الخطاب "الإنساني".. ملاذ "الإخوان" الأخير!

الخطاب "الإنساني".. ملاذ "الإخوان" الأخير!

الخطاب "الإنساني".. ملاذ "الإخوان" الأخير!


27/07/2023

هيلة المشوح

من هانت عليه أرضه هانت عليه كل أرض، ومن كره وطنَه فهو كاره لكل وطن.. هذه حقيقة وهي حال أعضاء التنظيم الإخواني الذين باعوا أوطانهم بثمن الخيانة والولاء لمن يدعم أجنداتهم، أما الانسياق خلف مزاعم «الإنسانية» التي يمارسها «الإخوان» حالياً وترويج حكاية نصرة الشعب السوري ورفض العنصرية ضده في تركيا.. فكل هذا جهل وسوء فهم لممارسات مستهلكة وألاعيب مكشوفة حيال التقارب الخليجي التركي الذي يتعارض مع مصالح الجماعة، وهذا حجر الزاوية في الموقف الإخواني المتشدد إزاء تركيا واتهامها بالعنصرية المزعومة.

تتاجر جماعة الإخوان بالقضايا الإنسانية وتستخدمها من حين لآخر للتسلق عليها بغية تحقيق الأهداف السياسية للجماعة، باعتبارها أسهل طريق للوصول إلى مآربهم المشبوهة. وهذا السلوك ليس غريباً عليهم، خصوصاً بالنسبة لمن تابع ما يدعى «الربيع العربي» واختراق التنظيم الإخواني لتظاهراته من خلال شعارات نصرة القضايا الشعبية وتأجيج المشاعر الدينية والإنسانية، وصولاً إلى مهاجمة الحكومات العربية والمطالبة بإسقاطها، وما رافق ذلك المشهدَ من خراب وتدمير وسفك للدماء.

واليوم نشهد حالةً غريبة من المتاجرة بالقضايا الإنسانية من قبل كوادر الجماعة الذين اصطفوا بشكل سريع ضد الحكومة التركية، رافعين شعارات «رفض العنصرية ضد السوريين في تركيا»، ودفع الشارع العربي إلى التأجيج والمقاطعة والتجييش ضد كل ماهو تركي! وفي وقت سابق قامت الحكومة التركية بتجريد الكوادر الإخوانية من جميع الميزات التي كانوا يتمتعون بها على أراضيها، بعد أن قطعت شوطاً كبيراً في التقارب السياسي مع دول الخليج ومصر، بل وسارعت تركيا بطرد أعضاء الجماعة النشطين إعلامياً وسياسياً ونفيهم خارج أراضيها.

وهذه الخطوة كانت بمثابة ضربة تاريخية قاتلة يتلقاها «الإخوان» بعد عدة نكبات وضربات مماثلة في عدة دول، ولأسباب أمنية. والسؤال هنا هو: لِمَ تحركت تركيا ضد جماعة الإخوان وجردتهم من كل أدوات التمكين السابقة وطردتهم من أراضيها؟

ولو لم تسع تركيا لتقوية علاقاتها مع دول المنطقة، هل سيكون هذا موقف «الإخوان» تجاه معاملة العرب في تركيا؟ بالطبع لن يجرؤ أي كادر إخواني على التفوه بحرف أو كتابة كلمة لنصرة الشعب السوري، فقضية سوريا برمتها لا تعنيهم، وهي على مرأى ومسمع من الجماعة لعقد ونيف ولم نشهد لهم أي موقف إيجابي حيالها، ولم نسمع عن أي انتقاد أو مطالبات باستقبال النازحين السوريين منذ بدء تدفق المهجرين على أوروبا وبقية البلاد العربية.

ومن الواضح أن الموقف الحالي للجماعة جاء متزامناً مع الجولة الخليجية للرئيس التركي، ترجمة لتقارب استغلته المسرحيات الإنسانية الإخوانية ضد الحكومة التركية كوسيلة ضغط واستعراض، في محاولة لتأجيج الرأي العام الإسلامي ضد تركيا التي كانت بالأمس ملاذَهم وقِبلتَهم لتصبح اليوم عدواً، لمجرد أنها تريد ترسيخ علاقاتها مع الدول الخليجية ومصر!

قاعدة مهمة لم يستوعبها «الإخوان» لجهلهم وافتقارهم للخيال السياسي: الخونة لأوطانهم ينهزمون عند أول منعطف سياسي ويرتدُّون على أعقابهم خاسرين ذليلين محطمين، أما الإنسانية وقضايا الشعوب فهم بعيدون منها كبعدهم عن الذكاء بدهاليز السياسة وعن فهم حقيقة واقعهم المتدهور والبائس على خريطة السياسة الدولية والإقليمية، كونهم مجرد بيادق مهترئة في تنظيم مستهلك وورقة تتقاذفها البراغماتية الدولية والمصالح السياسية، يتم رميها والتخلص منها فور الانتهاء منها!

عن "الاتحاد" الإماراتية




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية