ماذا وراء قرار إخوان ليبيا التحول إلى جمعية؟

ماذا وراء قرار إخوان ليبيا التحول إلى جمعية؟


04/05/2021

أعلنت جماعة الإخوان المسلمين الليبية، الأحد، انتقالها إلى جمعية "الإحياء والتجديد" في خطوة تثير كثيرا من التساؤلات حول أهدافها في خضم الضغوط الدولية الممارسة على التنظيم ومع تطور الحوار السياسي في ليبيا.
وقالت الجماعة، في بيان "نعلن لكل الليبيين أن الجماعة قد انتقلت بتوفيق الله وعونه إلى جمعية تحمل اسم (الإحياء والتجديد)، إحياءً بالدعوة إلى التمسك بمنهج الإسلام الوسطي وتعاليمه".
وأفادت بأن هذا التطور جاء عقب مؤتمري الجماعة العاشر والحادي عشر، وبعد جولات من الحوار والبحث انتظم فيها أعضاء الجماعة في ورش عمل متعددة، وفق بيان عبر صفحتها في "فيسبوك".
لكن التنظيم أكد استمراره في الاهتمام بالشأن العام رغم قرار التحول إلى جمعية قائلا "انها ستؤدي رسالتها في المجتمع الليبي من خلال عملها الدؤوب في شتى مجالات العمل العام".
ويرى مراقبون أن قرار الإخوان في ليبيا التحول إلى جمعية ليس إلا مناورة خاصة مع الضغط الهائل الذي فرض عليهم بعد تصنيفهم منظمة إرهابية في عدد من الدول العربية.
وتورط الإخوان خلال السنوات الماضية في تأجيج الصراع الليبي بعد ان شاركوا عسكريا في جهود إسقاط نظام العقيد معمر القذافي في 2011 ليتورطوا في أعمال عنف وصراعات مسلحة وتشكيل ميليشيات لقتال الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
كما اتهم إخوان ليبيا بفتح البلاد أمام الأطماع التركية وتحويلها الى ساحة للمرتزقة وللتدخلات الأجنبية.
وتشير مصادر عديدة ان فشل التنظيم في التأثير في المجتمع الليبي الذي بات يلفظ أفكارهم يدفعهم لأخذ القرار خاصة مع التطورات السياسية ومع قرب إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في ديسمبر المقبل.
ويعمل إخوان ليبيا على نفض عباءة الجماعة التي أصبحت تثقل كاهلهم والادعاء بتمسكهم بهويتهم الليبية وهو ما دفع العضو السابق بالجماعة، وعضو حزب "العدالة والبناء"، عبد الرزاق سرقن للقول ان "الجماعة رأت أن يكون عملها داخل ليبيا فقط، لهذا انتقلت إلى جمعية الإحياء والتجديد".
وأضاف في تصريح لوكالة الأناضول الرسمية ان " الجماعة أصبحت لا تتبع أي جهة خارج ليبيا، ولا تتبع جماعة الإخوان المسلمين عالميا، وإنما صارت جمعية تعمل داخل الوطن فقط".
ويبدو ان إخوان ليبيا أصبحوا مدركين للتغيرات الجيوسياسية في المنطقة خاصة فيما يتعلق بالتقارب التركي المصري إضافة إلى المسار السياسي في ليبيا ودعوات انهاء التطرف والغلو باسم الدين.

عن "أحوال" تركية

الصفحة الرئيسية