وثائق كراهية "الإخوان" للدولة الوطنية

وثائق كراهية "الإخوان" للدولة الوطنية

وثائق كراهية "الإخوان" للدولة الوطنية


02/08/2023

عاطف الغمري

القضاء على مفهوم الدولة الوطنية، جزء أساسي من خطة للمخابرات الخارجية البريطانية MI6، ثم المخابرات المركزية الأمريكية، واتخاذهما تنظيم الإخوان المسلمين أداة للقضاء على هذا المفهوم، بكافة الوسائل الممكنة.

هذه المعلومات ليست اجتهاداً فردياً، لكنها مستخلصة من وثائق جهاز المخابرات المركزية CIA، التي توصل إليها الكاتب الفرنسي المرموق تييري ميسون،الذي صدرت له العديد من الكتب التي تبحث عن الحقيقة الغائبة.

ومن بين ما كشف عنه أيضاً، ما عرف باسم المؤسسة الوطنية الديمقراطية N.E.D، التي لعبت دور الوكيل الخفي للمخابرات المركزية، ولإبعاد أي شكوك عن نشاط تلك المؤسسة، التي وصفها ميسون بأنها من أكبر شبكات الفساد في العالم، والتي أقامت علاقات – تبدو في ظاهرها غير مشبوهة مع منظمات وأحزاب سياسية يمينية ويسارية، وتمويلها بالمال، لتقوم بمهمة الدفاع عن مصالح أمريكا، وليس مصالح الأعضاء المنضمين إليها.

الكتاب الذي سجل فيه ميسون هذه المعلومات عنوانه: «أمام أعيننا حروب زائفة وأكاذيب كبرى». وتناول فيه أحداث الفترة من الحادي عشر من سبتمبر 2001، وحتى وقت رئاسة ترامب.

المؤلف وصف في كتابه بداية إنشاء الجهاز السري ل«الإخوان»، والذي طورت نشاطه المخابرات البريطانية MI6، وكانت الاغتيالات السياسية من أهم عملياته.

وحتى لا نبتعد عن قضية عدائهم للدولة الوطنية، وهو ما لم ينكره قادة الإخوان، مثل ما أعلنه مرشدهم مهدى عاكف عن إيمانه بالحدود المصرية المفتوحة للآخرين. وهي نفس الدعوة التي سبقه إليها لورد كرومر، بمحو مفهوم الدول الوطنية.

تييري ميسون في فصل من كتابه بعنوان: «الإخوان المسلمون قوة مرتزقة لصالح المخابرات البريطانية، والمخابرات المركزية الأمريكية»، يقول إن استراتيجية الأمن القومي التي وضعها المفكر الاستراتيجي زبغنيو بريجنسكي أثناء رئاسة كارتر، جرى شرحها في اجتماع لحلف الناتو بالنمسا عام 1979، وتأكيد إن الإخوان لن يلعبوا فقط دوراً رئيسياً ضد السوفييت، وخلق الاضطرابات في وسط آسيا، لكنهم سيقومون بدور أساسي في تفتيت دول المنطقة، إلى دويلات معادية لبعضها، وهو ما سيصب في مصلحة إسرائيل.

وجرى تطبيق نموذج لذلك، بصدور تعليمات لهم، من واشنطن في فترة الثمانينات، لإحداث تحول في الهوية الوطنية للمجتمع الجزائري، عن طريق إنشاء مستوصف للعلاج المجاني، ومدرسة، إلى جانب مساجد في قرى الجزائر، لجذب الناس إلى دعوتهم، بعيداً عن الدولة، وهو نفس النمط الذي سار عليه الإخوان في مصر.

ويصل المؤلف بوثائقه إلى فترة حكم الإخوان في عامي 2012 – 2013، حيث بدا واضحاً سعيهم نحو تهديد الهوية الوطنية لمصر.

وكان الرئيس ريجان قد أصدر في عام 1993 توجيهاً لرئيس المؤسسة الوطنية للديموقراطية MED بأن تساعد كلاً من المخابرات المركزية، وكذلك المخابرات البريطانية، في دعم الإخوان بأي شكل من الأشكال.

وفى الفترة من 1972 – 1973 وبتوجيه رسمي من وزارة الخارجية البريطانية، وجهاز المخابرات، MI6 بدأ السياسي البريطاني سيرجيمس كريج، والسفير البريطاني في مصر ريتشارد بيمونت حملة مكثفة، لتسخير الإخوان في خدمة بريطانيا وأمريكا بالعمل ضد دعاة الدولة الوطنية في مصر.

وفى فترة حكم كارتر، وفى إطار التحركات، لإيجاد ما أسموه الشرق الأوسط الكبير، كهدف لأمنهم القومي، أصدر بريجنسكي تعليمات بتزويد تنظيم الإخوان المسلمين بالمعدات العسكرية.

واتصالاً بتلك السياسة – وفى ذروة صراع الحرب الباردة أسست المخابرات المركزية الأمريكية، ومعها المخابرات البريطانية، منظمة تحمل الاسم المختصر wacl، ومعناها العالم ضد الجماعات الشيوعية، وكانت مهمتها توفير الدعم المالي للجماعات الإرهابية، طالما أنها تخدم أجهزة المخابرات الغربية.

وساهم في ذلك ما سمي البنك الإسلامي cci الذي ساعد على تأسيسه مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي F.b.i، وحتى تستطيع المخابرات المركزية استخدامه في تمويل تلك الجماعات، وتمكين الإخوان المسلمين من الاستمرار في أداء المهام التي تكلفها بها واشنطن.

وفى إطار تلك النظرة العامة، وكما يشرح المؤلف فقد كان هناك تماثل بين الإخوان، وبين تنظيمي داعش، والقاعدة، حيث تشاركوا في العمل على تقويض الدولة الوطنية.

عن "الخليج" الإماراتية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية