"يوروبول": الإرهاب ما يزال يشكل خطراً على أوروبا... لماذا؟

على الرغم من انخفاض الهجمات الإرهابية بشكل ملحوظ عن الأعوام السابقة، حذّرت وكالة الشرطة التابعة للاتحاد الأوروبي (يوروبول) اليوم الأربعاء من أنّ الإرهاب ما يزال يشكل "خطراً فعلياً" للتكتل الأوروبي، ولا سيّما بسبب الحرب في أوكرانيا، وانتشار حملات الدعاية الإعلامية خلال جائحة كوفيد-19.

ونقلت إذاعة "مونت كارلو" الدولية عن تقرير سنوي للوكالة الشرطية الأوروبية قوله: إنّ العدد الإجمالي للهجمات التي نُفّذت أو أُحبطت أو فشلت في العام 2021 بلغ (15)، وهو رقم أقل بكثير من عدد الهجمات العام السابق التي بلغت (57)، بسبب الانخفاض الكبير في عدد الهجمات الإرهابية اليسارية، على حدّ قول التقرير.

ويأتي التقرير غداة مقتل القيادي الداعشي ماهر العقال، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا في ضربة نفذتها طائرة أمريكية بدون طيار، وفقاً لما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن وزارة الدفاع الأمريكية.

حذّرت وكالة الشرطة التابعة للاتحاد الأوروبي (يوروبول) اليوم من أنّ الإرهاب ما يزال يشكل "خطراً فعلياً" للتكتل الأوروبي

 ويُعدّ العقال "أحد القادة الـ5 الأبرز" للتنظيم المتشدد، وكان مسؤولاً عن تطوير شبكاته خارج العراق وسوريا. وقد قتل العقال بينما كان على متن دراجة نارية بالقرب من بلدة جنديرس بمحافظة حلب، وأصيب أحد كبار مساعديه بجروح خطيرة، وفقاً للصحيفة الأمريكية، ونقل تقرير آخر لموقع "ستريبس" الأمريكي عن مسؤولين أمريكيين زعمهم أنّ داعش كان يخطط لشن هجمات "كيميائية" على مدن أوروبية كبرى.

تهديد للأمن العالمي

في حين أقر التقرير الأوروبي بأنّ عدد الهجمات قد قلّ مقارنة بالأعوام السابقة، حذّرت وكالة الشرطة الأوروبية، التي يقع مقرّها في لاهاي، من إمكانية تشكيل الغزو الروسي لأوكرانيا، فضلاً عن تداعيات جائحة كوفيد-19 على العالم، تهديداً للأمن العالمي في الأعوام المقبلة.

وقالت المديرة التنفيذية ليوروبول كاترين دو بول، في بيان: "تؤكّد خُلاصات هذا التقرير أنّ الإرهاب ما يزال يمثّل خطراً حقيقياً وحالياً بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي"، مشيرة إلى أنّه "في فترة تخبّطات جيوسياسية، يجب أن يواصل الاتحاد الأوروبي، أكثر من أي وقت مضى، تطبيق الإجراءات لمكافحة الإرهاب".

حذّرت وكالة الشرطة الأوروبية من إمكانية تشكيل الغزو الروسي لأوكرانيا، فضلاً عن تداعيات جائحة كوفيد-19، تهديداً للأمن العالمي

وتابعت: "لا شكّ في أنّ التغييرات الجيوسياسية وتداعيات الحرب العدوانية الروسية ضدّ أوكرانيا سيكون لها تأثير دائم على أمن الاتحاد الأوروبي"، لافتة إلى أنّ هذه الحرب قد جذبت العديد من الأفراد المتطرفين من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي انضموا إلى القتال من كلا الجانبين الأوكراني والروسي.

 ردود متطرفة عنيفة

من المرجّح أنّ يتسبّب النزاع في أوكرانيا بردود متطرّفة عنيفة خصوصاً على الإنترنت، على حدّ قول التقرير الأوروبي، فقد شدّدت دو بول على أهمية الأخذ بالتجارب الماضية بالتعامل مع المقاتلين الأجانب العائدين من ساحات القتال في الشرق الأوسط.

وأكّدت يوروبول أنّ جائحة كوفيد-19 جعلت الشباب والشابات والقاصرين أكثر هشاشة حيال التطرّف؛ بسبب العزلة الاجتماعية وازدياد الوقت الذين يقضونه على الإنترنت.

وقد ظهر تطرّف عنيف مناهض للحكومة ومُعادٍ لإجراء مكافحة تفشي كوفيد 19 في بعض الدول الأعضاء في التكتل تجسّد من خلال تهديدات مفتوحة ورسائل كراهية منشورة على الإنترنت ولجوء إلى العنف. وفي العام 2021 أُلقي القبض على (388) مشتبهاً بهم في الاتحاد الأوروبي لارتكابهم جرائم تتعلق بالإرهاب. وأكثر من ثلثي الاعتقالات (260) تمّت بعد التحقيقات في جرائم الإرهاب الجهادي في النمسا وفرنسا وإسبانيا، بحسب يوروبول.