"الجزيرة" تتقلّب في تغطيتها الإعلامية مع تقلّب المصالح السياسية لقطر

"الجزيرة" تتقلّب في تغطيتها الإعلامية مع تقلّب المصالح السياسية لقطر


06/12/2017

يبدو أن قناة الجزيرة القطرية لم تكن ترغب في أن يتحالف علي عبد الله صالح الرئيس اليمني المخلوع مع التحالف العربي  لمواجهة الحوثيين في اليمن بعد سيطرتهم العسكرية على البلاد.

الجزيرة، ومع بداية الحديث عن رغبة صالح في التواصل مع التحالف العربي “والتقارب” معه، نشرت خبرًا عبر القناة وموقعها الإلكتروني أيضًا زاعمة أن علي عبد الله صالح طلب وساطة من حزب الله وإيران من أجل احتواء “خلافه مع جماعة الحوثي”.

ونسبت الجزيرة الخبر إلى “مصادر”، لم تسمها، مكتفية بالإشارة إليها “كمصادر”، الأمر الذي يزيد من احتمالية اختلاق هذا الخبر.

لاحقًا، أعلنت مصادر قيادية في حزب المؤتمر الشعبي العام (الحزب الذي كان يترأسه صالح) لقناة العربية أن الحوثيين تمكنوا من اختراق موقع الحزب، ونشروا الخبر عبر صفحاته، لكن الجزيرة استمرت في نشر الخبر بالصياغة ذاتها لساعات، قبل أن تعود وتضيف إليه ما ذكر عن اختراق الموقع ونشر تكذيب الحزب للخبر.

وفي خبر مقتل صالح، ذكرت قناة الجزيرة أن الحوثيين اقتحموا المنزل قبل ساعة من تفجيره، وأنهم “أخلوه بشكل كامل من الأسلحة التي كانت موجودة فيه”، في محاولة لإبراز مسألة الأسلحة على حساب فعل القتل ذاته.

وليكتمل السياق الذي تريد الجزيرة تشكيله، أبرزت في خبر آخر حول مقتله ما تردد من قبل وجرى نفيه، من أن صالح قتل أثناء قصف جوي استهدف موكبًا يضم “عربات إماراتية” في محاولة للتركيز على رغبة صالح في التقرّب من التحالف، فما الرسالة التي تريد الجزيرة إيصالها من وراء تقلب تغطيتها الإخبارية فيما يخص مواقف علي عبد الله صالح؟

تقلبات حسب المصالح

صحيفة سبق السعودية، ذكرت في وقت سابق، أن قناة الجزيرة تتعمد الوقوف إلى جانب الحوثي خصوصًا من خلال البث المباشر لحشود الميليشيا في صنعاء الصيف الماضي، خلال أحداث يوم القدس العالمي، وهو اليوم الذي تنظمه إيران سنويًا في الجمعة الأخيرة من رمضان، الأمر الذي يكشف طبيعة التناقضات التي تقوم بها الجزيرة خلال تغطيتها للأزمة اليمنية، كما تملي عليها السياسة القطرية المتخبطة.

في وقت سابق، كانت الجزيرة قد ذكرت في تقرير لها أن علي عبد الله صالح “يتماهى” مع الإيرانيين، متهمةً إياه بـ”ارتداء العباءة الإيرانية”:

لكنها عادت لاحقًا لتستضيف ناطقًا باسم “قوات الحوثي-صالح”، دون الإشارة إلى التبعية لإيران أو حتى مجرد ذكر كلمة “ميليشيات”. بل على العكس، أتاحت له وقتًا للحديث من وجهة نظر هذه الميليشيات، كما وأتاحت له تقديم آراءه للمشاهد العربي:

قبل أن تعود قناة الجزيرة خلال الأيام الماضية لتعلن تقارب علي عبد الله صالح مع حزب الله وإيران عبر الخبر الذي تحدث عن طلبه للوساطة من أجل حل الخلاف.

كل ذلك، يؤكد ما ذكر سابقًا في صحيفة سبق، من أن الجزيرة تتقلّب في تغطيتها الإعلامية مع تقلّب المصالح السياسية لقطر، دون الأخذ بعين الاعتبار التناقضات التي تقوم ببثها.

عن "كيوبوست"

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية