هل تدرب القوات الأمريكية عناصر داعش في سوريا؟ خبراء يجيبون

هل تدرب القوات الأمريكية عناصر داعش في سوريا؟ خبراء يجيبون

هل تدرب القوات الأمريكية عناصر داعش في سوريا؟ خبراء يجيبون


18/03/2023

جدل واسع فجّره خبر نقل حوامات عسكرية أمريكية لعناصر من "داعش" من سجن الثانوية بالحسكة باتجاه قاعدتها بالشدادي، تمهيداً لنقلهم إلى التنف بريف حمص الشرقي القريب من الحدود العراقية، وهو الخبر الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية في سوريا (سانا).

ونقلت الوكالة عن مصادر لم تُسمّها نقل القوات الأمريكية إرهابيين من (داعش) من أماكن قريبة من قواعدها داخل العراق، تمهيداً لإعادة تدويرهم، وإخراج إرهابيي التنظيم على دفعات من السجون التي تسيطر عليها (قسد)، تمهيداً لتنفيذ اعتداءات داخل الأراضي السورية.

الخبر انقسمت، حول مدى صحته، الآراء والتحاليل، إذ يرى الخبير القانوني العراقي الدكتور علي التميمي أنّ "مثل هذه الادعاءات تأتي في سياقات الحروب، وكل دولة طرف في حرب تبحث عن منافذ لإلقاء الكرة في ملعب الخصم، عبر ما يُعرف بالتوجيه المعنوي والحرب النفسية".

علي التميمي: هذه المزاعم إذا صحت تجعل الولايات المتحدة في موقف حرج، ليس فقط في سوريا، بل في العراق أيضاً، وفي كل الدول التي تتعامل معها

ولفت في تصريح لموقع "كيوبوست" إلى أنّ صحة الرواية من عدمها تحتاج إلى تحقيق وأدلة وبراهين، ولا يمكن إطلاق الأحكام جزافاً بأن نقول إنّ هذه الدولة تدعم المتطرفين، أو تلك الدولة تدرب الإرهابيين، وهذا مخلّ بالعلاقات الدولية.

وأضاف التميمي أنّ هذه المزاعم، إذا صحت، تجعل الولايات المتحدة في موقف حرج، ليس فقط في سوريا، بل في العراق أيضاً، وفي كل الدول التي تتعامل معها، فضلاً عن موقفها أمام المجتمع الدولي، وإذا لم تكن صحيحة، فسوف يمنح هذا الأمر الولايات المتحدة الحق في فرض المزيد من العقوبات على سوريا.

وتابع التميمي قائلاً: الأمور الآن تسير في اتجاه تهدئة بؤر التوتر، وتصفية العلاقات بين الدول؛ لكنّ مثل هذه الاتهامات غير المعززة بدليل تُعرّض مَن يطلقها إلى العقوبات الدولية، وفق المواد (1 و2 و3) من ميثاق الأمم المتحدة.

من جانبه، يعتقد مدير مؤسسة جونسن للأبحاث بلندن السوري عمار وقاف أنّ الاتهام السوري ينطلق في حده الأدنى من أنّ تدخل الدول الغربية لصالح تقويض السلطة في دمشق شكَّل فراغاً ساعد في خدمة أهداف قوى الإرهاب.

ويضيف وقاف، في حديثه إلى (كيوبوست)، أنّ اندفاع دول معينة إلى رعاية قوى الإرهاب بمختلف مسمياتها، بشكل شابه ما حدث في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، يدفع في اتجاه دعم الرواية السورية أيضاً.

عمار وقاف: وجود القوات الأمريكية لا يمنع الجيش السوري من استهداف المجموعات الإرهابية المسلحة فحسب؛ بل إنّه يمنح تلك المجموعات شرعية مقاومة الاحتلال

وأوضح أنّ وجود القوات الأمريكية لا يمنع الجيش السوري من استهداف المجموعات الإرهابية المسلحة فحسب؛ بل إنّه يمنح تلك المجموعات شرعية مقاومة ما وصفه بـ"الاحتلال" بين الأهالي الذين لا يرحبون بوجود الجيش الأمريكي في مناطقهم.

بالمقابل، اعتبر المحلل السياسي الأمريكي توم حرب أنّ الأخبار غير دقيقة، وغير حقيقية، ومحاولة من النظام السوري ومجموعة "الممانعة" في المنطقة، لتضليل الرأي العام، والترويج لمغالطات وأكاذيب ضد الولايات المتحدة، بغضّ النظر عمّن يسكن البيت الأبيض، ومَن يدير السياسة الخارجية الأمريكية.

وأضاف حرب أنّ النظام السوري دأب على مهاجمة الولايات المتحدة عبر الترويج لوقائع دون أدلة؛ ومن بينها ما انتشر في عام 2014 بأنّ وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، كانت تدعم الحركات الأصولية و(داعش) وغيرهما من الحركات المسلحة، وقالوا إنّها اعترفت في مذكراتها بصناعة (داعش)، وهو أمر عارٍ من الصحة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية