نهاية اتفاق الحبوب تنذر بالألم للدول الأشد فقراً... كيف؟

نهاية اتفاق الحبوب تنذر بالألم للدول الأشد فقراً... كيف؟

نهاية اتفاق الحبوب تنذر بالألم للدول الأشد فقراً... كيف؟


18/07/2023

بينما أسهم الاتفاق الذي مرّ عليه عام في خفض أسعار الأغذية العالمية، وسمح لمنظمات الإغاثة بالحصول على مئات آلاف الأطنان من الأغذية بوقت تتزايد فيه الاحتياجات ويشح فيه التمويل، ينذر إعلان روسيا الانسحاب من اتفاق يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر موانئ البحر الأسود، في شهر تموز (يوليو) الحالي، بالألم للدول الأشد فقراً.

ففي العاصمة الصومالية مقديشو، هبطت أسعار القمح بنسبة 25% تقريباً كنتيجة لتوقيع الاتفاق، بعد أن كانت قد زادت إلى المثلين عندما غزت روسيا أوكرانيا، وتوقع بعض المتعاملين في مقديشو أن يرتفع سعر الجوال الواحد من القمح زنة (50) كيلوغراماً من (20) دولاراً في الوقت الحالي إلى قرابة (30) دولاراً.

أظهرت بيانات تجارية من الأمم المتحدة أنّ الصومال تسلمت (84) ألف طن من القمح من أوكرانيا في 2022 صعوداً من (31) ألف طن في 2021

ونقلت (رويترز) عن حليمة حسين، وهي أم لـ (5) أطفال يسكنون بمخيم في مقديشو مكتظ بالنازحين: "لا أعرف كيف سنعيش"، مؤكدةً أنّ "منظمات الإغاثة تبذل قصارى جهدها للحفاظ على أرواحنا، ليس لديهم سوى القليل للغاية الذي يقدمونه".

وقال كورير سينج أويه، وكيل وزارة الشؤون الخارجية الكينية لـ (رويترز): إنّ أسعار الأغذية التي سجلت مستويات قياسية مرتفعة بالفعل سترتفع أكثر من ذلك، مضيفاً: "السلع التي كان سعرها على سبيل المثال جنيهاً أو جنيهين سيرتفع سعرها الآن إلى (4) جنيهات، ستتضاعف الأسعار".

أسعار بعض الأغذية الأساسية من المرجح أن ترتفع نتيجة لقرار روسيا، على الرغم من أنّ توفر الحبوب على الصعيد العالمي تحسن منذ بدء الحرب

وأظهرت بيانات تجارية من الأمم المتحدة أنّ الصومال تسلمت (84) ألف طن من القمح من أوكرانيا في 2022، صعوداً من (31) ألف طن في 2021، وذلك في ظل تكثيف المانحين مساعداتهم للتصدي لمجاعة تلوح في الأفق.

وقد استفادت مصر، التي تقع في صدارة مستوردي القمح على مستوى العالم، من الاتفاق، إذ راكمت زيادة أسعار القمح العالمية بعد الحرب ضغوطاً مالية على الحكومة، التي تقدّم خبزاً مدعماً لملايين المواطنين، لكنّ الأزمة تسببت بقفزة في أسعار الخبز غير المدعم.

إلى ذلك، قال الكرملين أمس الإثنين: إنّ روسيا ستنسحب من الاتفاق بسبب عدم تلبية مطالبها بتعزيز صادراتها من الحبوب والأسمدة، وتشكو موسكو من عدم وصول كميات كافية من الحبوب التي يتم شحنها إلى الدول الأكثر فقراً.

وتقول الأمم المتحدة: إنّ الاتفاق أفاد تلك الدول من خلال المساعدة في خفض أسعار الأغذية أكثر من 20% على الصعيد العالمي.

انتهت مدة اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود منتصف ليل الإثنين الثلاثاء في إسطنبول، وتُعتبر ضرورية للأمن الغذائي العالمي

ويقول محللون: إنّ أسعار بعض الأغذية الأساسية من المرجح أن ترتفع نتيجة لقرار روسيا، على الرغم من أنّ توفر الحبوب على الصعيد العالمي تحسن منذ بدء الحرب؛ بسبب زيادة الإمدادات من منتجين مثل روسيا والبرازيل، بحسب (رويترز).

وقال شاشوات ساراف، مدير الطوارئ في شرق أفريقيا بلجنة الإنقاذ الدولية: إنّ الآثار ستكون بعيدة المدى في الصومال وإثيوبيا وكينيا، التي تتعرض جميعها لأسوأ جفاف في منطقة القرن الأفريقي منذ عقود، مرجحاً أن يؤدي انعدام الاستقرار في الأسواق العالمية إلى أن توقف الدول ذات الفائض المتواضع صادراتها من الحبوب.

هذا، وانتهت مدة اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود منتصف ليل الإثنين الثلاثاء في إسطنبول وتُعتبر ضرورية للأمن الغذائي العالمي، بينما لم تؤدِ مفاوضات متوترة إلى إقناع موسكو بتمديدها، معتبرة أنّ الصفقة لم تستجب لشروطها.

وتهدف مبادرة حبوب البحر الأسود، التي وقّعتها روسيا وأوكرانيا في تموز (يوليو) 2022 برعاية تركيا والأمم المتحدة، إلى التخفيف من خطر المجاعة في العالم من خلال ضمان تسويق المنتجات الزراعية الأوكرانية رغم الحرب.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية