واشنطن تحسم موقفها تجاه صفقة النووي مع إيران... هل ترضخ لشروط طهران؟

واشنطن تحسم موقفها تجاه صفقة النووي مع إيران... هل ترضخ لشروط طهران؟

واشنطن تحسم موقفها تجاه صفقة النووي مع إيران... هل ترضخ لشروط طهران؟


21/09/2022

مع وصول مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة حول البرنامج النووي الإيراني إلى طريق مسدودة، بعد اشتراط طهران إنهاء تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مصدر جزيئات اليورانيوم المكتشفة في عدة مواقع غير معلنة كجزء من أيّ صفقة لإحياء اتفاق 2015، حسم مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية الموقف تجاه الشروط الإيرانية، مؤكداً أنّ بلاده "لن تقدّم أي تنازلات لإيران".

وأفاد المسؤول الأمريكي، في تصريح لقناة "العربية/ الحدث"، أنّ الولايات المتحدة تعلم تماماً بكل تجاوزات النظام الإيراني، خصوصاً تمويله للإرهاب، غير أنّ "العربية نت" لم توضح مدى علاقة ذلك بالمفاوضات مع إيران.

حسم مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية الموقف تجاه الشروط الإيرانية، مؤكداً أنّ بلاده "لن تقدم أيّ تنازلات لإيران"

وأول من أمس، أفادت صحيفة "بوليتكو" أنّ وزارة الخارجية الأمريكية قللت من أيّ احتمال لعقد اجتماع وجهاً لوجه بين مسؤولي الولايات المتحدة وممثلي إيران في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويشعر المسؤولون الآخرون، على المستوى الخاص، بالتشاؤم أيضاً بشأن اختراق الصفقة قبل انتخابات التجديد النصفي للولايات المتحدة، نظراً للحساسية السياسية للقضية مع الجمهوريين، وحتى أعضاء الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس الأمريكي جو بايدن، المتشككين في استعادة الصفقة بسبب مخاوف من أنّها ستكون أضعف من اتفاقية 2015 الأصلية.

إلى ذلك، استبعد منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أيضاً حدوث انفراجة بشأن الاتفاق النووي الإيراني في الجمعية العامة للأمم المتحدة المزمع عقدها هذا الأسبوع.

الخارجية الأمريكية قللت من أيّ احتمال لعقد اجتماع بين مسؤولين أمريكيين وممثلي إيران على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة

وفي حوار مع "بوليتكو"، قال بوريل: إنّه "لا يعتقد أنّ الاجتماع مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سيكون مثمراً"، مشيراً إلى جهود الاتحاد الأوروبي على مدار الأشهر القليلة الماضية لدفع جميع الأطراف المشاركين في مفاوضات "خطة العمل الشاملة المشتركة"، كما تُعرف الصفقة رسمياً، إلى "قطع الأمتار الـ10 الأخيرة" لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، غير أنّه قال: إنّه لا يتوقع "أيّ تقدم كبير في القريب العاجل" بشأن هذه القضية وسط المفاوضات التي يقودها الاتحاد الأوروبي.

وعلى مدار الأشهر الـ3 الماضية كان "التفاعل وعملية متعددة الخطوات تتقارب، وكان النشاط بين الطرفين يحسن النتيجة، لكن في الأسابيع الماضية لم يكن هذا هو الحال، نحن الآن في طريق مسدودة، الآن توقفنا"، على حدّ قول بوريل، الذي أشار إلى أنّ المقترح الإيراني، آخر طلب من الجانب الإيراني، "لم يكن يدفع من أجل التوصل إلى اتفاق".

وفي ضوء تلك التطورات، استبعد بوريل التوصل إلى "شيء" أو حدوث أيّ تقدم يُذكر هذا الأسبوع، ولا سيّما في ظل وجود رئيسي ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والمفاوض النووي علي باقري كاني في نيويورك من جهة، وحضور المسؤول عن إيران في الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من جهة أخرى.

 وقد تم التفاوض على الصفقة التاريخية لعام 2015 في ظل إدارة باراك أوباما في الولايات المتحدة، إلى جانب الأعضاء الدائمين الآخرين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى ألمانيا، بتيسير من الاتحاد الأوروبي، وبموجبها رُفعت العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، لكنّها واجهت عقبة في عام 2018 عندما انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أحادياً من الاتفاقية.

وخلف الكواليس، كانت المفاوضات لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة تجري بشكل متقطع منذ حوالي عام ونصف، لكنّ "النص النهائي" الذي تفاوض عليه الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي لم تتم الموافقة عليه بعد من قبل إيران أو الولايات المتحدة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية