من السودان إلى سوريا.. صراعات منسيّة في 2023

طارق العليان

تواصل الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة والحرب الروسية في أوكرانيا الاستئثار بالحيز الأكبر من اهتمام العالم، مع اقتراب عام 2023 من نهايته، لكن هناك صراعات أخرى قاتلة كثيرة تدور رحاها في صمت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تصاعدت الحرب في السودان هذا العام، وكذلك في شمال سوريا وحدود العراق مع تركيا.

يواصل تنظيم "داعش" أيضاً تنفيذ هجمات في سوريا

وفيما يلي نظرة على أهم الصراعات الدائرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هذا العام، والتي رصدها موقع المونيتور الأمريكي، في تقرير أعده المراسل آدم لوسينتي.

السودان

اندلعت الحرب في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل (نيسان)، حيث أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 12 ألف شخص. وفي ديسمبر (كانون الأول)، شنت قوات الدعم السريع هجوماً على منطقة ود مدني في الجزء الشرقي الأوسط من البلاد، والتي اتسمت بالهدوء فيما سبق.

وكانت ود مدني مركزاً للعمليات الإنسانية وملاذاً آمناً للسودانيين الفارين من القتال الدائر في العاصمة الخرطوم.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن قوات الدعم السريع والقوات المسلحة ارتكبت جرائم حرب خلال القتال بينهما.

سوريا

ويسيطر الجيش السوري على معظم أنحاء سوريا، لكن الجماعات المتمردة تواصل العمل في الشمال، بما في ذلك محافظة إدلب. وتواصل الحكومة السورية وحليفتها روسيا ضرب الجماعات المسلحة في المحافظة الشمالية الغربية.

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة على جزء كبير من شمال شرق سوريا. وتعتبر تركيا الجماعات التي تتألف منها قوات سوريا الديمقراطية تابعة لحزب العمال الكردستاني المحظور، وواصل الجيش التركي ضرب القوات الكردية في الشمال الشرقي، حسبما أفادت أمبرين زمان الكاتبة في المونيتور من القامشلي في وقت سابق من هذا الشهر.

علاوة على ذلك، خلّفت الاشتباكات التي اندلعت في سبتمبر (أيلول) بين قوات سوريا الديمقراطية والعشائر العربية في محافظة دير الزور 90 قتيلاً.

ويواصل تنظيم داعش الإرهابي أيضاً تنفيذ هجمات في سوريا، حيث أسفر هجوم في نوفمبر (تشرين الثاني) عن مقتل أكثر من 30 جنديّاً سوريّاً في بادية الرصافة الوسطى.

ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قُتل ما مجموعه 941 مدنياً في سوريا حتى مطلع ديسمبر (كانون الأول) هذا العام. وكانت الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية والقوات التركية والألغام الأرضية سبب  هذه الوفيات، من بين أسباب أخرى.

العراق

في 2023، واصلت تركيا ضرب قوات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. ففي أكتوبر ضربت أهدافاً في إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي رداً على تفجير انتحاري في أنقرة.

ووفقاً لمجموعة الأزمات الدولية، قُتل 151 مقاتلاً من حزب العمال الكردستاني و 41 فرداً من قوات أمن الدولة وأربعة مدنيين في الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني حتى الآن خلال 2023، دون أن تحدد المنظمة التي تتخذ من بروكسل مقرّاً لها جنسيات هؤلاء القتلى.

وكما هو الحال في سوريا، ما زال تنظيم داعش نشطاً أيضاً في العراق، حيث شهد أغسطس (آب) مقتل أحد أفراد القوات الخاصة الفرنسية في قتال مع التنظيم الإرهابي في محافظة صلاح الدين شمالي البلاد.

لكن بشكل عام "ظلت قدرات داعش ضعيفة في العراق وسوريا"، وفقاً لتقرير وزارة الدفاع الأمريكية حول القتال ضد داعش في الربع الثالث من 2023.

اليمن

وتباطأت وتيرة الحرب الأهلية اليمنية بين قوات الحوثيين المدعومة من إيران والحكومة، منذ التوصل إلى هدنة العام الماضي.

ولم يتوصل الحوثيون والمملكة العربية السعودية إلى اتفاق سلام دائم، كما أن هجمات الحوثيين على إسرائيل في إطار حرب غزة تهدد عملية السلام اليمنية، حسبما ذكرت إليزابيث هاجيدورن لموقع "المونيتور" الشهر الماضي.

ليبيا

وشهد أغسطس (آب) اندلاع القتال بين الميليشيات المتناحرة في العاصمة الليبية طرابلس، ما أسفر عن مقتل 55 شخصاً قبل دخول هدنة حيز التنفيذ. وما زالت ليبيا في خضم محاولة توحيد صفوفها، بعد حرب أهلية دامت 6 سنوات.

واتفقت حكومة طرابلس وقوات الجنرال خليفة حفتر المتمركزة في الشرق على وقف لإطلاق النار في 2020 لإنهاء الحرب الأهلية.

عن موقع "24"