هل ينشق تنظيم الإخوان رسمياً؟.. تطور الخلافات بين جبهتي منير وحسين

طرأت تطورات كبيرة في ملف الإخوان المسلمين كشفت عن توجّه التنظيم نحو الانشقاق رسمياً إلى جبهتين، ولكلّ جبهة موقع رسمي ومنصات إعلامية؛ الأولى جبهة محمود حسين ومعه قيادات مجلس الشورى العام، ومقرها إسطنبول في تركيا، والثانية جبهة إبراهيم منير ومعه أعضاء التنظيم الدولي، وتتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً لها.

وأعلنت جبهة إسطنبول أول من أمس أنّ جماعة الإخوان يمثلها مجلس الشورى العام، الذي يقوم باتخاذ الإجراءات المتممة للقرارات الخاصة بخلو موقع نائب المرشد والقائم بعمله، مشددة على أنها غير معنية بأيّ قرارات أو إجراءات تخالف ذلك، وأصدرت جبهة منير قرارات عنيفة بفصل وتجميد وتهميش وعزل وسحب صلاحيات ومسؤوليات (51) قيادياً من الموالين لجبهة حسين، والمسؤولين عن عناصر وشركات واستثمارات الإخوان في تركيا، وفق ما نقلت "العربية".

جبهة إسطنبول تعلن أنّ جماعة الإخوان يمثلها مجلس الشورى العام، الذي يقوم باتخاذ الإجراءات المتممة للقرارات الخاصة بخلو موقع نائب المرشد والقائم بعمله

وشملت قرارات منير تهميش وعزل وتجميد (15) من قيادات الإخوان عن شعبة "شيرين إيفلر" بتركيا، وتهميش (8) من قيادات الإخوان المصريين المسؤولين عن شعبة "باشاك شهير"، واستبعاد (12) مسؤولاً إدارياً من مجموعة مجلس الشورى العام، وإيقاف الامتيازات المالية لـ (9) من إخوان شعبة "بيلك دوزو" التي كانوا ينفقون منها على الإيجارات ونفقات الدراسة، وتوجيه إنذارات لـ(8) من قيادات الإخوان بشعبة "باغجلار".

جبهة منير تتخذ قرارات عنيفة بفصل وتجميد وتهميش وعزل وسحب صلاحيات ومسؤوليات (51) قيادياً من الموالين لجبهة حسين

هذا، وبعد سيطرة مجموعة إسطنبول بقيادة محمود حسين على الموقع الرسمي للجماعة "إخوان أون لاين" والمنصات الإعلامية والإلكترونية، أطلقت جبهة منير منصات مواقع بديلة بعضها يحمل الاسم نفسه، فقد أطلقت الجبهة موقعاً رسمياً جديداً للجماعة أطلقت عليه "إخوان سايت" بديلاً لـ"إخوان أون لاين"، معلنة أنه موقع الجماعة الرسمي والوحيد، ووجهت بعض القيادات الموالية لها بتمويل منصات إعلامية بديلة، باسم المنصات التابعة لجبهة محمود حسين نفسها، مثل منصة "تأكد مصر" التابعة لجبهة إسطنبول وتبث من هولندا، حيث يعتزم القيادي محمد العقيد الذي خرج بفيديو قبل أيام فضح فيه ممارسات مجموعة حسين، وكشف عن استثمارات الجماعة في الصومال وأفريقيا وخيانات القادة تمويل تلك المنصة البديلة وبالاسم نفسه.

وإزاء ذلك، بث أدهم حسنين، القيادي الإخواني الموالي لجبهة إسطنبول ورئيس تحرير منصة "تأكد مصر"، بث فيديو يهدد ويتوعد فيه القيادي محمد العقيد، ويتهمه بالنصب على عناصر الجماعة وغيرهم في تركيا ودول الخليج انتقاماً منه بعد اعتزامه إطلاق منصة بديلة.

جبهة منير تطلق منصات إعلامية ومواقع بديلة، بعضها يحمل اسم تلك التي يسيطر عليها محمود حسين نفسها

وزيادة في محاولة فرض سيطرته على مقاليد الجماعة، قرر إبراهيم منير تكليف الدكتور عبد المنعم البربري بقيادة مجموعة من عناصر الإخوان التابعين لجبهة لندن، تتولى جمع البيانات والمعلومات عن العناصر والقيادات الموالية أو المتعاطفة مع جبهة إسطنبول وتسليمها إلى إبراهيم منير شخصياً، لاتخاذ اللازم نحوها.

يُشار إلى أنّ جماعة الإخوان تشهد في الآونة الأخيرة سلسلة من الصراعات بين الجبهتين المتصارعتين، قد تنتهي بالجماعة لفصيلين رسمياً، على غرار ما حدث في نهاية الثلاثينيات، حين أعلنت مجموعة من شباب الجماعة وقتها انفصالهم عن التنظيم، وأطلقوا على أنفسهم "شباب محمد"، بقيادة المحامي محمد عطية خميس، تلاه انشقاق آخر كبير وقع في العام 1945 إثر تورط عبد الحكيم عابدين صهر حسن البنا مؤسس الجماعة في فضائح جنسية، وكان أبرز المنفصلين أحمد السكري شريك البنا في تأسيس التنظيم، والذي انفصل عن الجماعة بعد رفض البنا معاقبة زوج شقيقته، وكان هذا الانشقاق هو الأكثر قوة وتأثيراً لخروج قيادات بارزة من الجماعة.

وقد شهدت الجماعة في الخمسينيات انشقاقاً آخر، عندما انفصل قائد التنظيم السري عبدالرحمن السندي، وعدد من كبار مساعديه، ثم حدث انشقاق آخر فى التسعينيات، حين انشق (100) شخص بقيادة محمد رشدي.