داعش يدمر البيئة العراقية

داعش يدمر البيئة العراقية


06/02/2018

طال إرهاب تنظيم داعش المجال البيئي العراقي، وعاث فساداً في الأرض والهواء والماء، وتسبَّب بكثير من الكوارث البيئية التي أنتجت الأمراض.

تنظيم داعش استخدم البيئة سلاحاً في الحرب ضدّ القوات العراقية فحرق بعض آبار النّفط ومصنعاً للكبريت

فقد قام مسلّحو التنظيم الإرهابي، وفق صحيفة "واشنطن بوست"، بتفجير 25 بئر نفط في مدينة القيارة العراقية، في محاولة يائسة للدفاع عن دولتهم المزعومة، ضدّ قوات الأمن العراقية، عام 2016، وقد تصاعدت سحابة دخان كثيفة سامّة بعد التفجير، استمرّت قرابة 9 أشهر.

وأشار الأطباء والخبراء، إلى أنّ تأثير تفجيرات التنظيم الإرهابي على البيئة، قد يكون غير مسبوق في البلدة العراقية، فقد أثّر في الماشية والمحصولات الزراعية والسكّان أيضاً، الذين بدأت تظهر عليهم مضاعفات مزمنة، خاصّة عند الأطفال وكبار السّن.

المضاعفات الكارثية لجرائم داعش بدأت تظهر السكان والماشية والمحصولات الزراعية

ونقلت الصحيفة قول إحدى الأمهات عن مرض طفلها بالقلب، نتيجة استنشاقه كمية من الدخان، قولها بحزن: "أصبح طفلي يكره الحياة، فلم يعد يخرج للعب كرة القدم، أو اللّعب بطائرته الورقية".

وأفاد الأطباء، بأنّ تأثير التنظيم الإرهابي وصل إلى احتراق نحو مليوني برميل من النفط، منذ حزيران (يونيو) 2016، حتى آذار (مارس) 2017، وفق تقرير الأمم المتحدة.

وأعرب خبراء في البيئة عن قلقهم من التسرّب النفطي إلى المياه الجوفية في البلدة، وكذلك إلى مياه نهر دجلة، الذي يعدّ شريان الحياة لملايين العراقيين.

وذكر تقرير الأمم المتحدة، أنّ أفراداً من تنظيم داعش الإرهابي أطلقوا النار على مصنع للكبريت شمال مدينة القيارة، ما أدّى إلى انتشار المواد الكبريتية في الهواء، وقد أشعل التنظيم النار في تلك المواد من أجل وقف تقدم القوات العراقية.

وتشير الصحيفة إلى أنّ الدراسات المتعلقة بالآثار الصحية بالبلدة العراقية، قد توقّفت بسبب الأوضاع الصعبة، في الوقت الذي تعود فيه الحكومة العراقية لإعادة بناء البلدة، وتوطين المشرَّدين عقب القضاء على التنظيم المتطرف.

ونقلت الصحيفة عن رئيس قسم الصحة في القيارة، قوله: إنّ "تأثير ما حدث من داعش، سيمتدّ إلى عقود طويلة، والأسوأ لم يظهر بعد".

عناصر داعش تركوا وراءهم بيئة سامة ستؤثّر في الأجيال المقبلة

وقال الباحث الهولندي، ويم زيجننبورغ، المشارك في بحث عن الأوضاع البيئية في العراق، بعنوان "العيش تحت سماء سوداء": إنّ "حرق مصنع الكبريت كان حالة حيّة على استخدام الأضرار البيئية كسلاح حرب من قبل تنظيم داعش".

وقال أحد الأطباء بالبلدة العراقية، يُدعى أمين يوسف: إنّ "هناك قرابة 100 مريض يعانون من سعال مستمرّ، وصعوبة في التنفس، وأمراض في الجهاز التنفسي".

وحمّل الطبيب تنظيم داعش المسؤولية، قائلاً: "عناصر داعش يدّعون أنّهم مسلمون، لكنّهم تركوا وراءهم رمزاً لما يرون أنّه الإسلام؛ البيئة السامة التي من شأنها أن تؤثر على الأجيال المقبلة".

وتوقّع خبراء محليون ودوليون، تبعاً لتقرير الأمم المتحدة، أن تستمر الجهود لمعالجة آثار داعش المدمِّرة للبيئة، حتى عام 2020.


 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية