ما أبعاد التزام أبوظبي استكمال متحف جوجنهايم؟.. "فايننشال تايمز" تجيب

قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أول من أمس، إنّ أبو ظبي التزمت إكمال فرعها الذي طال انتظاره في جوجنهايم في عام 2025، ومضاعفة إستراتيجية التنمية الثقافية للإمارة من خلال منح عقد بقيمة مليار دولار للمتحف الذي صممه فرانك جيري.

وكان مشروع متحف جوجنهايم أبوظبي، الذي أُعلن عنه لأول مرة قبل 15 عاماً، واجه تأخيرات وإلغاء عقود، فضلاً عن شكوك حول جدواه خلال الأزمة المالية العالمية (2008) وتباطؤ الإنفاق الحكومي في أعقاب انهيار أسعار النفط الخام في عام 2014، وفقاً لـ"فايننشال تايمز".

خصصت أبو ظبي ستة مليارات دولار للصناعات الثقافية والإبداعية على مدى السنوات الخمس المقبلة؛ حيث تسعى الإمارات إلى تحفيز النمو للخروج من الوباء والاستعداد لمستقبل ما بعد النفط

وقد خصصت أبو ظبي ستة مليارات دولار للصناعات الثقافية والإبداعية على مدى السنوات الخمس المقبلة؛ حيث تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تحفيز النمو للخروج من الوباء والاستعداد لمستقبل ما بعد النفط.

وأعلنت عاصمة دولة الإمارات قبل أيام أنها منحت العقد لمشروع بيسيكس تروجان المشترك، الذي يقوم أيضًا ببناء متحف زايد الوطني القريب المقرر افتتاحه في عام 2023.

اقرأ أيضاً: لوفر أبوظبي يحتضن تماثيل عين غزال: شعاع عابر للعصور

من جانبه، قال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" إنّ "هذا المشروع اليوم أكثر واقعية مما كان عليه في أي وقت مضى". وأضاف: "في بعض الأحيان، يكون انتظار شيء ما هو أفضل شيء تفعله."

الوصول إلى جماهير جديدة

وسيسهم المتحف، بما يزخر به من أعمال فنية متعددة الثقافات تركز على منطقة غرب وجنوب آسيا وشمال أفريقيا، في تحقيق فهم أعمق لتفاعل الرؤى الفنية المختلفة ودورها في رسم ملامح الثقافات والتجارب التاريخية المترابطة في عصرنا. كما سيمثل المتحف منصة فريدة لإبداع الأعمال الفنية الجديدة والمبتكرة والوصول إلى جماهير جديدة، وذلك من خلال مشاركة نخبة من الفنانين والخبراء من دولة الإمارات والمنطقة لإثراء المجموعة المتنوعة من الأعمال والبرامج الفنية والثقافية التي يحتضنها.

وقال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، إنّ متحف جوجنهايم أبوظبي يسهم في ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز حيوي للثقافة والفنون.. وباعتباره المتحف الأبرز للفن العالمي الحديث والمعاصر في المنطقة، سيوفر جوجنهايم أبوظبي منصة إبداعية مهمة للفنانين من مختلف أنحاء العالم؛ إذ سيلعب دوراً مهماً في تعزيز الوعي والمعرفة بمفاهيم الفن العالمي والتنوع والشمولية من خلال رؤيته الخاصة بالفنون الحديثة والمعاصرة، كما ذكرت وكالة "وام" الإماراتية للأنباء.

يسهم متحف جوجنهايم أبوظبي في ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز حيوي للثقافة والفنون وباعتباره المتحف الأبرز للفن العالمي الحديث والمعاصر في المنطقة

وأضاف: مع تواصل العمل في خططنا الخاصة بالمتحف؛ نؤكد دور المتحف بالغ الأهمية لتحقيق رؤيتنا الخاصة بالصناعات الثقافية والإبداعية في الإمارة، فالاستثمار في هذه الصناعات يعد من أبرز جهود التنمية في الإمارة أبوظبي، ويلعب دوراً مهماً للمساهمة في تطوير مشهد الفن العالمي". وأكد المبارك أن "جوجنهايم أبوظبي سيسهم مع المؤسسات الثقافية الأخرى مثل اللوفر أبوظبي ومتحف زايد الوطني في تحقيق مستقبل مزدهر للقطاع الثقافي والإبداعي".

أكبر متاحف "سولومون آر"

 وتقوم دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي بتطوير متحف جوجنهايم أبوظبي بالتعاون مع مؤسسة سولومون آر جوجنهايم، حيث سيكون المتحف عند افتتاحه أكبر المتاحف التابعة لمؤسسة سولومون آر جوجنهايم، والتي تشمل متحف جوجنهايم في نيويورك الذي صممه فرانك لويد رايت، ومتحف جوجنهايم بيلباو الذي صممه فرانك جيري، وبيجي جوجنهايم كوليكشن في البندقية.

اقرأ أيضاً: اللوفر أبوظبي: تاريخ البشرية بالفن والضوء

كما سيمثل استكمال جوجنهايم جزءاً من المشهد الفني الثقافي المزدهر في إمارة أبوظبي والذي يضم شبكة واسعة من المؤسسات الثقافية والفنية مثل متحف اللوفر أبوظبي الذي افتتح فرعه في عام 2017، وجامعة نيويورك أبوظبي التي فتحت أبوابها في 2010، ومنارة السعديات، والمجمع الثقافي. كما ستحتضن المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات عدداً من المعالم الثقافية الأخرى مثل مشروع متحف زايد الوطني الذي يستعرض أعمال وإنجازات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وبيت العائلة الابراهيمية الذي يُجسد حالة التعايش السلمي وواقع التآخي الإنساني الذي تعيشه دولة الإمارات. 

وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز"، فقد حصل متحف جوجنهايم أبوظبي على 600 عمل فني من 300 فنان من 60 دولة مختلفة. وسيعرض فنانون إماراتيون، مثل حسن شريف وفرح القاسمي، إلى جانب أسماء أكثر رسوخاً في الفن الحديث مثل آندي وارهول وجان ميشيل باسكيات. ونقلت الصحيفة عن المبارك قوله: "لم يتم بناؤها كمناطق جذب سياحي - من الواضح أنّها إضافة جميلة - لقد تم بناؤها كمؤسسات تعليمية؛ لأن الثقافة هي لبنة بناء أي مجتمع يريد الازدهار". وأضاف: "يتم ذلك من أجل الأجيال القادمة"، على حد قوله.

اقرأ أيضاً: اللوفر في أبوظبي: الفن والتسامح

وستشغل صالات العرض البالغ عددها 27 في المتحف 11600 متر مربع، على قدم المساواة تقريبًا مع مساحة المعرض في متحف Tate Modern في لندن. وقال المبارك لـ"فايننشال تايمز" إن المشروع "سيحدث تأثيرًا مضاعفًا" في اقتصاد أبوظبي، وسيساعد الشركات التي تعرضت للإغلاق بسبب وباء كورونا.

إصلاحات وظروف عمل أفضل

وبشأن التدقيق في ظروف العمال، قال المبارك إنّ أبو ظبي تعمل بالفعل على فرض ظروف عمل أفضل، كما تدرس الحكومة إجراءات جديدة، مثل الحد الأدنى للأجور وسداد الديون التي يتكبدها العمال الذين يدفعون رسوم التوظيف لتأمين عقود العمل في المنطقة. وتابع: "ستشهد إصلاحات جديدة ضخمة في هذا الصدد في المستقبل القريب جداً".