مصر تُحذر من تداعياتها على دول الجوار... السودان على أعتاب كارثة إنسانية

نتيجة الصراع المسلح الذي أثارته خلافات القادة العسكريين بشأن السيطرة والأطر الزمنية لدمج الدعم السريع في الجيش، ولا سيّما بعد تعثر خطوات الحل السياسي، بات يعيش السودان "المتأزم" في وضع إنساني خطير.

الوضع حذّرت منه عدّة منظمات حقوقية وقوى دولية، وقد قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إنّ مصر استقبلت أكثر من (250) ألف مواطن سوداني منذ بدء الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع.

حذّر شكري من "حدوث كارثة إنسانية" تؤثر على الأوضاع الأمنية والاقتصادية والإنسانية في السودان والدول المجاورة

وحذّر شكري من "حدوث كارثة إنسانية" تؤثر على الأوضاع الأمنية والاقتصادية والإنسانية في السودان والدول المجاورة، مؤكداً استمرار مصر في تقديم المساعدات الطبية والغذائية والنفسية على المعابر الحدودية، والتي وصل حجمها إلى (300) طن من المساعدات العاجلة.

إلى ذلك، أعلن شكري إطلاق مبادرة مصرية قطرية مشتركة "لضمان توفير الدعم للشعب السوداني الشقيق، وبما ييسر استمرار تدفق المساعدات الإغاثية".

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها عبر الإنترنت أمام المؤتمر رفيع المستوى لدعم الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة الذي نظمته مصر بالتعاون مع الأمم المتحدة والسعودية وقطر وألمانيا والاتحادين الأفريقي والأوروبي.

تسبب القتال في نزوح (1.7) مليون شخص داخل السودان، وفرار (500) ألف إلى الدول المجاورة

وقال أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية في بيان: إنّ شكري عبّر خلال كلمته عن قلقه من استمرار الصراع؛ ممّا سيؤدي إلى فرار المزيد من السودانيين إلى دول الجوار وزيادة الأعباء الاقتصادية على الدول المجاورة، مشيراً إلى أنّ عدد السودانيين في مصر كان قد بلغ (5) ملايين قبل تفجر الصراع.

هذا، وتسبب القتال المستمر منذ أكثر من شهرين بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في نزوح (1.7) مليون شخص داخل السودان، وفرار (500) ألف إلى الدول المجاورة.

واتهمت بعثة الأمم المتحدة في السودان في 5 حزيران (يونيو) 2023 الأطراف المتصارعة بارتكاب انتهاكات "جسيمة" ضد الأطفال، علاوة على عمليات قتل وهجمات ضد المدنيين والمستشفيات.

وقالت البعثة الأممية في بيان: إنّ مسؤولي حقوق الإنسان "وثقوا عشرات الحوادث، بما في ذلك القتل والاعتقالات وحالات الاختفاء المحتملة والهجمات على المستشفيات والعنف الجنسي وغيرها من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، التي ارتكبتها أطراف النزاع".

تشير التقارير الأممية إلى أنّ الوضع الذي كان مأساوياً بالنسبة إلى أطفال السودان قبل النزاع أصبح الآن في مستويات كارثية

كذلك، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، في 30 أيار (مايو)، من أنّ "هناك أكثر من (13.6) مليون طفل في حاجة ماسة للدعم الإنساني المنقذ للحياة، وهو أعلى رقم مُسجل على الإطلاق في البلاد".

ولم يكن وضع أطفال السودان قبل اندلاع الصدام العسكري الأخير مرضياً، إذا كان نحو (9) ملايين طفل بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية.

وتشير التقارير الأممية إلى أنّ الوضع الذي كان مأساوياً بالنسبة إلى أطفال السودان قبل النزاع، أصبح الآن في مستويات كارثية.

وتؤكد تقارير الأمم المتحدة أنّ "الحصول على الغذاء والمياه الصالحة للشرب والكهرباء والاتصالات أمر غير منتظم أو غير متاح أو لا يمكن تحمل تكاليفه"، بالنسبة إلى غالبية السودانيين.

وقد أدى اندلاع النزاع المسلح إلى فرار أكثر من مليون سوداني من ديارهم، من بينهم قرابة (319) ألف شخص عبروا الحدود إلى البلدان المجاورة، يُعتقد أنّ نصفهم من الأطفال.