كيف تحول "فتى البيضة" إلى بطل؟

كيف تحول "فتى البيضة" إلى بطل؟


18/03/2019

أثارت تصريحات السيناتور الأسترالي" فريزر آنينغ" المعادية للإسلام والمسلمين جدلاً واسعاً، في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا يوم الجمعة الماضي، وراح ضحيته 100 مسلم بين قتيل وجريح.

اقرأ أيضاً: صناعة التطرف .. قراءة في هجوم نيوزيلندا الإرهابي

الأمر الذي دفع مراهقاً يدعى "ويليام كونولي" للاقتراب من "آنينغ" خلال مؤتمر صحافي في كوينزلاند، وقام بضربه ببيضة في مؤخرة رأسه، فيما حاول السيناتور دفع "كونولي" قبل أن يتم طرحه على الأرض.

وكان السيناتور الأسترالي قد أثار انتقاداً واستنكاراً واسعين من جانب سياسيين في مقدمتهم رئيس الوزراء سكوت موريسون، إثر نشره بياناً عقب ساعات قليلة من المذبحة في كرايستشيرش، قال فيه إن سبب الهجوم على المسجدين في نيوزيلندا هو السماح لمتعصبين مسلمين بالهجرة إلى البلاد.

أثارت تصريحات السيناتور الأسترالي" فريزر آنينغ" المعادية للإسلام والمسلمين جدلاً واسعاً

وندد موريسون "بخلط "آنينغ" بين هذا الهجوم الإرهابي المروع وقضايا الهجرة، في هجومه على الإسلام بصورة خاصة"، وأضاف حول تصريحات آنينغ: "هذه التصريحات مفزعة ولا مكان لها في أستراليا".

وعلى الفور، جرى تداول الفيديو للفتى "كونولي" والذي صورته كاميرات وسائل الإعلام الموجودة بالمكان، وأصبح المراهق البالغ من العمر 17 عاماً حديث الإنترنت، وأُطلق عليه لقب "فتى البيضة"، بحسب ما أوردت صحيفة "ألشرق الأوسط".

وألقت الشرطة القبض على كونولي لفترة وجيزة قبل أن يتم الإفراج عنه دون توجيه اتهام إليه، على أن يتم إجراء مزيد من التحقيقات.

اقرا أيضاً: علاقة الإرهاب بالدين.. قراءة في هجوم نيوزيلندا

وحظي تصرف كونولي بإشادة كثيرين ووصفه البعض على موقع "تويتر" بأنه بطل، وكتب أحد المستخدمين: "فتى البيضة أثبت للعالم أنه لا دخل للدين والعمر والعرقية حينما يتعلق الأمر بالوقوف أمام القمع، والكراهية والشر، إنك بحاجة فقط إلى قلب نقي، وفتى البيضة يملك قلباً من ذهب.. بوركت".

وغردت الممثلة الأمريكية تشيلسي بيريتي: "لماذا جعلني فيديو فتى البيضة أبكي؟، في إشارة لإعجابها بما فعله الفتى.

فيما نشر فريق الروك النيوزلندي Unknown Mortal Orchestra عبارة "طاقة فتى البيضة".

كونولي: لا تضربوا السياسيين بالبيض سيتم دهسكم بثلاثين حذاء في آن واحد لقد تعلمت الطريقة القاسية

كما جرى تدشين صفحة لجمع تبرعات للفتى على موقع "GoFundMe" بعنوان "أتعاب التقاضي والمزيد من البيضة"، بالإضافة لضحايا الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا.

وكتبت الصفحة لاحقاً: "لقد أكد (كونولي) التزامه بإرسال الجانب الأكبر من هذه الأموال إلى الضحايا". وبالفعل نجحت الصفحة في جمع 30 ألف دولار إلى الآن.

ويلفت موقع "هفينغتون بوست" إلى أن كونولي كان مرتدياً قميصاً دون عليه بالأرقام الرومانية تاريخ "1917"، وهو العام الذي شهد الواقعة الشهيرة لتعرض رئيس الوزراء الأسترالي "بيلي هيوز" للضرب بالبيض في كوينزلاند، خلال ترويجه للانضمام للمجهود الحربي البريطاني.

اقرأ أيضاً: الشرطة الأسترالية تبحث في محيط منفذ الهجوم الإرهابي

لكن البطل الأسترالي يبدو أنه قد أعاد التفكير، إذ ظهر مؤخراً في مقطع فيديو آخر، يحذر فيه من محاولة تقليده، وقال: "لا تضربوا السياسيين بالبيض"، مضيفاً: "سيتم دهسكم بثلاثين حذاء في آن واحد، لقد تعلمت الطريقة القاسية".

وهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها السيناتور "آنينغ" الجدل، فقد أصدر عدة بيانات عنصرية من قبل، وأثار ضجة في آب (أغسطس) الماضي بدعوته إلى حل نهائي، أي تصويت شعبي، لمشكلة الهجرة، وأوصى بالعودة إلى السياسة التمييزية القديمة المسماة أستراليا البيضاء.

الصفحة الرئيسية