هل تضحي إيران بعصائب أهل الحق؟.. تصريحات تعكس الخلافات

هل تضحي إيران بعصائب أهل الحق؟.. تصريحات تعكس الخلافات


13/11/2021

تتمسك ميليشيات عصائب أهل الحق الشيعية العراقية بموقفها التصعيدي ضد الحكومة على خلفية هزيمتها بالانتخابات، رافضة التهدئة التي حاول الحرس الثوري الإيراني فرضها عليها خلال زيارة قائد فيلق القدس إسماعيل قآاني.

وكشفت تغريدة للقيادي في ميليشيات "العصائب" أمير الطائي المستور من غضب كتمته تلك المجموعة، وسط توجيهات إيرانية واضحة حملها قاآني بضرورة التهدئة، بعد محاولة الاغتيال التي تعرّض لها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ووُجّهت فيها أصابع الاتهام إلى الفصائل التي تدور في فلك إيران.

تصريحات لأمير الطائي تكشف الغضب الذي كتمته تلك المجموعة، وسط توجيهات إيرانية واضحة حملها قاآني بضرورة التهدئة

ووصف الطائي السفير الإيراني إيرج مسجدي بالمرسال، قائلاً: "يبدو أنه قد نسي عمله سفيراً، وصار يشتغل مرسالاً"، قبل أن يعود ويحذفها لاحقاً.

إلا أنّ العديد من العراقيين تلقفوا هذا الكلام قبل حذفه، معتبرين أنّ العصائب ما تزال لم "تستوعب" بعد الخسارة المدوّية التي طالتها في الانتخابات النيابية، التي خسر فيها تحالف الفتح (الممثل السياسي للحشد الشعبي، والتي تنضوي ضمنه تلك الفصائل الولائية، أي الموالية لطهران، بحسب التعريف المحلي) عشرات المقاعد النيابية.

وبدأ تصاعد الخلاف السياسي بين عصائب أهل الحق وسياسة فيلق القدس في العراق، بما فيها العلاقة مع السفير الإيراني إيرج مسجدي، بعد اغتيال قاسم سليماني مطلع العام الماضي، وبعد الهيكلة الإيرانية التي حصلت عقب الاغتيال، من خلال إعادة توزيع الأدوار على شخصيات سياسية محسوبة على إيران، منها هادي العامري كزعيم لتحالف الفتح، وأكرم الكعبي كممثل لفيلق القدس في العراق، وأبو فدك (عبد العزيز المحمداوي) كرئيس لأركان الحشد الشعبي، بينما بقي قيس الخزعلي زعيم العصائب يبحث عن مكان في هذه المعادلة الجديدة.

العصائب تخشى التضحية بها وبغيرها من الفصائل في أي تسوية مقبلة، كما حصل مع سرايا الخُرساني سابقاً.

وبحسب مراقبين، ظهرت بوادر الخلاف للعلن بعد خرق العصائب للتهدئة الأمنية التي فرضتها طهران، عبر توجيهها عدة صواريخ على مقر السفارة الأمريكية في بغداد، اعتقل على إثرها مسؤول وحدة الصواريخ في العصائب المعروف بـ (حسام الإيزيرجاوي) من قبل القوات الأمنية العراقية نهاية العام الماضي.

واعتبر أنّ تغريدة الطائي ضد إيرج توضح أنّ العصائب تخشى التضحية بها وغيرها من الفصائل في أي تسوية مقبلة، كما حصل مع سرايا الخُرساني سابقاً، من أجل تجنّب إيران لخسارات جديدة في العراق.

إلى ذلك، رجّح تصاعد هذا الخلاف في الأيام القادمة، لكن تبقى فرص العودة لبيت الطاعة الإيراني مرجحة أيضاً في الوقت عينه؛ لأنّ طهران هي الأخرى لا تريد أن تصل إلى نقطة قطيعة مع تلك الفصائل، لكي تبقى ورقة في يديها.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية