هل ينتهي احتكار بوينغ وإيرباص لسماء العالم؟

هل ينتهي احتكار بوينغ وإيرباص لسماء العالم؟


06/04/2019

منذ تطور الطيران المدني، أصبحت سماء العالم محلاً لمنافسةٍ فريدةٍ من نوعها، تتمثل في وجود شركات طيرانٍ تبتكر أفضل ما يمكنها من الطائرات، بمواصفات سرعةٍ وأمان وراحةٍ عالية، لنقل الركاب من وإلى مطارات العالم المختلفة، وبأقل نسبةٍ ممكنةٍ من الحوادث.

تحتل إيرباص وبوينغ أجواء العالم بفضل التقنيات الحديثة وعدد الموظفين الكبير حول العالم  ولقوة اتحاد شركات عديدة شكلتهما

وخلال العقود الثلاثة الأخيرة، اعتلت شركتا بوينغ وإيرباص سلم هذه الشركات، حيث قدمتا كل الخدمات الممكنة لإبقاء طائراتهما في الواجهة، غير أنّ هذا لم يمنع من حوادث مروعة راح ضحيتها الكثير من الأشخاص في فتراتٍ مختلفة خلال العشرين عاماً الماضية. مثلما حدث في الآونة الأخيرة مع طائرة  737 ماكس، وهي طرازٌ من طائرات بوينغ، تحطمت قبل أيامٍ مخلفةً رفضاً في العديد من دول العالم لإعادة استخدام هذا الطراز في الطيران المدني، ولكن، أين هي الشركات الأخرى التي تنافس بوينغ وإيرباص في قطاع الطيران المدني؟ أم أنّ مقاطعة بعض (موديلات) طائرات هاتين الشركتين يكفي كلما حصل حادث، دون الحديث عن الاحتمالات الأخرى؟

الهيمنة تخفي البدائل
في موقع "مجلة الطيران" على شبكة الإنترنت، وهو متخصصٌ بكل ما يتعلق بالطيران في العالم تقريباً، يدور الحديث فيه دوماً عن بوينغ وإيرباص كطرفي منافسة قديمين وقويين في عالم الطيران، خصوصاً المدني؛ إذ يمثلان التنافس بين أوروبا وأمريكا، حيث تأسست بوينغ الأمريكية منذ 1915، فيما أنشئت إيرباص في 1967 بدعمٍ مشتركٍ من دولٍ أوروبية عديدة. وبحسب الموقع "سرعان ما اعتلت بوينغ وايرباص سلم الهيمنة على الطيران المدني بفضل شركتيهما القائمتين على اتحاد مجموعةٍ من الشركات كما في حالة بوينغ، بينما ترعى أهم دول أوروبا شركة إيرباص.

اقرأ أيضاً: تحطم طائرة ركاب أثيوبية.. تفاصيل

وتتميز الشركتان بتوظيف أفضل ما يمكنهما من حداثةٍ تكنولوجية في تطوير الطائرات، إضافةً إلى أنّ كلاً منهما تضم أكثر من مئةٍ وعشرين ألف موظفٍ ومسؤول موزعين على عددٍ كبيرٍ من دول العالم، ناهيك عن مصانعهما الضخمة في أمريكا وأوروبا، ووجود أقسامٍ للطائرات التجارية والعسكرية ضمن هذه المصانع، وقد عملت الشركتان على كسب ود أمريكا وأوروبا لتوريد طائراتها لهذه الدول، حيث تكون معظم شركات النقل الجوي مملوكة للدولة ولا تمثل قطاعاً خاصاً بصورةٍ كاملة" بحسب المجلة.

بوينغ 737 ماكس 8 هو الطراز الذي تم منع طيرانه مؤخراً بعد الكارثة

واستمرت سيطرة الشركتين على أجواء العالم، فأنتجت بوينغ سلسلتها الشهيرة من طراز طائرات 747 بينما قامت إيرباص بإنتاج طراز A320 ، ولم تتوقف المنافسة عند هذا الحد، فتم اختصار تاريخ الشركتين الطويل من التطوير والتكنولوجيا والإنتاج في طرازي بوينغ 747 ماكس 8 و9، وطراز A 320 NEW التابع لإيرباص.

عيوب ماكس 737 تهدد بوينغ: 

وبالرغم من ميزات الطرازين وفقاً للموقع ذاته، والتقدم التقني والفني، إلا أنّ حوادث عديدة رافقت مسيرة بوينغ وإيرباص منذ 2006، ففي شهر أيار (مايو) 2006 أدى سقوط طائرة من طراز A320 التابعة لشركة أرمافيا الأرمنية، إلى مصرع 113 راكباً كانوا على متنها بينما كانت تهم بالهبوط في مطار سوتشي الروسي. وفي العام ذاته، قتل نحو 140 شخصاً لدى تحطم طائرة من طراز A 310 واشتعال النار فيها في منطقة سيبيريا. وبعدها بأربع سنوات، تحطمت طائرة A321 التابعة لشركة الأفريقية الليبية في مطار طرابلس بليبيا، ولم ينجُ من الركاب سوى طفل واحد، وتعد حادثة سقوط الطائرة الماليزية التي أحدثت ضجة عالمية في 2014 من أكبر الحوادث المروعة في تاريخ الطيران الحديث، حيث تحطمت طائرة A320 التابعة للخطوط الماليزية وكان على متنها 162 راكباً لقوا حتفهم"، وفقاً لتقريرٍ نشره موقع "صانعو الحدث" للتقنيات، في 2016.

كوارث الطائرات تكون سريعة ومروعةً وتوقع ضحايا كثيرين

وبحسب الموقع ذاته، فإنّ "عام 2007 شهد تحطم طائرة بوينغ 800-737 التابعة للخطوط الجوية الكينية في الكاميرون، وأدى الحادث إلى مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 114 راكباً، ويبدو أنّ الأراضي الروسية هي الأكثر عرضةً لحوادث الطيران، حيث أدى سقوط طائرة روسية من طراز بوينغ 737  في منطقة الأورال إلى مقتل 88 راكباً كانوا على متن الطائرة، ولكن الملفت أنّ الطائرة كانت انفجرت في الجو قبيل سقوطها". ويضاف أخيراً حادثة الطائرة الأثيوبية التي قتل فيها 159 راكباً، وقبلها الطائرة الأندونيسية في 2018 وقتل فيها 189 راكباً.

اقرأ أيضاً: الغموض يكتنف حادثة تحطم الطائرة الإندونيسية
وقد لا تتحمل شركات الطيران المسؤولية كاملةً، فهناك كذلك أخطاء بشرية، وأسباب تتعلق بالطقس وعوامل الصيانة والأمان، ورغم ذلك، منعت دولٌ عديدة وعلى رأسها أمريكا، البرازيل، لبنان، وغيرها، أي تحليق لطائرات بوينغ 737 ماكس في أجوائها، بسبب الحديث المتكرر عن وجود مشاكل تقنية في هذا الطراز من الطائرات. فما هي البدائل الممكنة، وأين هي الطائرات الأخرى التي تنافس بوينغ وإيرباص؟

طائرات تستعد للتحليق
في 2015، كشفت الصين النقاب عن طائرة ركاب جديدة، هي الأولى التي تنتجها منذ عقود من خلال شركتها "كوماك"، في إطار جهود لمنافسة شركتي صناعة طائرات الركاب بوينغ وإيرباص.  وهي من طراز C919، التي "تضم 168 مقعداً ويمكنها التحليق لحوالي 3444 ميلاً دون توقف" بحسب تقرير نشرته "بي بي سي" في 2015. أما عام 2016، فشهد الإعلان عن ستة أنواعٍ مختلفة من الطائرات ستدخل الأجواء العالمية في عامي 2018 و2019 وفق تقريرٍ نشرته صحيفة "بيزنس انسايدر" العالمية. والطائرات هي:
أولاً: سلسلة "بومباردييه سي" السويسرية، حيث تعتبر هذه الشركة أحد أبرز المنافسين لشركة بوينغ، فهي تكافح للوصول إلى صافي مبيعات بوينغ وايرباص، كما أنّ الشركة حصلت على إشادة من النقاد لتميز أدائها وكفاءة الوقود والتصميم، ودخلت الخدمة منذ 2016، ويوجد أكثر من من 300 طلبٍ مؤكد لشراء طائراتها.

ثانياً: الطائرة إمبراير جيت E2، وهي طائرةٌ برازيلية بارزة تتبع شركة إمبراير، حققت نجاحاً في منافسة الشركات العملاقة، وهى الجيل الثاني من طائرات جيتE ، وتضم ثلاثة أنواع. ويتوقع أن تدخل الخدمة عام 2018. وقد تلقت 278 طلباً لشراء طائراتها حتى الآن. ويتوقع أنه سيتم تسليم أكثر من 1100 طائرة من هذا الطراز لشركات النقل الجوي والدول بحلول عام 2018، حيث تسير هذه الطائرة بسرعةٍ تفوق 860 كيلومتراً في الساعة.

طائرات جديدة متنوعة تنافس في أجواء العالم

ثالثاً: ميتسوبيشي ميرج، وتعد أول طائرة تجارية في اليابان منذ خمسين عاماً، حيث تمثل بديلاً محلياً للدولة التى استمرت لفتراتٍ طويلة كواحدةٍ من عملاء بوينغ الأكثر ولاءً، إلى جانب أنّ الشركة تمتلك حالياً أكثر من 220 طلباً، ويتوقع أن تدخل الخدمة في 2018.

تعمل شركات جديدة عديدة مثل كوماك الصينية وايركوت الروسية وإمبراير البرازيلية على منافسة إيرباص وبوينغ في التقنيات والأمان

رابعاً: الطائرة كوماك ايه آر جي 21، تم تأسيس شركة كوماك في 2008 وتعد طائرتها ايه آر جي 21 أول طائرة صينية حديثة، وتشير التوقعات إلى حصول الشركة على 3000 طلبٍ لطائرتها خلال العشرين عاماً القادمة، ودخلت "إيه آر جي" الخدمة في نهاية عام 2015.

خامساً: الطائرة ايركوت إم سي 21، تعد من أحدث الطائرات في صناعة الطيران الروسية، وهي متاحة في نسختين، وقد تلقت 175 طلباً من جانب شركات الطيران الروسية وشركات التأجير الخاصة.

وتتمتع هذه الطائرات بحسب تقرير "بيزنس إنسايدر" بالعديد من المواصفات المميزة على صعيدي التقنية والأمان، وهي ستدخل أجواء العالم في منافسةٍ مع شركتي إيرباص وبوينغ قريباً، خصوصاً أنّ دولاً كالصين وروسيا، ترى في صناعة الطائرات المدنية والتجارية وتسويقها مدخلاً آخر للمنافسة مع دول العالم الكبرى الأخرى. خصوصاً شركة كوماك الصينية، وايركوت الروسية، حيث اتحدتا في 2018 من أجل إنتاج طائرةٍ جديدة هي "C929" وفقاً لموقع "روسيا اليوم" في 2018. ويبقى أن الخيارات المتعددة أمام الدول وشركات النقل الجوي في أنواع الطائرات، ربما لن تقلل من الحوادث بشكلٍ مطلق، لكنها تمنح فرصةً للاختيار على أسس تتعلق بالأمان والراحة والسرعة، مما يشكل دافعاً للشركات، حتى تزيد من هذه الأسس في طائراتها بسبب اتساع باب المنافسة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية