هل يكون بايدن طوق النجاة للإخوان المسلمين؟ وما هي وعوده للجماعة؟

هل يكون بايدن طوق النجاة للإخوان المسلمين؟ وما هي وعوده للجماعة؟


01/11/2020

ما زال التنظيم الدولي لجماعة الإخوان يبحث عن موطئ قدم يشرعن به وجوده داخل المجتمع الأمريكي، ومن ثم يسانده للانقضاض على أي ظرف سياسي يُمكّن فروعه من العودة إلى المشهد السياسي بمنطقة الشرق الأوسط.

جو بايدن أمام المؤتمر السنوي الـ57 للجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (إسنا)، يعد بتعيين "أمريكيين مسلمين" في عدد من المناصب

ولم يجد التنظيم، المصنف في الكثير من الدول تنظيماً ارهابياً، فرصة أفضل من الانتخابات الأمريكية المقررة بعد 3 أيام، والتي يسعى من خلالها لاستعادة دعم الإدارة الأمريكية، كما كان الأمر في السابق في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

ورغم أنّ الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب لم يتمكن من تصنيف الإخوان منظمة إرهابية لاعتبارات عدة، بعضها متعلق بانشغاله بالداخل الأمريكي والآخر بسبب اللوبي الإخواني صاحب التأثير الواسع والمهيمن على الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة، لكنّ مراقبين يرون أنّ موقف الإدارة الأمريكية من التيارات المتأسلمة في عهد ترامب هو الأفضل، لا سيّما مع رفضه شراكتها على حساب حلفائه في المنطقة.

ويدرك الرئيس ترامب خطورة جماعات الإسلام السياسي، وفي مقدّمتها الإخوان، ويعوّل المراقبون على قدرته على إقناع المؤسسات الصلبة بخطورة التنظيم على المصالح الأمريكية والأمن القومي الأمريكي.

اقرأ أيضاً: مستقبل غامض للمسلمين الأمريكيين بعد الانتخابات.. ما علاقة الإخوان؟

وعن موقف بايدن من الإخوان، ووفق ما نشره مركز "ذا غلوبال مسلم براذرهود ديلي ووتش"، المتخصص بمراقبة نشاط الجمعيات الإسلامية المتشددة، فإنّ "أكبر نجاح حققته جماعة الإخوان المسلمين في أمريكا في مساعيها لإضفاء الشرعية على وجودها هو كلمة المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن أمام المؤتمر السنوي الـ57 للجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (إسنا)، أحد فروع جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست قبل عقود في الولايات المتحدة.

تسامح الإدارة الأمريكية في حال فوز بايدن مع أنشطة الإخوان سيوفر أرضية خصبة للتشدد الفكري وإعادة الحرب على الإرهاب إلى نقطة الصفر

 

وقد وعد بايدن بأنّ إدارته المحتملة ستعيّن "أمريكيين مسلمين" في عدد من المناصب على مستويات مختلفة، وهو ما علق عليه المركز بأنّ "تسامح الإدارة الأمريكية في حال فوز بايدن مع أنشطة الإخوان سيفتح الباب أمام الاستقطاب الدعوي الإخواني للجالية وتكوين جمعيات شبابية وطلابية، ما يوفر أرضية خصبة للتشدد الفكري وإعادة الحرب على الإرهاب إلى نقطة الصفر".

وعكس تقرير "ذا غلوبال" المخاوف من السماح لجماعة الإخوان بالاستقطاب، خاصة للعبها دور الحاضنة الفكرية والروحية للتطرف في كثير من التجارب بدول بالمنطقة.

اقرأ أيضاً: أمريكا والإخوان.. "عقد زواج عرفي" بين المصالح والمطامع

ولا يبدو أنّ الإخوان يفوّتون على أنفسهم الفرص، فبحسب موقع "إن بي آر/ هيئة الإذاعة العامة الأمريكية"، وجّهت المنظمات الإسلامية العام الماضي الدعوة قبل الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، للمرشحين لحضور المؤتمر السنوي للجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية، وهو أحد أكبر التجمعات لمسلمي الولايات المتحدة.

وعد بايدن بأنّ إدارته المحتملة ستعيّن "أمريكيين مسلمين" في عدد من المناصب على مستويات مختلفة

ويرى مراقبون أنّ فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن ربما يفتح الباب أمام ممارسة ضغوط للحدّ من قدرة الأنظمة على استهداف الجماعات المتأسلمة وفي مقدمتها الإخوان.

اقرأ أيضاً: "الإخوان" ينصبون الفخاخ للمهاجرين المسلمين في الانتخابات الأمريكية

من جهته، توقع أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية طارق فهمي أنّ "التوقعات الأولية تشير إلى أنه إذا فاز جو بايدن، فإنه سيعيد النظر في التعامل مع جماعات الإسلام السياسي"، مستدلاً بتجربة المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون، التي وصفها بأنها "ليست جيدة"، فيما يتعلق بدعم جماعة الإخوان.

فهمي: التوقعات الأولية تشير إلى أنه إذا فاز جو بايدن، فإنه سيعيد النظر في التعامل مع جماعات الإسلام السياسي

ويرى فهمي، في تصريحات صحفية، أنّ نموذج بايدن "سيكون أكثر تبايناً عن الرئيس الحالي في التعامل مع ملف الجماعات المتأسلمة"، مرجحاً أن "يفتح ملف الجماعة من منظور مصلحي وليس إيديولوجياً".  

ويستطرد: "ولاية جو بايدن هي الأفضل بالنسبة إلى التنظيم، لاعتبارات أهمّها أنه لن يعادي الجماعة أو يُقدم على حظرها، وذلك وفقاً لتراكمات منذ كلينتون، لذا فإنّ الإخوان وجماعات الإسلام السياسي يتمنّون فوزه ورحيل ترامب، لأنّ بايدن سيبدأ معهم مرحلة جديدة تختلف عن سابقه".

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون في الغرب: المنفى والدعوة والسياسة

وكان الكشف الأخير لرسائل البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون قد أثار الاستياء في وسائل الإعلام العربية في الدول المعتدلة، لأنها تظهر دعمها الواضح للإخوان المسلمين في الشرق الأوسط والفوضى التي سبّبها ما يُسمّى "الربيع العربي".

وتكشف بعض رسائل البريد الإلكتروني من وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كلينتون، التي تمّ إصدارها مؤخراً كجزء من الحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترامب، عن تورط أمريكي مباشر في أحداث "الربيع العربي" وعلاقة عميقة بين إدارة أوباما وقطر تضمنت جهداً مشتركاً لإنشاء قناة إعلامية وصندوق اقتصادي يستخدمه الإخوان وسيلة للتدخل في الدول العربية في المنطقة، وفق ما أورد موقع "إي بي سي نيوز" الأمريكي.

اقرأ أيضاً: أمريكا والإخوان.. تاريخ لا ينتهي

وكشفت إحدى رسائل البريد الإلكتروني عن خطة بين كلينتون والحكومة القطرية لإنشاء قناة إعلامية بتمويل أوّلي قدره 100 مليون دولار. جاءت هذه الخطة في أعقاب شكاوى الإخوان المسلمين من ضعف نظامهم الإعلامي مقارنة بوسائل الإعلام الأخرى.

وكانت الفكرة إنشاء قناة اتصال تديرها جماعة الإخوان المسلمين، وتشبه إذاعة صوت أمريكا. وكشفت رسائل البريد الإلكتروني أنّ النية كانت وضع العضو البارز في جماعة الإخوان المسلمين والناشط الإسلامي خيرت الشاطر مديراً للمؤسسة.

الصفحة الرئيسية