"واشنطن بوست": الكشف عن مواقع نووية سرية في إيران

"واشنطن بوست": الكشف عن مواقع نووية سرية في إيران


18/12/2021

كشفت صحيفة أمريكية عن وجود شبهات نشاط عسكري نووي في مواقع إيرانية لم تعلن طهران في السابق أنّها منشآت نووية. 

وتحدث مقال رأي للكاتب المعروف ديفيد أغناتيوس في صحيفة "واشنطن بوست" أمس عن هذه المواقع، وهي تركوز آباد وفارامين وماريفان، وموقع آخر لم يكشف عنه، وجدت فيه آثار مواد انشطارية.

 

كاتب أمريكي معروف ينقل معلومات عن مصادر خاصة تؤكد وجود شبهات نشاط عسكري نووي في مواقع إيرانية لم تعلن في السابق أنّها منشآت نووية

 

ونقل الكاتب عن مصادر خاصة القول: إنّ إيران تمتلك ما يكفي من المواد لصنع (3) قنابل نووية، وخلال أقل من شهر يمكنها الوصول لتخصيب الوقود النووي اللازم.

 ويرى أغناتيوس أنّ هذا التطور يمكن أن تستغله الولايات المتحدة لإيجاد خطة بديلة عن الاتفاق النووي "الميت" أصلاً.

 تتركز الخطة على شنّ حملة شرسة ضد طهران من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

 ويضيف أنّ على إدارة بايدن أن تطلب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التحقيق في شبهات الاستخدام العسكري للمواقع الـ4 التي لم تعلن عنها إيران في السابق.

 وقال أغناتيوس: "إنّ إيران رفضت لفترة طويلة إعادة تركيب كاميرات المراقبة التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي أزالتها من محطة للطرد المركزي في كرج في حزيران (يونيو) الماضي.

لكنها، وفقاً لأغناتيوس، امتثلت لهذا الطلب بمجرد أن لوّحت الولايات المتحدة بالدعوة لعقد اجتماع خاص لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمناقشة عدم امتثال إيران.

ويشير الكاتب إلى أنّ "إدارة بايدن قدّمت درساً حول ما يمكن أن يجعل طهران تتراجع بالفعل، وهو التهديد بإدانة عالمية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وفي سياق متصل بالنووي الإيراني، طالب خبراء أمريكيون رفيعو المستوى من إدارة الرئيس جو بايدن باستعادة "دبلوماسية التخويف" مع طهران، والاستعداد لاستخدام القوة العسكرية بشكل واضح ضد التقدم النووي الذي تحرزه إيران، إذا لزم الأمر، وحذّروا من أنّ "إيران تجاوزت الخط الأحمر" في الملف النووي.

 

خبراء أمريكيون يطالبون إدارة بايدن بالاستعداد لاستخدام القوة العسكرية بشكل واضح ضد التقدم النووي الذي تحرزه إيران

 

وقد وقّع (7) من أبرز الخبراء الأمريكيين في مجال الأمن القومي بياناً أمس قدّموا فيه تقييماً صارماً بشكل خاص للمفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، بحجة أنّ الدبلوماسية بين البلدين "تبدو وكأنّها تتراجع"، بينما طهران "تتحرك بنشاط نحو القدرة على الحصول على الأسلحة النووية"، وفق رويترز.

وأضافوا في بيانهم: "بينما اعترفت الولايات المتحدة بحق إيران في الحصول على طاقة نووية مدنية، يستمرّ سلوك إيران في الإشارة إلى أنّها لا تريد فقط الحفاظ على خيار الأسلحة النووية، ولكنّها تتحرك بنشاط نحو تطوير تلك القدرة. وفي الواقع، كما صرّح المدير العام للرابطة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، الذي قال: "إنّ قرار إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60% وإنتاج معدن اليورانيوم ليس له أي غرض مدني مبرر".

وتابعوا: "من المهم أن نتذكر أنّ الحد الأقصى للتخصيب الإيراني المنصوص عليه في خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 كان 3.67%. وكان من المقرر أن يكون هذا أقلّ بكثير من خط التخصيب بنسبة 20%، والذي يفصل بين اليورانيوم المنخفض التخصيب والعالي التخصيب الذي كان يُنظر إلى عبوره على نطاق واسع على أنّه مؤشر على نية إيران للتحرك نحو تخصيب نووي للأسلحة.

 

البيان الذي كتبه ووقعه هوارد بيرمان، وميشيل فلورني، وجين هارمان، وليون بانيتا، وديفيد بتريوس، ودينيس روس، وروبرت ساتلوف، يحذّر من أنّ "العزلة السياسية وقرارات الإدانة في المحافل الدولية والعقوبات الاقتصادية الإضافية" التي فرضتها الولايات المتحدة والدول المناهضة لإيران "ليست كافية في هذه المرحلة" لإقناع القادة في طهران بتغيير المسار.

 وأضاف: "لذلك من أجل جهودنا الدبلوماسية لحل هذه الأزمة، نعتقد أنّه من الضروري تنبيه إيران من أنّ مسارها النووي الحالي سيؤدي إلى استخدام القوة ضدها من قبل الولايات المتحدة".

ومن بين الإجراءات الأمريكية المقترحة الموضحة في البيان "تدريبات عسكرية رفيعة المستوى من قبل القيادة المركزية الأمريكية، ومن المحتمل أن تكون بالتنسيق مع الحلفاء والشركاء، والتي تحاكي ما يمكن أن يكون انخراطاً في عملية عسكرية، بما في ذلك التمرين على شنّ هجمات جو-أرض على الأهداف المحصنة، وسحق بطاريات الصواريخ الإيرانية".

وسيكون من المهم أيضاً تزويد الحلفاء والشركاء المحليين، وكذلك المنشآت والأصول الأمريكية في المنطقة، بقدرات دفاعية معززة لمواجهة أيّ إجراءات انتقامية قد تختار إيران القيام بها؛ ممّا يشير إلى الاستعداد للتحرك، إذا لزم الأمر.

ولعل الأهم من ذلك، بحسب البيان، أنّ الوفاء بالوعود الأمريكية السابقة بالرد بقوة ضد الاعتداءات الإيرانية الأخرى، مثل هجوم الطائرات بدون طيار من قبل الميليشيات المدعومة من إيران ضد القاعدة الأمريكية في التنف في سوريا، واستيلاء إيران غير القانوني على السفن التجارية، وقتل البحارة العزّل، هو ما سيرسل رسالة مؤثرة لإيران بجدية الرد الأمريكي في القضية النووية.

هذا، وكان دبلوماسيون فرنسيون وألمان وبريطانيون قد تحدثوا أمس عن تقدّم طفيف في المفاوضات حول إحياء الاتفاق النووي مع إيران، مشددين في الوقت نفسه على ضرورة استئنافها في أسرع وقت تجنباً لفشلها.

وقال الدبلوماسيون، حسبما أوردت وكالة "فرانس برس": "تمّ إحراز بعض التقدم على المستوى التقني في الساعات الـ24 الأخيرة"، لكنّهم حذّروا من "أنّنا نتجه سريعاً إلى حائط مسدود في هذه المفاوضات"، واعتبروا أنّ التوقف الذي طلبته إيران "مخيّب للآمال".3




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية