القضاء التونسي يحاصر أذرع الإخوان بهذا الإجراء ضد مسؤولين سابقين

يحاصر القضاء التونسي أذرع الإخوان بتونس، بعد مباشرة قضايا عدّة تتعلق بالاغتيالات السياسية، وبتمويل الإرهابيين وتسفيرهم إلى بؤر التوتر، والتي تتورط فيها حركة النهضة الإخوانية، فقد أصدر قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بأريانة أمس بطاقتي إيداع بالسجن في حقّ محمد الخريجي مدير وحدة مكافحة الإرهاب بالقرجاني سابقاً وبوبكر العبيدي مدير حفظ الوثائق بالإدارة العامة للمصالح المختصة بوزارة الداخلية، وذلك على ذمة الأبحاث المتعلقة بما يعرف "بالغرفة السوداء بوزارة الداخلية".

ونقلاً عن إذاعة "موزاييك إف إم" التونسية، فإنّ الأبحاث في هذه القضية تشمل أكثر من (10) متهمين، من بينهم وزير الداخلية السابق هشام الفوراتي وإطارات أمنية سابقة تولت مهامها خلال فترة حكم حركة النهضة.

أصدر قاضي التحقيق بطاقتي إيداع بالسجن في حقّ محمد الخريجي مدير وحدة مكافحة الإرهاب بالقرجاني سابقاً

في السياق، أوضحت الناطقة الرسمية باسم محكمة أريانة فاطمة بوقطاية الجمعة لوكالة تونس أفريقيا للأنباء الرسمية أنّ قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بأريانة أصدر بطاقة إيداع بالسجن في حقّ مدير وحدة مكافحة الإرهاب بالقرجاني سابقاً محمد الخريجي، وذلك بعد استنطاقه في القضية المعروفة بـ "قضية الغرفة السوداء بوزارة الداخلية".

وأضافت أنّ قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها كان قد أصدر بتاريخ 12 كانون الأول (ديسمبر) بطاقة إيداع بالسجن في حق بوبكر العبيدي الذي كان يشغل خطة مدير حفظ الوثائق بالإدارة العامة للمصالح المختصة بوزارة الداخلية، مشيرةً إلى أنّ الأبحاث في هذه القضية ما تزال متواصلة.

السجن في حق بوبكر العبيدي مدير حفظ الوثائق بالإدارة العامة للمصالح المختصة بوزارة الداخلية

وفي عام 2018 كشفت هيئة الدفاع عن المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، عمّا تمّ العثور عليه في ما سُمّي بـ "الغرفة السوداء" بوزارة الداخلية.

وحينها كشفت هيئة الدفاع أنّ قاضي التحقيق عثر على وثائق متعلقة بالتنظيم السرّي لحركة النهضة ومتعلقة بالاغتيالات، ومن بينها وثائق تخص محمد العوادي المسؤول عن الجناح العسكري لتنظيم "أنصار الشريعة" المتهم في اغتيال محمد البراهمي، وتضمنت الوثائق توصية بضرورة تسخير مرافقة أمنية لمحمد العوادي حتى يغادر تونس.

هيئة الدفاع عن الشهيدين أكدت سابقاً أنّ حركة النهضة لها تنظيم خاص له علاقة بالاغتيالات السياسية

كما عثر قاضي التحقيق على وثيقتين تضم قائمتين لمنحرفين مع أرقام هواتفهم، من بينهم عامر البلعزي المتهم في قضيّة اغتيال البراهمي وبلعيد، باعتباره ألقى المسدسين المستخدمين بالعمليتين في البحر، وقد أقرّ مصطفى خضر بعلاقته بعامر البلعزي.

وبناء على ما تمّ العثور عليه، أصدر قاضي التحقيق المتعهد بملف اغتيال بلعيد والبراهمي حينها تهمة القتل العمد لمصطفى خضر قي قضية البراهمي، إضافة إلى (22) تهمة أخرى.

وكانت هيئة الدفاع عن الشهيدين قد أكدت سابقاً أنّ حركة النهضة لها تنظيم خاص له علاقة بالاغتيالات السياسية، وأنّ مصطفى خضر (مسجون حالياً) المشرف على هذا الجهاز كان يمتلك وثائق تتعلق بملف الاغتيال.

وأكدت الهيئة العثور في كانون الأول (ديسمبر) 2013 على مجموعة وثائق في المكان الذي يسكنه خضر آنذاك.