السودان: البرهان يستبعد هؤلاء... وجدل بعد إطلاق سراح رئيس حزب البشير وإعادة اعتقاله

السودان: البرهان يستبعد هؤلاء... وجدل بعد إطلاق سراح رئيس حزب البشير وإعادة اعتقاله


01/11/2021

شهد السودان تطورات متسارعة، فقد أعلن التلفزيون الرسمي أنّ قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أعفى النائب العام مبارك محمود من منصبه، بالإضافة إلى 7 من كبار وكلاء النيابة العامة في البلاد.

ووجّه بإعادة القبض على كل من أفرج عنهم النائب العام السوداني مبارك محمود الذي أقاله قبل ساعات.

 

اقرأ أيضاً: "حفريات" ترصد مسار خطوات العسكريين القادمة في السودان

وقبل ساعات قليلة من هذا القرار أفرجت السلطات عن إبراهيم غندور، وهو رئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول، حزب الرئيس المعزول عمر البشير، دون إبداء الأسباب، لكنّ مصادر من عائلة إبراهيم غندور نقلت عنها وكالة "رويترز" أكدت أنه أعيد اعتقاله صباح اليوم.

وكان غندور قد اعتقل سابقاً بموجب أوامر من فريق عمل يهدف إلى تفكيك ومنع عودة حكم البشير الذي انتهى في عام 2019.

النائب العام السوداني مبارك محمود

ووصف مكتب الناطق باسم الحكومة السودانية المعزولة إطلاق سراح رئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول، ومسؤولين من النظام السابق، بأنه انتكاسة لدولة المؤسسات، وكشف عن الغطاء السياسي "للانقلاب" وتوجهاته الحقيقية.

وعن الاقتراحات المطروحة لحلّ الأزمة السودانية، نقلت وكالة "رويترز" عن سياسيين سودانيين قولهم إنهم قدّموا اقتراحاً يقضي بمنح رئيس الوزراء المعزول عبد الله حمدوك سلطات تنفيذية كاملة، وتعيين حكومة تكنوقراط، وأشاروا إلى أنّ هذا الاقتراح يمثل التسوية الرئيسية التي يجري بحثها.

 

عبد الفتاح البرهان يعفي النائب العام مبارك محمود من منصبه، بالإضافة إلى 7 من كبار وكلاء النيابة العامة

 

في سياق متصل، قال القيادي في مجموعة المجلس المركزي بقوى الحرية والتغيير محمد عصمت في تصريح لـ "الجزيرة": إنّ هناك 5 مبادرات ووساطات مقدمة من جهات عديدة لحل الأزمة الحالية، وأضاف أنّ مجرد وجود هذه الوساطة يعني أنّ هناك نسبة من قبولها، بحسب تعبيره.

من جهتها، أكدت المتحدثة السابقة باسم الحزب الشيوعي السوداني أنّ المخرج من الأزمة الحالية يكمن في إلغاء كل قرارات البرهان، واستبعاد العسكر من السلطة.

اقرأ أيضاً: ماذا يحدث في السودان؟

من جانبه، قال رئيس حركة تحرير السودان القيادي بقوى الحرية والتغيير، مجموعة الميثاق الوطني، مني أركو مناوي: إنه تواصل مع مجموعة المجلس المركزي بقوى الحرية والتغيير قبل أيام، وتم الاتفاق على 7 نقاط على رأسها التوسعة والشراكة الموسعة في الفترة الانتقالية.

 

السلطات السودانية تفرج عن رئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول إبراهيم غندور دون إبداء الأسباب، وتعيد اعتقاله

 

وأضاف مناوي أنه يقود اتصالات مع المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي لشرح الظروف العصيبة التي يمر بها السودان، وفق تعبيره.

في هذه الأثناء، أجرى وفد من دولة جنوب السودان محادثات مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان تناولت الأزمة الراهنة مع المكوّن المدني، خاصة بعد عزل حكومة عبد الله حمدوك.

والتقى توت قلواك مستشار رئيس دولة جنوب السودان للشؤون الأمنية قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في الخرطوم أمس، وقد وصل قلواك حاملاً رسالة من الرئيس سلفاكير ميارديت تتعلق بوجوب إيجاد وسيلة للحوار بين مختلف الاتجاهات السياسية في السودان.

وأعرب قلواك -وهو رئيس الوساطة في اتفاقية جوبا لسلام السودان- عن قلق الرئيس ميارديت بشأن التطورات التي يشهدها السودان.

 

الناطق باسم الحكومة السودانية المعزولة: إطلاق سراح غندور انتكاسة لدولة المؤسسات، وكشف عن الغطاء السياسي "للانقلاب" وتوجهاته الحقيقية

 

هذا، وواصل أمس المحتجون على قرارات قائد الجيش إغلاق بعض الطرق في الخرطوم، ودعت تجمعات مهنية لتصعيد الاحتجاج، وذلك على وقع جهود أممية وأخرى أفريقية للوساطة بين الأطراف السودانية.

وبعد يوم من "مليونية 30 تشرين الأول (أكتوبر)" التي خرجت فيها حشود من المتظاهرين في العاصمة ومدن عدة في أنحاء البلاد للمطالبة بإنهاء "حكم العسكر"، أعلنت الشرطة فتح جميع الجسور في ولاية الخرطوم، ما عدا جسر النيل الأزرق وجسر النيل الأبيض.

وقال متحدث باسم الشرطة السودانية: إنّ الهدوء يسود العاصمة، وناشد المواطنين الالتزام بحركة المرور عبر الجسور العاملة.

في غضون ذلك، نشرت لجنة أطباء السودان المركزية إحصاءً جديداً لمجمل ضحايا الاحتجاجات، منذ إعلان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان يوم الإثنين الماضي الموافق 25 تشرين الأول (أكتوبر) حلّ مجلسي الوزراء والسيادة وفرض حالة الطوارئ.

 

سياسيون سودانيون قدّموا اقتراحات لإنهاء الأزمة الحالية، منها منح رئيس الوزراء المعزول حمدوك سلطات تنفيذية كاملة

 

وقالت اللجنة في منشور لها عبر فيسبوك: إنّ 3 أشخاص قتلوا بطلق ناري مباشر في أم درمان خلال التظاهرات أول من أمس، وقد توفي آخرون في الساعات الأخيرة متأثرين بإصاباتهم خلال الأيام الماضية، ليصل مجمل عدد القتلى إلى 12 شخصاً، أمّا الإصابات، فقد بلغت 167 حالة، بينها إصابات بطلق ناري وكسور وحالات اختناق.

وفي سياق متصل، دعت لجنة المعلمين السودانيين في بيان لها أمس المعلمين كافة إلى الدخول في إضراب عن العمل في جميع ولايات السودان.

واتخذ تجمع المصرفيين السودانيين الموقف ذاته، فقد أعلن استمرار الإضراب والعصيان في جميع المصارف.

وعن موقف رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ممّا يجري في السودان، قال مصدر مطلع في تحالف الحرية والتغيير- مجموعة الميثاق الوطني نقلت عنه فرانس برس: إنّ حمدوك اشترط لعودته إلى منصب رئيس الوزراء عودة الأوضاع إلى ما قبل قرارات القائد العام للجيش السوداني في 25 من الشهر الماضي، على أن يعود إلى عمله بكامل طاقمه الوزاري.

وبحسب المصدر نفسه، فقد اجتمع حمدوك عقب القرارات بعدد من القادة أبرزهم عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان حميدتي ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم ورئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي.

 

اقرأ أيضاً: السودان: هل ينذر التصعيد الأخير بين المدنيين والعسكريين بموجة صراع جديدة؟

وأوضح أنّ كل مسارات الحوار اصطدمت بشروط حمدوك التي تتلخص في العودة إلى الوضع الذي كان قائماً في 24 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.

 وفي وقت سابق، زار مبعوث الأمم المتحدة الخاص للسودان فولكر بيريتس رئيس الوزراء السوداني المعزول عبد الله حمدوك، وبحث معه إمكانات حل الأزمة الراهنة.

 وقال بيريتس في تغريدة على تويتر: إنه بحث مع حمدوك "خيارات الوساطة وسبل المضي قدماً في السودان".

 وأضاف المبعوث الأممي أنّ حمدوك بصحة جيدة، لكنه ما يزال قيد الإقامة الجبرية في مقر إقامته، بضاحية كافوري مع زوجته، وإنه تم تجريدهما من الخدمة الهاتفية، ولا يسمح بالزيارة إلا في إطار ضيق، ويتم حجز هواتف من يسمح له بزيارته.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية