هل أجهضت الاشتباكات انقلاباً إخوانياً داخل الجيش السوداني؟

هل أجهضت الاشتباكات انقلاباً إخوانياً داخل الجيش السوداني؟

هل أجهضت الاشتباكات انقلاباً إخوانياً داخل الجيش السوداني؟


17/04/2023

أحمد إسكندر

يمكن وصف التطورات المتلاحقة في السودان والاشتباكات بين الجيش النظامي ووحدات قوات الدعم السريع بالمواجهة المفتوحة على جميع الاحتمالات، وربما تسفر عن تغيير في خريطة القوى، في بلد هش يشهد تجاذبات بين جهات تتربص للانقضاض على العملية السياسية والوصول إلى لسلطة أو العودة إليها مجدداً بالنسبة لبعض الأطراف الأخرى.

التسويف والمماطلة تمنح الفرصة لعودة فلول نظام الرئيس السابق عمر البشير والإخوان وتهيئة الأجواء لانقلاب عسكري

لا يمكن إنكار أن الصدام الحالي هو صدام عسكري بحت لا يقبل التأويل وخلال الأسابيع الماضية لوحظ تفاقم التوترات بين العسكريين أنفسهم وما تردد في الشارع السوداني من رفض بعض القادة العسكريين في الجيش تسليم السلطة للمدنيين بحسب الاتفاق الإطاري الموقع.

وذكرت صحيفة "العرب" اللندنية في تقرير لها أن الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني كشفت عن تدخلات لفلول من نظام الرئيس السابق عمر البشير وقيادات عسكرية محسوبة على جماعة الإخوان داخل الجيش كانت تعد العدة للقيام بانقلاب عسكري وقلب الطاولة على العملية السياسية برمتها.

مراوغة ومماطلة

وبحسب الصحيفة ربما أجهض تحرك قوات الدعم السريع، السبت، ما تردد بشأن محاولة انقلابية إخوانية جديدة رسمت ملامحها بالتعاون مع بعض القيادات العسكرية في الجيش السوداني وهي ذات القيادات التي ضلت تناور وتراوغ الفترة الماضية للتنصل من عملية تسليم السلطة للقوى المدنية.

مع استمرار الاقتتال واتساع نطاقه كل ذلك يضع السودان على فوهة بركان مع وجود حركات مسلحة عديدة تنتشر في مناطق مختلفة وتملك معدات قتالية متباينة يمكن أن تنزلق أقدامها إذا انحازت لأيّ من الطرفين المتصارعين ويقول مراقبون إن السودان أمام "ربيع عسكري" يمكن أن يفض الاشتباك بين قيادة الجيش وقوات الدعم السريع بعد معلومات متداولة حول وجود انقسام داخل الجيش السوداني، وممانعة بعض القيادات العسكرية لرغبة قائد الجيش وميوله ودعمه لتسليم السلطة للمدنيين.

من جانبها ذكرت صحيفة "الراكوبة" السودانية أن هناك عناصر كثيرة في الجيش أدركت أن الهدف من التسويف والمماطلة التي ظهرت ملامحهما في ممارسات قيادات عسكرية يمنح الفرصة لعودة فلول نظام الرئيس السابق عمر البشير والإخوان من خلال تهيئة الأجواء لانقلاب عسكري.

وقال المحلل السياسي السوداني شوقي عبدالعظيم، إن ما يدور في السودان يرجع إلى أن أطرافا داخل الجيش كانت لديها رؤية مخالفة لما يجري في الفضاء السياسي العام، وهي من دفعت نحو الانزلاق إلى الصراع المسلح، وأن حديث بعض قيادات الجيش عن الهدوء والتفاهم لم يكن محل اتفاق داخل صفوفه.

وأشار لـصحيفة "العرب" إلى  رصدت تحركات مريبة منذ فترة تتجه إلى تمهيد الطريق نحو الانقلاب على اللعبة السياسية، فلول نظام البشير، وقد يدفع ثمنه السودانيين الذين يهمهم توفير الأمن أولاً ودفع الطرفين للتهدئة.

تفويت الفرصة

تحركت وساطات من جانب أطراف داخلية وخارجية مبكراً، غير أنها لم تتمكن من تقريب المسافات بين الجيش والدعم السريع بسبب تباعد الرؤى، لكنّ هناك توافق شعبي وسياسي يريد "تفويت الفرصة" ويرفض مؤامرات الانقلاب التي كان فلول نظام البشير والإخوان يحضرون لها للاستيلاء على السلطة من جديد.

واعتبر الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الدكتور طارق الشيخ، ما يحدث في السودان انقلاباً عسكرياً من داخل الكتلتين العسكريتين الأكبر في البلد وقال إنه من هذه الناحية لا يختلف عن أي انقلاب حدث في السودان تاريخياً.

وقدم كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع رواية متناقضة مع الآخر حول أسباب اندلاع الاشتباكات بين الجانبين.

العقد العسكري

وذكرت أستاذة العلاقات الدولية بجامعة الخرطوم تماضر الطيب، أن "العقد العسكري" ربما انفرط في السودان، بما يجعل من الصعوبة العودة إلى العملية السياسية، بعد أن وصلت الأوضاع إلى الصراع المسلح الذي لا يعلم أحد متى سينتهي.

وأوضحت لصحيفة العرب أن ما حدث انتصار للثورة السودانية، لكن قد يمثل وبالاً على المكونات العسكرية، حيث برهن على مدى الخلاف الكبير داخل الجيش الذي كان يتّهم المدنيين بشكل مستمر بأنهم من يعرقلون عملية التحول الديمقراطي، وتأتي أهمية ما يحدث ليؤكد أن المؤسسة العسكرية لن تعود إلى الحكم.

وأكدت الطيب أن اشتباكات، السبت، هي بداية النهاية لكل الخارجين عن القانون داخل المؤسسة العسكرية، وسوف تقود إلى تصفية جديدة داخل قوات الجيش، وربما تكون لها تأثيرات سلبية على الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام.

عن موقع "24"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية