الجهاديون العائدون... جبهة مشتركة تجمع الجيران الفرقاء في البلقان

الجهاديون العائدون... جبهة مشتركة تجمع الجيران الفرقاء في البلقان


05/02/2019

ترجمة: علي نوار


تشهد منطقة البلقان وضعاً حساساً للغاية، على خلفية وجود عدة عناصر من بينها مئات من مواطنيها؛ الذين سافروا إلى سوريا أو العراق بغرض الانخراط في صفوف تنظيم داعش، وعودة هؤلاء المقاتلين، أو الازدياد المتنامي في تأثير التيار الإسلام المغرق في المحافظة، كل ذلك يؤدّي لإيجاد مشهد مقلق بالنسبة إلى عدد من دول البلقان، ويمثّل هذا الوضع تحدياً، لا سيما من المنظور الأمني؛ حيث ما تزال بعض تلك البلدان في مرحلة التعامل والتعافي من آثار التوترات الناجمة عن النزاعات التي شهدتها المنطقة في حقبة التسعينيات من القرن الماضي.

اقرأ أيضاً: السياسات التركية في البلقان: قوة ناعمة خيّرة أم نزعة استعمارية جديدة؟

حين يجرى التطرّق إلى التيار الجهادي، تظهر الصورة النمطية المعتادة لشخص من أصل عربي أو، وهو ما تكرّر حدوثه مؤخراً، شاب أوروبي تمّ تجنيده عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولا بدّ هنا من النظر إلى الأرقام التي رصدت، منذ عام 2014، سفر خمسة آلاف مواطن أوروبي إلى الأراضي السورية أو العراقية، للانضمام إلى تنظيم داعش، منهم 800 تقريباً ينحدرون من دول منطقة البلقان، أغلبهم من البوسنة وكوسوفو، وبنسبة أقل من ألبانيا ومقدونيا، نتيجة سهولة استدراجهم النابعة بدورها من الأوضاع الاجتماعية والسياسية في بلادهم.

يعود وجود الإسلام في منطقة البلقان إلى دخول العثمانيين إليها في القرن الخامس عشر

يعود وجود الإسلام في منطقة البلقان إلى دخول العثمانيين إليها في القرن الخامس عشر، لذا فإنّها ظلّت على مدار قرون بمثابة البيت الرئيس للإسلام الأوروبي، ولطالما مورست في هذه المنطقة شعائر نسخ معتدلة من الإسلام السني التي تتميّز بالاحترام تجاه المعتقدات الأخرى، والتوافق مع أسلوب الحياة الأوروبية، وفي الوقت الحالي؛ يعتنق 95% من سكان كوسوفو الإسلام، وأكثر من نصف تعداد كلّ من ألبانيا والبوسنة، وثلث مواطني مقدونيا، وأقل من 10% من سكان كل من بلغاريا وصربيا وكرواتيا، لكن كيف أضحت المنطقة إحدى بؤر التيار الجهادي؟ يرجع ذلك إلى النزاعات التي عانت منها البلقان خلال التسعينيات.

مجاهدون في البوسنة

في 1991؛ آخر الأعوام التي عاشت فيها البوسنة في سلام، كان المجتمع يتكوّن بشكل أساسي من البوسنيين المسلمين بنسبة 44% من السكان، كانوا يتعايشون إلى جوار العرقيتين والديانتين الأخريين: الصرب الأرثوذكس الذين كانوا يشكّلون 32% من السكان، والكروات الكاثوليك، الذين كانوا يمثلون 17% من المجتمع، لكن في شهر نيسان (أبريل) عام 1992؛ اندلعت الحرب في البوسنة وتغير كلّ شيء، ومنذ بداية النزاع توافد على البوسنة عدد كبير من المتطوعين المسلمين من مناطق مختلفة حول العالم، من أجل حماية المسلمين وأراضيهم، وفي 1993 أعلنت الحكومة رسمياً تشكيل وحدات من هؤلاء المتطوعين تحت مسمى (كتيبة المجاهدين)، التي كانت تضم في صفوفها "مجاهدين من أجل الإسلام" أغلبهم من الأجانب، رغم أنّها كانت تشهد وجود محليين أطلق عليهم "المجاهدين البوسنيين".

اقرأ أيضاً: إرهاب إيران في البلقان

كان مسمّى المجاهدين وقتها معروفاً جيداً؛ فهم هؤلاء المقاتلون المسلمون الذين ينخرطون في صفوف الجهاد، وكانت شهرتهم قد نتجت عن سابق مشاركتهم في حرب أفغانستان (1978-1992) ضدّ الاتحاد السوفييتي البائد؛ وقد بات الكثير من المخضرمين في هذه الحرب ينضمون إلى صفوف المتطوعين في البوسنة، وفي الحقيقة؛ فإنّه من الصعب الوقوف على العدد الدقيق لهؤلاء المجاهدين، إلّا أنّ التقديرات تشير إلى أنّ الرقم يتراوح بين 400 وخمسة آلاف رجل، أما من حيث أدائهم خلال الحرب، فقد كانت كتيبة المجاهدين هذه تعمل تحت إمرة قيادة الجيش البوسني، رغم أنّها في بعض الأحيان كانت تتحرك من تلقاء نفسها.

الكثير من المقاتلين الجدد لم يجلبوا معهم الخبرة فقط إلى ميدان المعركة؛ بل أحضروا أيضاً أسلحة جديدة

بيد أنّ الكثير من المقاتلين الجدد لم يجلبوا معهم الخبرة فقط إلى ميدان المعركة؛ بل أحضروا أيضاً أسلحة جديدة.. ، وتأويلاً سلفياً للإسلام، وبالفعل؛ خلال فترة الحرب في البوسنة شكّل هؤلاء المقاتلون شبكات عملت، بذريعة توفير المساعدات الإنسانية للبوسنيين المسلمين، في حقيقة الأمر، على إدخال الأسلحة والترويج للإسلام الأصولي، وهناك مثال على ذلك هو تنظيم القاعدة الإرهابي؛ الذي كان ما يزال وليداً في تلك الفترة، لكنّه نجح في التنسيق لهذه التحرّكات عن طريق مقرّه اللوجيستي في مدينة ميلانو الإيطالية.

ويمكن تفسير مسألة مشاركة مئات المسلمين من بلدان مختلفة حول العالم في الحرب بالبوسنة بعاملين أساسيين: أولاً: هناك الدافع المتمثّل في وجود رابطة هوياتية مشتركة مثل الدين الإسلامي، وفي المقام الثاني يأتي هدف نشر الأيدولوجيات ذات المرجعية السلفية، وقد مدّت هذه الأفكار جذورها في البلاد؛ فقد اكتسب بعض المجاهدين عقب انتهاء الحرب جنسية البوسنة، وأقاموا في تجمّعات نظّموا داخلها حياتهم وفق الأفكار الأكثر تشدّداً من الإسلام، مثلما هو الحال في جورنيا ماوكا وأوسفي ودوبنيستا، ورغم أنّ التجمّعات السلفية البوسنية محدودة وتعدّ مناطق مسالمة، إلّا أنّها تخضع لمراقبة صارمة من قبل أجهزة الأمن بعد أن رصدت داخلها مؤشّرات على دعم داعش.

تعدّ الدعاية سلاحاً إضافياً أثناء أيّ نزاع مسلّح

الأخبار الصربية الكاذبة

تعدّ الدعاية سلاحاً إضافياً أثناء أيّ نزاع مسلّح، وتكمن أهمية الدعاية في كونها لا غنى عنها من أجل اكتساب الثقة، وحشد الدعم سواء على الصعيد الوطني أو العالمي، وتقدّم حرب البوسنة عدة نماذج حول كيف يمكن عن طريق بثّ رسائل بعينها إرساء أو تقويض الوقائع والهويات والمشاعر في إطار عام من الحيرة والرعب، لعبت جميع الأطراف الداخلة في النزاع بهذه الورقة بالفعل، وبثت رسائل ذات محتوى دعائي؛ لكنّ صربيا تستحقّ اهتماماً خاصاً؛ فقد قدمّت نفسها إلى الخارج بوصفها ضحية وحليفاً وثيقاً مُقرّباً من الغرب، بما يتوافق مع الدعاية الكرواتية، وخطَّ دفاع في مواجهة الأصولية الإسلامية التي تمثّلها البوسنة.

اقرأ أيضاً: طريق البلقان الجديدة..الهجرة بوصفها قطعة من الجحيم

فقد بالغت بلجراد في أعداد الأجانب المسلمين الذين شاركوا في حرب البوسنة، لدرجة أنّ الرقم الحقيقي ما يزال يكتنفه الغموض حتى اليوم، وتبنّت خطاباً مُحملاً بالكراهية ضدهم من أجل الدفع باتجاه تدخّل دولي ضد البوسنيين، وكانت هذه الإستراتيجية لافتة للانتباه بشدة إلى الدرجة التي حدت بالمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة إلى إدراجها ضمن الأسباب التي اعتدّت بها في إصدار حكمها بحقّ الرئيس الصربي السابق، سلوبودان ميلوسيفيتش؛ بل استمرّ بثّ هذه الرسائل حتى بعد فترة في أعقاب انتهاء الحرب، وبخطاب مغرق في المبالغة، على أيّ حال؛ فقد وقع الضرر بالفعل، وأدّت الدعاية دورها على أكمل وجه وأعادت إشعال أحقاد قديمة وولّدت حالة من عدم الثقة وتبادل الإحساس بالخوف تجاه الجيران القدامى.

المساجد الجديدة في ألبانيا وكوسوفو

في عام 1967؛ أضحت ألبانيا أول دولة في التاريخ تعلن نفسها دولة ملحدة، وجرى منع ممارسة أيّة شعائر دينية، وبعد انتهاء سيطرة الشيوعيين على الحكم في البلاد، في التسعينيات، عاد الدين من جديد، وكان معنى ذلك رجوع مباني ومؤسسات وتجمّعات دينية، أعربت بعض الدول العربية عن اهتمامها البالغ بالمساهمة في تنمية ألبانيا وفي غضون أشهر معدودة ظهر المصرف الإسلامي العربي-الألباني؛ الذي يحمل اليوم اسم "يونايتد بنك أوف ألبانيا"، ويحظى بشراكة المملكة العربية السعودية بنسبة كبيرة، فضلاً عن 20 مؤسسة إسلامية، نشطت بشدّة في بناء مساجد جديدة.

اقرأ أيضاً: الجهاديون وعقدة الأندلس

وبعد عقد تقريباً من تأسيس هذه الكيانات في ألبانيا، نشبت حرب كوسوفو (1998-1999)، وعندما وضعت الحرب أوزارها، ظهرت بها أيضاً منظّمات إسلامية تدعمها السعودية بأهداف إنسانية، وإعادة إعمار البلاد بعد النزاع، والتي أنشأت وموّلت وتدير اليوم عشرات المدارس والمساجد...
أما على صعيد العلاقات الدولية؛ فقد كان ما حدث في البلقان وعنصر الدين الذي فرض نفسه بكل وضوح على جزء كبير من الصراع، تأويلاً مقارباً للغاية لإحدى أكثر النظريات شهرة في القرن العشرين؛ صراع الحضارات لصامويل هنتينجتون، الذي نشر فرضيته في 1996 وتبنّى الكثيرون الفرضية الأساسية من هذه النظرة من منطلق فهمهم للنزاع البلقاني كأول اشتباك بين الكتلتين الحضاريتين العظميين: الغرب والإسلام.

وافدون من كوسوفو وألبانيا ومقدونيا، انخرطوا في صفوف تنظيمات جهادية في سوريا والعراق

العامل الاجتماعي السياسي

في ضوء بيانات صادرة عام 2015، عن المركز العالمي لدراسة الأصولية والعنف السياسي؛ فإنّ 330 بوسنياً، وقرابة 200 شخص ألباني العرقية، وافدين من كوسوفو وألبانيا ومقدونيا، انخرطوا في صفوف تنظيمات جهادية في سوريا والعراق، وفيما يخص الكوسوفيين؛ فإنّ معلومات مستقاة من مصادر رسمية من البلاد ترفع الرقم إلى 300 فرد، ما يجعل كوسوفو البلد الأعلى من حيث عدد المقاتلين بالنسبة لتعداد السكان، والواقع؛ أنّ حقيقة وجود تيارات أصولية من الإسلام في منطقة البلقان منذ عقد التسعينيات ليست سوى إحدى المكونات في الناتج النهائي المتمثل في استقطاب الجهاديين بهذه البلدان؛ فالظروف السياسية والاجتماعية تلعب هي الأخرى دوراً في ذلك.

بالغت بلجراد في أعداد الأجانب المسلمين الذين شاركوا في حرب البوسنة، لدرجة أنّ الرقم الحقيقي ما يزال يكتنفه الغموض

منذ إعلان قيام "خلافته"؛ ركّز تنظيم داعش، في حملته الدعائية، على منطقة البلقان، لا سيما البوسنة، ونجح في اجتذاب مئات الأشخاص المستعدّين للقتال دفاعاً عن الإسلام، وفي سبيل استقطاب أفراد المجتمعات السلفية والمقاتلين السابقين في (كتيبة المجاهدين)، الذين كانوا قد واصلوا العيش في البلاد، كان اللعب بورقة "دولة إسلامية" كافياً للغاية؛ أما للأجيال الشابة فقد حدّد التنظيم الإرهابي إستراتيجية سلطّت الضوء أكثر على كون داعش بديلاً للوضع الباعث على اليأس بالنسبة للكثيرين من أبناء هذا الجيل. ويعترف مواطنو البوسنة والهرسك بأنّ بلادهم تعاني من الفساد ومعدّل بطالة مرتفع يصل إلى 35% ونوع من الشعور العام بالإحباط، أدّى في العام 2014 إلى خروج موجة احتجاجات في جميع أنحاء البلاد، كما أنّها تشهد تراجعاً في تعداد السكان، علاوة على حكومة، منتخبة في تشرين الأول (أكتوبر) 2018، لا تتوقّف عن إذكاء التوتر بين العرقيات، وعلى الجانب الآخر؛ تزايد الحضور السعودي بصورة ملحوظة في الأعوام الأخيرة، وانعكس ذلك على هيئة عناصر مثل: لافتات مكتوبة باللغة العربية، أو ارتداء بعض النساء لغطاء الوجه (نقاب).

اقرأ أيضاً: الجهاديون الأوروبيون.. كيف انتهى بهم الحال في سوريا؟

وفي حالة كوسوفو، التي احتفلت في العام 2018 بمرور عقد على إعلان استقلالها، الذي لم يعترف به سوى جانب من المجتمع الدولي؛ فإنّها تمرّ كذلك بظروف سياسية واجتماعية وأمنية حسّاسة تجعلها قابلة لوجود الجهاديين والتجنيد مثل موقعها الجغرافي والفساد والاقتصاد المتعثر والنشاط القوي لعصابات الجريمة المنظّمة، علاوة على سياسة خارجية معقّدة، كما أنّ علاقتها، المتوتّرة أصلاً مع صربيا، وهو التوتّر الذي تصاعدت حدّته في الآونة الأخيرة؛ بعد كشف كوسوفو نيّتها تشكيل جيشها الخاص، تشكّل أحد أبرز الملفات التي ترسم مسار السياسة الكوسوفية، وفي جميع الحالات، ولدى الحديث عن الأصولية الجهادية في أوروبا أو الغرب بشكل عام، تطفو إلى السطح بقوة العوامل الاجتماعية، لكن هذه ليس الوحيدة؛ فلا يجب إغفال أنّ الكثيرين من هؤلاء الجهاديين أو الذين جرى تجنيدهم كانت لهم سوابق جنائية قبل سلوكهم هذا المنحنى، وتشترك الغالبية العظمى من هؤلاء، الذين ينخرطون في صفوف الجهاد، في هذا النموذج الشائع بدول منطقة البلقان.

حرب ضدّ الإرهاب

لكنّ وجود هذه العوامل الخطرة المواتية لتزايد الوجود الجهادي في منطقة البلقان لا يعني بالتبعية أنّ توسعّه يحدث على نحو متسارع يدعو للقلق، ولا أنّ المساحات التي يتحرّك فيها الجهاديون لا تتم مواجهتها، فمنذ بداية تولّد الشكوك، في التسعينيات، تجاه الخطر الذي كان يمثّله وجود المجموعات السلفية، بذلت الحكومات في دول البلقان جهوداً حثيثة في المجال الأمني، بما يحقق في الوقت ذاته نوعاً من التوازن بالنسبة إلى أوضاعها، كدول خرجت لتوها من حرب وتعاني أزمات اقتصادية، كما أنّ الضغوط الدولية، خاصّة من قبل الولايات المتحدة، النابعة من حالة الذهان المعادي للإسلام إثر هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، أفضت إلى طرد المجاهدين الذين فضّلوا البقاء في هذه البلاد إثر انتهاء الحرب، وأعيد النظر في قانونية وثائق الهوية الخاصة بهؤلاء الذين كانوا قد حصلوا عليها.
وطوال تلك الأعوام، ولاحقاً بعد ظهور تنظيم داعش، ووصوله إلى أوج توسّعه وتوالي الإحصائيات المقلقة؛ شُنت عمليات اعتقال أسفرت عن القبض على عشرات الأشخاص الذين يشتبه في كونهم على صلة بالمنظّمات الجهادية.

اقرأ أيضاً: شهادات مروعة لبوسنيات كنّ يغتصبن يومياً!
ولم تشهد المنطقة، حتى الآن، سوى هجوم وحيد له علاقة بـداعش؛ وهو ذلك الذي وقع عام 2015 في جمهورية صرب البوسنة (الجمهورية الصربية)، بالبوسنة والهرسك، حين هاجم إرهابي قسم شرطة وقتل فرد أمن، بينما تمكنت سلطات كوسوفو وألبانيا ومقدونيا، عام 2015، من إحباط اعتداءين إرهابيين وألقت القبض على عشرات الأشخاص ممّن يشتبه في كونهم على صلة بهذه المخططات، كما أنّ حكومة كوسوفو تبدو عازمة بقوة على بتر أيّة أذرع للفكر الجهادي، وهو ما ترجم كما في دول الجوار، في صورة موجة من الاعتقالات، طالت حتى كبير أئمة بريشتينا، إلّا أنّ عودة عدد كبير من المقاتلين الكوسوفيين من سوريا والعراق بات يمثّل تهديداً بالنسبة إلى أمن دولة ما يزال هشاً، وأصبح الأمر يتوقّف الآن على طريقة تعامل كوسوفو مع هذه المعضلة، رغم أنّ حكومة البلاد أعلنت أنّها بصدد تبنّي إجراءات مثل برامج للحماية من الأصولية.

اقرأ أيضاً: هل يعود الأطفال الجهاديون الأجانب إلى أوطانهم؟
وفي الواقع؛ فإنّ الوقاية تعدّ طريقة مستحسنة للحيلولة دون انتشار الفكر الجهادي في منطقة البلقان، ومن غير الممكن إسقاط حقيقة الصعود المطّرد لأحد أكثر التيارات المتشددة من الإسلام بسبب التأثير، الاقتصادي في الأغلب،..، لكنّ الحوار والتعاون مع هذه المجتمعات الأكثر تشدّداً، ربما يكون في حد ذاته بديلاً وعاملاً مساعداً في الحرب ضدّ الجهاديين، وفي الوقت نفسه؛ من الضروري تخفيف حدّة التوتّر العرقي بما يسهم في تسهيل العمل بصورة تعاونية بين دول المنطقة في مجال الأمن، ولا يمكن إنجاز أيّة مهمة من هذه المهمّات بيسر ما لم تؤخذ الأهمية الجيوسياسية التي تحظى بها المنطقة في عين الاعتبار، والتي تجعل منها مسرحاً للتنافس الدبلوماسي بين كلّ من الاتحاد الأوروبي وروسيا وتركيا، أو إذا كانت الموارد المخصّصة لمكافحة الإرهاب محدودة بسبب عمل كل دولة بشكل منفرد وبإمكاناتها وحدها؛ لذا تبرز الحاجة إلى بثّ الدفء في العلاقات الدولية بين الجهات الفاعلة في منطقة البلقان، من أجل مواجهة أحد أخطر التحديات التي تجابهها: النسخة الأحدث من الفكر الجهادي على هيئة مقاتليها العائدين.


المصدر: تحليل للباحثة كلارا رودريجيث، منشور بموقع مؤسسة "الأوردن مونديال" الإسبانية للدراسات



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية