ما مسؤولية الإخوان في إدارة الجبهة الاجتماعية بالجزائر؟

ما مسؤولية الإخوان في إدارة الجبهة الاجتماعية بالجزائر؟

ما مسؤولية الإخوان في إدارة الجبهة الاجتماعية بالجزائر؟


16/08/2023

حمّل ناشطون في الجزائر حركة (السلم)، أكبر واجهة محلية للإخوان، مسؤولية الفشل في إدارة الجبهة الاجتماعية، فما القصة؟

في تصريح مصوّر، شدّد أحمد صادوق نائب رئيس (السلم) على ما سمّاه "عجز وفشل على مستوى الجبهة الاجتماعية يحتاج إلى الرجال المناسبين لحلحلة الوضع".

وردّاً على تصريحات صادوق، أجمع مغرّدو منصات التواصل الاجتماعي على أنّ (السلم) تتحمّل مسؤولية الفشل، وبرّروا حكمهم بتولّي عدد من الوجوه الإخوانية حقائب حكومية لفترات معتبرة، بدءاً بالوزير السابق للعمل والضمان الاجتماعي أبو جرة سلطاني، الذي أسندت له أيضاً وزارة الصيد البحري والموارد الصيدية ووزارة الدولة، ومصطفى بن بادة الذي كان وزيراً للتجارة خلال أعوام طويلة، إضافة إلى مجيد مناصرة وعبد القادر سماري اللذين أشرفا على تسيير وزارة الصناعة، فضلاً عن عدّة وزراء آخرين أمثال إسماعيل ميمون وعمر غول وعبد القادر بن قرينة وسيد أحمد بوليل وعبد القادر حميتو، وصولاً إلى الهاشمي جعبوب وفيصل بن طالب وأحمد بداني.

أجمع مغرّدو منصات التواصل الاجتماعي على أنّ (السلم) تتحمّل مسؤولية الفشل، وبرّروا حكمهم بتولّي عدد من الوجوه الإخوانية حقائب حكومية لفترات معتبرة

وجزم الناشط عيسى صلاح بأنّ "السلم جزء من الفشل الذي تتحدثون عنه"، تماماً مثل نسيم معمري الذي كتب: "أنتم طرف أصيل في هذا الفشل"، وهو ما أيّده محمد طيب سليمان بتشديده: "حزبكم هو أحد مسبّبات الفشل".

وتابع الناشط محمد لعميري: "حركة السلم كانت مشاركة في المهزلة البوتفليقية، وكنتم مع التحالف الرئاسي منذ بدايته حتى الربيع العربي وانسحبتم، لكنّ الأكيد أنّ حركة السلم هي جزء من نظام الفساد البوتفليقي".

الوزيران الإخوانيان السابقان أبو جرة سلطاني ومجيد مناصرة

وعلّق الناشط الحاج شعشو منتقداً: "حتى بعض الأسئلة من طرف المواطنين للنواب لا حسّ ولا خبر"، في إشارة إلى تباعد ممثلي الإخوان في غرفتي البرلمان عن القواعد الشعبية.

وتابع لخميسي طرشي منتقداً صادوق: "المشاكل الكل نعرفها، أعطِنا الحل"، وعلى المنوال ذاته أبرز الشيخ سعد سعود: "لم تأتِ بجديد... جدتي تعرف مشاكل السوق... المطلوب قلْ لنا ما الحل للخروج من الأزمات؟".

السكوت عن الفساد زمن بوتفليقة

عاد الناشطون لتذكير حركة (السلم) بمسؤوليتها الجسيمة عن موقفها من الفساد زمن الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، وتساءل الناشط أحمد ميال: "أين أنتم من المنظومة التربوية الفاسدة التي ضيّعت أجيالاً من شباب الجزائر، والتي يُجمع الكلّ وخاصة الأسرة التربوية على فسادها، لماذا لا تتكلمون عن هذا الموضوع؟

وأضاف أحمد ميال: "هل لأنكم في عام 2003 سكتم عند تطبيقها بل وروّجتم لصلاحها، وكان هذا على لسان رئيس الحركة يومها أبو جرّة، واليوم تتكلمون عن غلاء الفواكه!!".

ولاحظ ميال أنّ "شباب الجزائر لا يجدون أمامهم سوى الأقراص المهلوسة، ومن أسباب تفشي هذه الظاهرة، المدرسة التي تدفع بالآلاف إلى الشارع سنوياً. اسألوا الوزير عن نسبة التسرب المدرسي، ما قولكم في هذا؟"، وأردف ناصر عزوقي متهكّماً على أتباع عبد العالي حساني شريف: "صحّ النوم".

الناشط محمد خليفي: نشهد أنّ حركة (السلم) كانت تبيع الأماكن الأولى في قوامها بالملايين، ويبدو أنّ انصراف الدولة إلى الجمعيات أخافكم يا قادة (السلم) من هذا العمل

وقال الناشط حسان بن قرين: "ما زلنا نسمع مثل هذا الكلام منذ تحالفكم مع النظام المفلس، ألا ترون أنكم تزكّون السراب، كل ما يقع في الجوار وفي الأرض البعيدة، الجزائر غائبة عنه، هل بأمثالكم ستتجدّد الجزائر؟"

وظلّت حركة (السلم) تضع "المشاركة في الحكم" خياراً رئيساً منذ عهد الرئيس السابق اليمين زروال أواسط تسعينات القرن الماضي، وجرى تعزيز ذلك في فترة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، لكنّ ذلك اقترن في منظور خبراء الشأن السياسي الجزائري بـ "ارتكاب أخطاء قاتلة مثل تورّطهم في الممارسات الفاسدة لنظام بوتفليقة، وتمريرهم قوانين عارضتها فئة كبيرة من الجزائريين مثلما حصل مع قانون الأسرة"، ولم ينفع الانسحاب المتأخر للإخوان من الائتلاف الحاكم عام 2011 في تحسين صورتهم لدى مواطنيهم.

لا مكانة للعابثين

ركّز فريد رحال على أنّه "لا مكانة في الجزائر للعابثين"، في وقت لاحظ إبراهيم سعدي أنّ ما يصدر عن ناشطي (السلم) إنّما هو ناجم عن "الحنين إلى التحالف الرئاسي في عهد المخلوع لتقاسم الكعكة"، وشكّك حليم معبد في "جدية" قيادات (السلم)، قائلاً: "قول جميل ولكن موقفكم غير ذلك".

أحمد صادوق نائب رئيس حركة السلم

من جهته، لم يستسغ الناشط نور الدين عماروش تصريحات الرجل الثاني في (السلم) عن الجبهة الاجتماعية المحلية، واعتبرها "مفاهيم وطروحات عامة أكل الدهر عليها وشرب. وكان الأجدى طرح حلول اقتصادية على نحو يدفع الاقتصاد الجزائري بعيداً عن الديماغوجية والتلكؤ بالحريات الفردية والعامة وحرية الصحافة".

بدوره، حرص شفيق بلاط على تذكير مواطنيه بما اكتنف الفترة ما بين عامي 1999 و2011، حين كانت حركة (السلم) طرفاً في الائتلاف الحاكم أو ما عُرف بـ "التحالف الرئاسي"، فإلى جانب الحزبين التقليديين "جبهة التحرير الوطني" و"التجمع الوطني الديمقراطي"، قدّمت (السلم) خدمات جليلة لمن كانوا في قصر الرئاسة، وخلص شفيق بلاط إلى أنّ "أصحاب التحالف الرئاسي أصحاب الريع".

من جانبه، ألّح الناشط أحمد الوساري على أنّ "العمل السياسي في الأحزاب يكون عندما يتمّ تكريس آلية التداول على المناصب وإتاحة الفرصة لكافة المناضلين".

وخاض الناشط محمد خليفي في الفساد السياسي الذي عشّش في الجزائر بين عامي 1999 و2019، وكتب خليفي: "نشهد أنّ حركة (السلم) كانت تبيع الأماكن الأولى في قوامها بالملايين، ويبدو أنّ انصراف الدولة إلى الجمعيات أخافكم يا قادة (السلم) من هذا العمل".

إرث أسود

أقدم الرئيس الجزائري الحالي عبد المجيد تبون على حلّ آخر برلمان "منتخب" في عهد بوتفليقة، لأنّه نتاج المال الفاسد، وكشف النائب بهاء الدين طليبة المدان بـ (7) أعوام حبساً نافذاً، حقائق مثيرة تخص فساد البرلمان، فقد أكّد لقاضي محكمة الجزائر العاصمة أنّ ثمن مقعد الجمعية الوطنية في اقتراع 4 أيار (مايو) 2017، كان لا ينزل تحت الـ (500) ألف دولار، بناءً على توجيهات سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة والأمين العام السابق لـ (جبهة التحرير) جمال ولد عباس، الأمين العام السابق لحزب الغالبية آنذاك".

أبو جرة سلطاني.. القائد السابق للسلم زمن التحالف الرئاسي

من جانبه، أوضح خبير الشأن السياسي الجزائري عابد شارف أنّ (السلم) زمن انخراطها في التحالف الرئاسي تورّطت في لعبة "سلب السلطة لوجود الأحزاب"، مستدلاً بما ظلّ مهيمناً في فترة صعبة عاشتها الجزائر قبل عقد ونيف.

ويستعيد شارف ما حصل في تلك الأيام: "السلطة منعت الأحزاب من الوجود، فأيّ حزب يولد في الجزائر ولديه فكره الخاص كان يُضيّع 95% من طاقته في البقاء لأنّه مضطهد يومياً، وليس لديه الوقت لكي ينظّم ويؤطّر، هذه الملحوظة تنسحب على الأحزاب التي لديها فكر سياسي وتحاول أن تدافع عنه، أمّا أحزاب التحالف الرئاسي (التجمع الوطني الديمقراطي وحركة السلم وجبهة التحرير)، فهي امتداد للسلطة، بل هي ليست بالأحزاب، هي "إدارات للكلام"، فالسلطة صنعت هذه الإدارات وكلّفت بها ثلاثي الائتلاف الحاكم الذي ظلّ يقوم بالتحدث وكفى".         

مواضيع ذات صلة:

ماذا يقصد إخوان الجزائر بتضمين المبادئ الإسلامية في قرارات الدولة؟

كيف ينظر إخوان الجزائر إلى أزمة النيجر؟

خارطة إسلاميي الجزائر : انحسار وتشرذم



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية