الأمن الإيراني يُصعد ضد المحتجين... ما الجديد؟

الأمن الإيراني يُصعد ضد المحتجين... ما الجديد؟

الأمن الإيراني يُصعد ضد المحتجين... ما الجديد؟


13/10/2022

صعّدت قوات الأمن الإيرانية حملة قمعها في مواجهة احتجاجات لا تهدأ بعد (4) أسابيع تقريباً، مستخدمة الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع والتهديدات والاعتقالات.

وقُتل أمس (3) متظاهرين على الأقل في مدينتي سنندج وكرمنشاه برصاص الأمن الإيراني غرب البلاد إثر تجدد الاحتجاجات المناهضة للنظام في عدة مدن.

وقالت شبكة حقوق الإنسان الكردستانية: إنّ "(3) مواطنين على الأقل في مدينتي سنندج وكرمنشاه قتلوا خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة مساء الأربعاء بنيران مباشرة من قوات الأمن الإيرانية".

قوات الأمن الإيرانية صعّدت حملة قمعها في مواجهة الاحتجاجات، واستخدمت الرصاص الحي

وأفادت الشبكة الكردستانية، في تقرير لها أوردته فرانس برس، أنّ شابين قُتلا على أيدي قوات الأمن في بلدة "دردريج" في محافظة كرمانشاه.

كما أعلنت قناة "آرين تي في" تلغرام في خبر عن مقتل شخص ثالث برصاصة لقوات مكافحة الشغب في حي "ناصر" خلال احتجاجات سنندج عاصمة محافظة كردستان غرب إيران.

وبذلك يرتفع عدد قتلى الاحتجاجات المتواصلة في إيران للأسبوع الرابع على التوالي إلى (204) أشخاص.

ورغم الانتشار الأمني المكثف استمرت الاحتجاجات في الشوارع، وكان المتظاهرون يحمون أنفسهم من القوات الأمنية بإشعال النيران وإغلاق الطرق.

شبكة حقوق الإنسان الكردستانية: (3) مواطنين على الأقل في مدينتي سنندج وكرمنشاه قتلوا بنيران مباشرة من قوات الأمن

وتزامناً مع دعوات الاحتجاج قامت السلطات الإيرانية بقطع الإنترنت عن الهواتف المحمولة.

وأعلنت "نت بلوكس"، وهي هيئة مراقبة حرية الإنترنت العالمية، عن اضطراب واسع النطاق في الوصول إلى الإنترنت في إيران منذ صباح أمس، تزامناً مع دعوة تنظيم احتجاجات على مستوى البلاد.

وشهدت المحافظات الكردية استجابة واسعة لدعوات الإضراب، فقد أضرب التجار والباعة في بعض مدن محافظة كردستان، وأغلقت المحلات التجارية أبوابها في عدد من مدن محافظتي أذربيجان الغربية وكرمانشاه، حسبما نقلت إيران إنترناشيونال.

وعلى الرغم من تهديد غرفة النقابات والمؤسسات الأمنية، أغلق أصحاب المحلات في سنندج ومهاباد وبوكان وسقز وبانه متاجرهم أمس.

ولأوّل مرة، انضم التجار في مدينة سربول ذهاب في محافظة كرمانشاه إلى الإضراب العام.

المحافظات الكردية شهدت استجابة واسعة لدعوات الإضراب بين التجار، واحتجاجات كبيرة تتوسع 

وفي العاصمة طهران تظهر مقاطع فيديو تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي أنّ المتظاهرين تجمعوا في شارع شريعتي وشارع وليعصر يوم الأربعاء، ورددوا شعار "الموت للديكتاتور".

وفي أحد هذه المقاطع تجمع المتظاهرون أمام محطة مترو شريعتي في طهران وهم يرددون هتافات مناهضة للنظام.

وأفاد شاهد عيان بأنّ المحتجين في شارعي "فلسطين" و"لاله زار" بطهران يهتفون: "على الملالي أن يرحلوا من إيران".

وقامت القوات المتخفية بالزي المدني في طهران باعتقال المتظاهرين بعنف، وأظهرت الفيديوهات عناصر الأمن الإيراني وهم يستخدمون الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في حي "أرجنتين" بالعاصمة الإيرانية.

كما أطلق رجال الأمن الغاز المسيل للدموع على تجمع للمحامين أمام مبنى نقابة المحامين في العاصمة الإيرانية طهران، ورددوا شعار: "المرأة... الحياة... الحرية".

وبعد دقائق من هذا التجمع، أطلق رجال الأمن الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين أمام نقابة المحامين.

وأفاد المجلس التنسيقي للمعلمين في إيران باعتقال مديرة مدرسة بمدينة "كرج" لرفضها تسليم صور كاميرات المدرسة لضباط الأمن، وحذف محتوياتها قبل وصول عناصر المخابرات، وقال المجلس: إنّ القوات الأمنية اعتقلت السيدة "عقاب نشين" أمام التلميذات.

الأمن الإيراني يحاول تفريق احتجاجات عدد من المحامين أمام نقابتهم في طهران بالغاز المسيل للدموع

واستمر النظام في مهاجمة الاحتجاجات، واعتبرها تحدث نتيجة "مؤامرة خارجية"، وقد وصف المرشد الإيراني علي خامنئي الانتفاضة العارمة ضد نظام الجمهورية الإسلامية بـ"أعمال شغب شوارع، يحرّض عليها العدو".

وقال في لقاء مع أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام: إنّ هذه الاحتجاجات ليست "عفوية وداخلية"، وفق ما نقلت وكالة إرنا الرسمية.

وقد دافع ممثل دشتي وتنكستان في البرلمان الإيراني غلام حسين كرمي عن حجب الشبكات الاجتماعية، وقال: "أعتقد أنّه تم إنجاز عمل جيد، وكان يجب السيطرة على هذه الشبكات، هذه الأحداث والشغب والفتنة التي تشكلت جعلت عملية الحجب تتم بشكل أسرع".

كما دافع محمد حسن أصفري، وهو عضو آخر في البرلمان الإيراني، عن قطع الإنترنت في إيران، وقال: "كما سمعت، فإنّ أعمال الشغب يوم السبت 8 تشرين الأول (أكتوبر) نجمت عن (5) ملايين رسالة نصية تمّ إرسالها إلى بعض الناس".

وأضاف: "يجب توفير البنية التحتية لهذه القضية في الدولة، حتى لا نرى إساءة استخدام الفضاء السيبراني لصالح حركات تخريبية".

في غضون ذلك، وبعد تصريحات وزير التربية والتعليم حول انتفاضة الطلاب ضد النظام الإيراني؛ أعرب المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين عن قلقه إزاء أوضاع التلاميذ "الموقوفين" في البلاد، مطالباً النظام بإنهاء ظاهرة "عسكرة" المدن وسياسة ترهيب واحتجاز التلاميذ الصغار.

وتشهد إيران منذ أكثر من (4) أسابيع احتجاجات كبيرة، وتتوسع يومياً في كافة أنحاء البلاد، على خلفية مقتل مهسا أميني على يد شرطة الإرشاد، وأكد مراقبون أنّ المظاهرات والاحتجاجات تحولت إلى ثورة لم تشهد لها إيران مثيلاً.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية