حزب الله يفتح النار على قاضي التحقيق بقضية المرفأ.. ما الجديد؟

حزب الله يفتح النار على قاضي التحقيق بقضية المرفأ.. ما الجديد؟


12/10/2021

جددت ميليشيا حزب الله اللبناني هجومها على قاضي التحقيق في انفجار مرفأ بيروت طارق بيطار مطالبة بتغييره.

وقال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في كلمة متلفزة بثت أمس: إنّ المحقق الرئيسي في انفجار مرفأ بيروت المدمر منحاز ومسيّس، في أقوى انتقاد للقاضي منذ تعيينه.

وسأل نصر الله القاضي طارق بيطار: "أنت قاضٍ، فهل استمعت إلى الرئيس الحالي ميشال عون أو الرئيس السابق ميشال سليمان؟ منذ دخول الباخرة على لبنان تعاقب على رئاسة الوزراء عدد من الرؤساء، أنت فوراً رحت عند حسان دياب لأنك استضعفته".

وأضاف: "عندما تذهب فوراً إلى وزير معين وإلى رئيس معين يكون في استهداف وتسيس... واضح الاستهداف، بتروح إلى وزراء معينين وأشخاص معينين واضح الاستنساب (التحيز)".

حسن نصر الله: المحقق الرئيسي في انفجار مرفأ بيروت طارق بيطار منحاز ومسيّس

وتابع: "نحن من الذين أصيبوا معنوياً وسياسياً، لذا نريد الحقيقة والمحاسبة، ولكن عمل القاضي هو عمل سياسي ليس له صلة بالعدالة والحقيقة، وأقول لعوائل الشهداء إذا كنتم متوقعين أن تصلوا مع هذا القاضي إلى الحقيقة، فلن تصلوا إلى العدالة، هذا القاضي عم يشتغل سياسي، وعم يوظف دماء الشهداء والجرحى في خدمة أهداف سياسية"

ولم يحرز التحقيق في انفجار 4 آب (أغسطس) 2020 تقدماً يذكر، وسط حملة تشويه للمحقق الرئيسي طارق بيطار.

وذكرت تقارير صحفية ومصدر قضائي الأسبوع الماضي أنّ مسؤولاً بارزاً في حزب الله هدد بيطار الشهر الماضي بأنّ الجماعة ستزيحه عن التحقيق، ويتابع القضاء ووزير العدل القضية.

وقد قدّم 3 وزراء سابقين مقربين من حزب الله شكويين ضد بيطار، بعد أن سعى لاتهامهم بالإهمال ممّا أدى للانفجار الذي وقع بسبب ترك كمية ضخمة من نترات الأمونيوم في المرفأ وسط العاصمة، ونفى الـ3 ارتكاب أي مخالفات.

وشكك الـ3 في حياده، ولم يعلق بيطار على الاتهامات، وليس مصرحاً له بالتحدث لوسائل الإعلام.

نصر الله: أقول لعوائل الشهداء لن تصلوا إلى الحقيقة والعدالة مع هذا القاضي الذي يوظف دماء الشهداء والجرحى في خدمة أهداف سياسية

وقوبلت جهود بيطار لاستجواب مسؤولين سابقين وحاليين بالدولة، بينهم رئيس الوزراء في فترة وقوع الانفجار ووزراء سابقون ومسؤولون بارزون في قطاع الأمن للاشتباه في الإهمال، قوبلت بالرفض مراراً.

وحدد بيطار جلسات لاستجواب وزير المالية السابق علي حسن خليل ووزير الأشغال العامة السابق غازي زعيتر هذا الأسبوع، وكلاهما من حلفاء حزب الله، لكن من غير المتوقع حضورهما.

وبينما سعى بيطار إلى استجواب العديد من السياسيين المتحالفين مع حزب الله، فإنه لم يسع إلى استجواب أي من أعضاء الجماعة الشيعية نفسها.

وقد أدى انفجار مرفأ بيروت إلى مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة الآلاف وتدمير مساحات شاسعة من العاصمة، لكن لم تتم مساءلة أي مسؤول كبير على الرغم من مرور أكثر من عام على الحادث.

وبيطار هو القاضي الثاني الذي تجهض الفصائل القوية في لبنان تحقيقاته؛ إذ تُعزى عدم مساءلة أي من المسؤولين رفيعي المستوى إلى الفساد الممنهج وجمود نظام الحكم والانهيار الاقتصادي.

وعزلت محكمة لبنانية سلفه القاضي فادي صوان في شباط (فبراير) الماضي، بعد شكوى رفعها ضده مسؤول سابق كان القاضي قد اتهمه بالإهمال.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية