مصر والإمارات.. نصف قرن من التآزر

مصر والإمارات.. نصف قرن من التآزر

مصر والإمارات.. نصف قرن من التآزر


31/10/2022

خالد قنديل

تميزت العلاقات المصرية الخارجية سواء على المستوى الدولي أو العربي بالتقارب وتحقيق المصالح المشتركة والمنفعة العامة، وقد بنت الدولة المصرية علاقاتها الخارجية على تعزيز فكرة الشراكة، ولعلنا رصدنا كيف أن التعاون الوثيق بين مصر ودول الخليج العربى كافة، ومد جسور الترابط مع كل الدول العربية، قد أثمر عن الكثير من النتائج على المستوى السياسي والاقتصادي ودعم استقرار دول المنطقة، حيث نجحت مصر فى خلق فرص جديدة للتعاون الاقتصادى والسياسى مع الدول العربية فى جميع المجالات، وفي ظل التقدم الملحوظ على مدار ثماني سنوات في العلاقات المصرية سواء على مستوى القارة أو على المستوى العالمي.

يأتي الاحتفاء بمرور نصف قرن على الترابط والتآخي والتآزر بين مصر والإمارات، مؤكدًا كل معاني الأخوة والاحترام المتبادل والتعاون في علاقة لم تكن قائمة على المصلحة، بقدر ما اكتنفتها المودة الدائمة شعبًا وقيادة، والاتفاق المستمر في وجهات النظر في العديد من القضايا، وحديثا لا يوجد مصري ينسى تأييد الدول العربية وخصوصا الإمارات والسعودية، لمصر ومساندتها في محنتها قبل وخلال ثورة 30 يونيو، إلى أن استردت مصر عافيتها وثبتت أركان الدولة بشكل لافت للأنظار، ولم يزل شعب الإمارات على العهد محافظًا على وصية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله الذي أكد وأوصى بمصر وشعبها خيرًا، ظلت كلماته ميثاقًا مضيئًا يقتدي به شعب الإمارات وقادتها على مر التاريخ، "نهضة مصر هي نهضة للعرب جميعًا"، و"البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي"، كلماتٌ خلّدها التاريخ، وشكّلت حجر الأساس لعلاقات إستراتيجية راسخة بين مصر والإمارات العربية المتحدة وأخذت في التطور وزيادة الترابط ونجحت طول الوقت في مواجهة شتى التحديات الناجمة عن التطورات السياسية في كل عصر، منذ ثورة 52 في مصر ونشأة الدولة في الإمارات، مرورًا بالموقف التاريخي للإمارات في حرب أكتوبر 1973، بقطع إمدادات البترول عن الغرب  الأمر الذي ساعد على ترجيح كفة مصر، ومن قبل ذلك العلاقات بين التجار قديما، التي تطورت حتى أخذت صورة الصناديق السيادية المشتركة التي أنشئت بين الدولتين.

وامتد نبض القلب العروبي الذي يضخ دائمًا دماء الوحدة حتى صارت مصر جزءًا أصيلا من الإمارات، والإمارات جزءًا أصيلًا من مصر،  وتأسس تحالف صناعي، وتوحدت وجهات النظر باتجاه إنشاء منظومة تجارية لوجستية مستدامة تمتد إلى الدول العربية جميعها، وأفرزت هذا التنوع في التعاون نموذجًا تنمويًا يدعم الإعمار وبناء الإنسان، منذ المؤسس الأول وصولًا إلى الرئيس محمد بن زايد آل نهيان في علاقة تأخذ منحنى متصاعدًا على مستوى جميع الاتجاهات الأمنية والسياسية والثقافية وغيرها، وكما أكد الرئيس السيسي خلال كلمته بمناسبة مرور 50 عامًا على العلاقات المصرية - الإماراتية بأنها "تمثل نموذجًا مثاليًا للعلاقات الطيبة القوية، التي تجمع دولتين وشعبين شقيقين"، سادت دائمًا بينهما القيم الصادقة الحقيقية من الأخوة والمودة والتوافق بين الشعبين، واللذين كانا دائمًا "على قلب رجل واحد".

عن "بوابة الأهرام"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية