في مدينة منبج سيؤثر على قرار الرئيس الأمريكي بالانسحاب من سوريا.

ويبدو أنّ الهجوم هو الأكثر دموية على القوات الأمريكية، منذ انتشارها على الأرض، عام 2015.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية