هذه الحرب مقبرة الكيزان

هذه الحرب مقبرة الكيزان

هذه الحرب مقبرة الكيزان


06/09/2023

يوسف السندي

الحرب أظهرت ان المليشيا التي صنعها الكيزان من أجل تمتين سلطتهم في السودان وغذوها من مال الشعب وتعهدوها بالحماية والقوانين ففعلت فعلتها التي فعلت في دارفور بمساعدة الجيش، هي مليشيا لا تتورع عن فعل المنكر، وقد ايدها على ذلك حكم الكيزان ودعمها وحماها حتى اصبحت ترى في هذا المنكر جزءا من مهامها ووسيلة من وسائل الحرب المشروعة.

ثم ان الكيزان نخر سوسهم عضم الجيش، منذ ان اخرج لهم شيخهم الترابي فتواه الشهيرة بانه لا جيش في الاسلام، وان المسلمين اجمعهم جيشا يتدربون ثم اذا دعا الداعي هبوا للجهاد. وعلى هذا دربوا الشعب طلابا ونساءا وموظفين في معسكرات الدفاع الشعبي وحولوا المواطنين المدنيين الى عساكر، وفي خضم ذلك فككوا الجيش كجيش وحولوه إلى خلية إسلامية نظامية لا يدخلها الا من زكاه التنظيم او رشحه عضو بالمؤتمر الوطني والحركة الاسلامية.

ضعف الجيش وتضعضع وتضخمت بالمقابل مليشيات الدعم السريع والمجاهدين/الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية والامن الشعبي وهيئة العمليات وكتيبة البراء وغيرها من الكتائب التي توعد بها علي عثمان الثوار حين رفع سبابته وقال (لدينا كتائب تعلمونها جيدا).

استغل الاسلاميون اموال الشعب السوداني التي أنتجها من عرقه للصرف على هذه الكتائب، ثم دعوا في التسعينيات كل الكتائب الاسلامية المشابهة في العالم للمؤتمر الشعبي العربي الإسلامي لتوحيدها في السودان، جاء بن لادن والظواهري وحركة الجهاد والإخوان المسلمين من كل بقاع الدنيا وكان ذلك المؤتمر مؤتمر الارهاب بامتياز.

فتح الكيزان السودان للارهابين من حول العالم، وخاصة العائدين من حرب افغانستان بعد خروج الاتحاد السوفيتي والعائدين من حرب الخليج بعد سقوط صدام، اعطوهم الجوازات السودانية والمساكن السودانية واغدقوا عليهم من اموال الشعب السوداني الذي تركوه يموت جوعا او تعذيبا في بيوت اشباحهم، ثم صدروا من السودان الإرهاب لكل العالم، فدخلوا بذلك في حصار اقتصادي عالمي استمر منذ التسعينيات حتى سقوط حكمهم بثورة ديسمبر، وخلاله تم قصف السودان مرات ومرات بالصواريخ والطائرات من قبل امريكا، وخلاله دخل السودان اكثر من ٢٦ الف جندي اممي لدارفور لحماية سكانها من بطش الاسلاميين ومليشاتهم وكتائبهم.

ثم دبروا اغتيال حسني مبارك الرئيس المصري في اثيوبيا لدعم إخوانهم المجاهدين في مصر كما يقولون، وفشلت خطتهم، ثم شعروا بأن الارض تضيق عليهم بما رحبت فتوددوا لامريكا والعالم بتسليم الإرهابي كارلوس، فلم يستجيبوا لهم، ثم توددوا بالجلوس مع قرنق الذي سيروا ضده كتائب الجهاد إقناعا للسودانيين انهم يقاتلون من أجل اعلاء كلمة الله وأن مصيرهم الجنة، نسوا كلمة الله العليا ونسوا الجنة وانبطحوا لامريكا وهم يتوددون لقرنق حتى وقع معهم سلاما سماه بعض صحفييهم سلام الخانعين، وتم فصل الجنوب لقرنق، ورغم كل ذلك لم ترضي عنهم امريكا، فصرخ وزير خارجيتهم ماذا تريدين اكثر من ذلك لكي ترضي عنا ياامريكا؟

انقلبوا على شيخهم الذي علمهم السحر الترابي وادخلوه السجن لسنة كاملة، فلم يهتم له ولهم احد، فهم قد بداوا انقلابهم بكذبة (اذهب للقصر رئيسا وسأذهب للسجن حبيسا) ومن وقتها لم يعد يصدقهم احد، ولا يأتمنهم احد.

تراجعوا كثيرا في مواجهة امريكا ولكنهم في كل هذا التراجع لم يتراجعوا عن الانقلاب، لم يندموا على اطاحتهم بحكم الشعب ولم يعتذروا للجهة الوحيدة التي تستحق اعتذارهم وهي الشعب، فظل كل ما يفعلون مجرد ذر رمل فوق العيون، وظلوا في مكانهم ينافقون حتى هاج تنور السودان واخرجت الارض سمرها الميامين فجاءوا من كل حدب وصوب في ثورة ديسمبر واسقطوهم من فوق عرشهم، سقطة جعلتهم اذلة أصاغر.

الان يريدون ان يعودوا بنفس المفاهيم البالية القديمة، الجهاد والدفاع عن الوطن والعرض، وضد من؟ ضد مليشيتهم التي صنعوها ودعموها وحموها وصرخ كيجابهم اعجابا بها ( انها ق د س لتحرير الاقصى)، ولكن تجارتهم قد بارت ولم تعد تصلح في ميدان اليوم، وحين علموا ذلك أعلنوا هدفهم من الحرب ( ان يحرق السودان كله) ان ( ترق كل الدماء)، ولكن القوى التي اسقطتهم كشفت زيفهم داخليا وخارجيا ولم يعد امامهم الا الانتحار في هذه الحرب فكل الطرق امامهم مغلقة، اذا واصلوا الحرب فهذه المليشيا سوف تنكل بهم، اذا توقفت الحرب فالقوى السياسية سوف تنكل بهم، لم يعد لهم مهرب، كل الطرق تؤدي إلى فناءهم، وهو عدل الله في الارض ان لا جبار الا الجبار ولا علو في الارض الا لله رب العالمين.

عن "الراكوبة"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية