ميليشيات الحوثي تفرض عقوبات على الموالين لها... ما علاقة تجنيد الأطفال؟

ميليشيات الحوثي تفرض عقوبات على الموالين لها... ما علاقة تجنيد الأطفال؟


05/06/2022

اعتقلت الميليشيات الحوثية في محافظة ذمار اليمنية (100 كلم جنوب صنعاء) العشرات من مشرفيها ومسؤولي الأحياء الموالين لها في عدة مناطق وأحياء واقعة بنطاق مركز المحافظة وأودعتهم سجونها، بعد أن اتهمتهم بالتقصير في حشد الأطفال إلى معسكرات التجنيد والتعبئة الصيفية.

ووفقاً لما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر محلية بأنّ عمليات الاعتقال الحوثية جاءت على خلفية فشل أتباعها في تحشيد (50) ألف من طلبة المدارس في المدينة إلى معسكرات صيفية، سبق أن دشنتها الجماعة بهدف غسل أدمغة المراهقين وإجبارهم على الالتحاق للقتال في جبهاتها.

وكانت الميليشيا قد ألزمت قبل أسابيع قرابة (78) من مسؤولي الأحياء بمدينة ذمار (مركز المحافظة) بضرورة الجهوزية العالية والاستعداد للبدء بعملية تحشيد واستقطاب طلاب المدارس إلى تلك المراكز.

الميليشيات الحوثية تعتقل العشرات من مشرفيها ومسؤولي الأحياء الموالين لها في عدة مناطق وأحياء بذمار بتهمة التقصير في تجنيد الأطفال

وأوضحت المصادر أنّ القيادي الحوثي المدعو محمد البخيتي المنتحل لصفة محافظ ذمار كان قد استدعى بأحد اللقاءات مسؤولي الأحياء وهددهم بالإقالة من أعمالهم أو الاعتقال والسجن في حال عدم استقطابهم طلاب المدارس إلى المخيمات.

وكانت الميليشيات في ذمار قد أطلقت في 8 أيار (مايو) المنصرم حملة تجنيد واسعة تحت مُسمّى "المخيمات الصيفية"، وحولت أكثر من (600) مدرسة حكومة وأهلية إلى معسكرات، توقعت الجماعة حينها أن تستقطب إليها نحو (50) ألف طفل وشاب من طلبة المدارس.

وفي السياق ذاته، أقدم محمد البخيتي على تحويل الملعب الرياضي الوحيد داخل ذمار  إلى معسكر إعداد وتدريب للمقاتلين الأطفال، وسيتم إرسالهم لاحقاً إلى جبهات القتال.

وأظهر فيديو جديد حجم العبث الذي تمارسه ميليشيات الحوثي تجاه النشء والشباب، وبعضهم لم يتجاوز عمره الـ10 أعوام في محافظة ذمار بإشراف مباشر من المحافظ البخيتي المعروف عنه حشد المقاتلين.

الملعب الرياضي بحسب موقع "نيوز يمن" الإخباري المحلي، بدلاً من أن يتم استخدامه لتفريغ طاقات الشباب وإقامة الألعاب الرياضية، ومنها مباريات كرة القدم، تحول إلى معسكر تدريب مقاتلين، 90% منهم لم تتجاوز أعمارهم الـ15 عاماً.

محمد البخيتي أقدم على تحويل الملعب الرياضي الوحيد داخل ذمار إلى معسكر إعداد وتدريب للمقاتلين الأطفال، وسيتم إرسالهم لاحقاً إلى جبهات القتال

واعتبر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني استمرار أعمال التحشيد والتعبئة التي تنفذها الميليشيا الحوثية للأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرتها، رغم الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة، وتمديدها لشهرين، "مؤشراً خطيراً يؤكد عدم جديتها في الانخراط في جهود التهدئة وإحلال السلام، ومساعيها استغلال الهدن للترتيب لدورة جديدة من التصعيد".

ونشر الإرياني مشهداً من أحد معسكرات تجنيد الأطفال التي تنظمها ميليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لإيران تحت غطاء ما يُسمّى "المراكز الصيفية" في مدينة ذمار، مؤكداً أنّ ذلك يكشف عن استمرار الميليشيا في حشد طلاب المدارس دون سن (18) بالأفكار والخطاب الطائفي المستورد من طهران وشعارات الموت والكراهية للآخر.

وطالب وزير الإعلام اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأمريكي، بالقيام بمسؤولياتهم القانونية والأخلاقية في الضغط على ميليشيات الحوثي الإرهابية لوقف جريمة تجنيد الأطفال، وملاحقة المسؤولين عنها من قيادات وعناصر الميليشيا في المحاكم الدولية باعتبارهم مجرمي حرب.

تجدر الإشارة إلى أنّ المعسكرات لا تقتصر على التدريبات القتالية، وإنّما على شعارات طائفية تقوم على الولاء والبراء لزعيم الميليشيات الحوثية، إضافة إلى شعارات مأخوذة من النظام الإيراني بصورة تُعدّ انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والطفل بشكل خاص.

وسبق أن زجت الميليشيات بأكثر من (35) ألف طفل في معاركها مع الجيش والمقاومة، قتل وجرح الآلاف منهم خلال الأعوام الماضية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية