منها الإخوان... الاختراقات والانقسامات تعصف بالتنظيمات الإرهابية والجهادية

تحدث قيادي إخواني سابق عن الاختراقات في التنظيمات الإرهابية وعن الانقسامات والخلافات الشديدة، واستند في حديثه لما يجري داخل  (هيئة تحرير الشام) في سورية، التي كانت تُسمّى في الماضي (جبهة النصرة)، وداخل تنظيم (داعش)، وجماعة (الإخوان المسلمين).

هيئة تحرير الشام تعيش حالة من الانقسامات والخلافات الشديدة، بعد اتهام (أبو ماريا القحطاني) بأنّه على علاقة بقوات التحالف الدولي وبالجيش السوري.

ووفق صحيفة (عكاظ)، فإنّ (هيئة تحرير الشام) تعيش حالة من الانقسامات والخلافات الشديدة، بعد اتهام القيادي بالهيئة (أبو ماريا القحطاني)، الذي يُعدّ الذراع اليمنى لزعيم الهيئة أبو محمد الجولاني، بأنّه على علاقة وثيقة بقوات التحالف الدولي الموجودة في سورية، ومع الجيش السوري، وهو ما تسبب في استهداف عدد من قيادات الهيئة خلال الأيام الماضية.

وترددت أنباء عن اعتقال (القحطاني)، وهناك تقارير أكدت تصفيته جسدياً، كما أنّ الهيئة بصدد التحقيق مع العشرات من منتسبيها الذين لهم علاقة قوية بالتخابر مع جهات خارجية، ومن المتوقع أن تؤدي تلك الخلافات الحالية إلى تأثير سلبي على (هيئة تحرير الشام) في محافظة إدلب التي تسيطر عليها أو في مناطق الشمال السوري.

إسلام الكتاني: الجماعات الإرهابية أصبحت بالفعل مخترقة من قبل جهات استخباراتية، وهناك انشقاقات وخلافات وانقسامات داخلها.

وتعليقاً على ذلك، قال الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي بالقاهرة القيادي الإخواني السابق الدكتور إسلام الكتاني: إنّ الجماعات الإرهابية خلال الأعوام الأخيرة أصبحت بالفعل مخترقة من قبل جهات استخباراتية عدة، وهناك الكثير منها أصبحت منشقة، كما أنّ تلك التنظيمات لديها العشرات من الخلافات والانقسامات الداخلية، مؤكداً أنّ (هيئة تحرير الشام) ليست الأولى المخترقة، فجماعة (الإخوان) الأكثر تنظيماً أصبحت منقسمة إلى (3) مجموعات، وأصبح الصراع على المناصب والأموال يضرب الجماعة الآن، وجميعهم يبتعدون عن منهج المؤسس حسن البنا، بل وصلت خلافاتهم إلى العلن، وهو أمر لم يكن معروفاً من قبل، وهناك شيوع للاتهامات بالخيانة والعمالة بينهم، وهي ليست وليدة الفراغ، ولكن بسبب الخلافات والانقسامات واختراقها من الداخل.

الكتاني: عودة مثل تلك التنظيمات، ومنها الإخوان، إلى دول المنطقة، أصبحت شبه مستحيلة، كون الجميع يرفض القتل والتنكيل باسم الدين.

وأضاف الكتاني أنّ ما يحدث من خلافات داخل التيارات الإسلامية أمر ليس مستغرباً أو مستبعداً، مشيراً إلى أنّ مقتل قيادات داعش الـ (4) في سورية يؤكد أنّ التنظيم مخترق، خصوصاً خلال العامين الماضيين.

وأوضح أنّ سورية في الاتجاه لحسم معركتها مع الإرهاب، كما حدث في العراق من قبل، وهو أمر يشغل التنظيمات الإرهابية، تلك الجماعات التي أصبحت شبه عارية، وليس أمام أعضائها إلا الفرار إلى جهات أخرى، أو التعاون مع جهات مخابراتية بهدف الفرار بجلدها، كما أنّ تلك الكيانات الإرهابية تعاني من نقص كبير في التمويل، بعد سيطرة الدولة السورية على معظم أراضيها، ما عدا إدلب وشمال البلاد، خصوصاً أنّ المخطط كان السيطرة على نصف الأراضي السورية، أو تفتيتها إلى دويلات صغيرة.

ولفت إلى أنّ عودة مثل تلك التنظيمات، ومنها الإخوان، إلى دول المنطقة، أصبحت شبه مستحيلة، كون الجميع يرفض القتل والتنكيل باسم الدين.