الجوع يهدد السودان... تحذير دولي من وضع كارثي بسبب القتال

الجوع يهدد السودان... تحذير دولي من وضع كارثي بسبب القتال

الجوع يهدد السودان... تحذير دولي من وضع كارثي بسبب القتال


29/04/2023

في ظل استمرار القتال في السودان، على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار، ممّا أدى إلى مقتل المئات منهم عاملون في المجال الإنساني، فضلاً عن إصابة الآلاف بجروح، وصفت ليني كينزلي مسؤولة الاتصال في برنامج الأغذية العالمي، المتحدثة باسم البرنامج في السودان، الوضع الإنساني في البلاد بـ "الكارثي".

وقالت كينزلي في تصريحات خاصة لوكالة أنباء العالم العربي أمس الجمعة: إنّ برنامج الأغذية العالمي يلتزم باستئناف عملياته في أقرب وقت ممكن، ولكن يجب أن يتوقف القتال أوّلاً لتمكين إيصال المساعدات الإنسانية بأمان، أي أنّها أعلنت التزام البرنامج بالمساعدة شريطة توقف القتال.

ليني كينزلي: الوضع في السودان ازداد سوءاً عمّا كان عليه قبل بدء الصراع المسلح.

وأكدت أنّ الوضع في السودان ازداد سوءاً عمّا كان عليه قبل بدء الصراع المسلح، محذرة من ارتفاع صاروخي في أسعار المواد الغذائية والوقود مع نفاد الأموال والإمدادات الأساسية، وتعطل الأنظمة المصرفية على نحو حال دون إمكانية تلبية المواطنين احتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك الطعام.

وتابعت أنّ برنامج الأغذية العالمي يُقيّم حالياً الوضع الأمني في السودان ويحدد المواقع الأقل تقلباً، وذلك استعداداً لتقديم المساعدة مجدداً، لكنّها أعربت عن أسفها لعدم استئناف العمليات بالكامل في جميع أنحاء البلاد.

وأوضحت أنّ مكاتب برنامج الأغذية العالمي باتت تحت خط النار المباشر في ظل فوضى في البنية التحتية التشغيلية واللوجستية، مؤكدة أنّ المستودعات التابعة له نُهبت وكذلك دور الضيافة والمكاتب في منطقة دارفور.

وذكرت كينزلي أنّ أحد أكبر مراكز البرنامج اللوجستية في المنطقة في مدينة الأبيض تعرض للقصف، بينما دُمرت طائرة تابعة لخدمات النقل الجوي التابعة للأمم المتحدة يديرها البرنامج في مطار الخرطوم الدولي ولم يعد من الممكن إصلاحها بسبب الأضرار البالغة التي لحقت بها.

منسقة برنامج الأغذية العالمي تحذّر من ارتفاع صاروخي في أسعار المواد الغذائية والوقود مع نفاد الأموال والإمدادات الأساسية.

وأعلنت أنّ هذا أدى إلى تعليق جميع عمليات خدمات النقل الجوي التابعة للأمم المتحدة في أنحاء البلاد.

وكان البرنامج قد لفت إلى أنّ ثلث السودانيين يواجهون شبح الجوع منذ العام الماضي، بسبب الأزمة الاقتصادية والصراع والصدمات المناخية وضعف المحاصيل وارتفاع أسعار الغذاء والوقود قبل الأزمة الحالية.

وتشير التقديرات المبكرة لموسم الجفاف القادم من حزيران (يونيو) إلى أيلول (سبتمبر) إلى أنّ هذه الأرقام ستستمر في الازدياد في ظل الحرب.

وحذّرت كينزلي من أنّ ملايين آخرين من السودانيين "قد يغرقون في الجوع"، ما لم يتوقف القتال الدائر في البلاد، في ظل هذه التوقعات غير المتفائلة للوضع الغذائي في البلاد.

ودعا برنامج الأغذية العالمي أيضاً جميع أطراف النزاع إلى اتخاذ خطوات فورية لضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني وحماية الأصول والمباني التابعة للجهات الإنسانية العاملة في السودان، حاثاً جميع الأطراف على وضع حد للقتال والتوصل إلى اتفاق يتيح مواصلة إيصال المساعدات الغذائية والإنسانية الحيوية.

هذا، وتحذّر الأمم المتحدة من أنّ استمرار القتال سيؤدي إلى تقسيم البلاد إلى أجزاء؛ ممّا سيكون له تأثير مدمر على المنطقة، وقد أبدى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة  فولكر بيرتس أسفه "لعدم قدرة البعثة الأممية على تأمين فترة وقف مستدامة لإطلاق النار".

وأكد أنّ الأمم المتحدة تنسق مع الشركاء الدوليين في التركيز على الأولويات العاجلة، وهي: وقف مستدام لإطلاق النار، وتكوين آلية للرصد، والعودة إلى المفاوضات السياسية، وتخفيف المعاناة الإنسانية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية