الكونغرس الأمريكي يحقّق في مليار دولار دفعتها قطر لكوشنر

الكونغرس الأمريكي يحقّق في مليار دولار دفعتها قطر لكوشنر


13/12/2020

ترجمة وتحرير: محمد الدخاخني

بدأ ديمقراطيّون في الكونغرس الأمريكيّ تحقيقاً بشأن ما إذا كانت رغبة جاريد كوشنر في تأمين إنقاذٍ بمليار دولار لناطحة سحاب تملكها عائلته قد لعبت دوراً في قرارات الرّئيس دونالد ترامب بشأن العلاقات بين دولة قطر وجاراتها في الخليج.

اقرأ أيضاً: ما سرّ الولع القطري بدعم الجماعات المتطرفة؟

يوم الأربعاء، أرسل مشرّعون من لجنتي الماليّة والشّؤون الخارجيّة بمجلس الشّيوخ طلباً توثيقيّاً موسّعاً إلى شركة بروكفيلد آسيت مانجمنت، التي يُعدّ جهاز قطر للاستثمار من بين داعميها الماليّين الرّئيسين، كما وقّع الجهاز عقد إيجارٍ طويل الأجل لبرج المكاتب، عام 2018.

وجاءت الصّفقة في أعقاب جهودٍ محمومةٍ من جانب عائلة كوشنر لجمع أموالٍ كافيةٍ لسداد دفعة رهنٍ عقاريّ بقيمة 1.2 مليار دولار على البرج، وتزامنت مع سلسلةٍ من التّحوّلات الحادّة في السّياسة الخارجيّة الأمريكيّة تجاه قطر.

في ذلك الوقت؛ كان كوشنر، صهر الرّئيس ومستشار البيت الأبيض البارز، يلتقي بقادة الشّرق الأوسط خارج القنوات الدّبلوماسيّة التّقليديّة، ويتولّى دوراً بعيد المدى في صياغة السّياسة الخارجيّة الأمريكيّة.

 

الانعكاس المذهل في السّياسة الأمريكيّة تجاه قطر يُثير تساؤلاتٍ جدّيّةٍ حول الدّور الذي ربما لعبه كوشنر، والمصالح الماليّة لعائلته، في التّأثير على السّياسة الخارجيّة الأمريكيّة

وكتب السّناتور رون وايدن والنّائب جواكين كاسترو: "بينما ادّعت بروكفيلد أنّ القطريّين لم ينخرطوا في صفقة برج 666 فيفث أفينيو، فإنّنا ما نزال قلقين من أن تكون الأموال القطريّة انتهى بها الأمر في صورة إنقاذٍ بمليار دولارٍ لشركةٍ مرتبطةٍ مباشرةً بجاريد كوشنر".

تضارب المصالح

وأضافا: "القوانين الجنائيّة الفيدراليّة بشأن تضارب المصالح عند كبار مسؤولي البيت الأبيض لا تمتدّ فقط إلى الأمور التي تؤثّر على مصالحهم الماليّة الخاصّة، بل ومصالح أقربائهم المباشرين".

اقرأ أيضاً: العلاقة القطرية الإخوانية..الدوحة تسلم الإخوان ملف الدعاية الإعلامية لسياستها

ومن بين مجالات التّركيز الّتي حدّدها محقّقو الكونغرس؛ قرار بروكفيلد دفع ما يقرب من قرنٍ من الإيجار مقدماً، عندما استأجرت برج 666 فيفث أفينيو، عام 2018، قبل أشهر من استحقاق رهن كوشنر العقاريّ.

وفي ذلك الوقت، أصرّ مدير الأصول الكنديّ أنّه "ليس ثمّة كيان مرتبط بقطر له أيّ انخراط أو استثمار أو حتّى معرفه بهذه الصّفقة المحتملة".

لكن المشرّعان استشهدا بتحقيقٍ لـ "الفاينانشيال تايمز"، تمّ نشره في وقتٍ سابقٍ من هذا العام، والّذي وجد أنّ المدفوعات التي تزيد عن مليار دولار، جاءت من آليةٍ استثماريّةٍ كانت تحت سيطرة بروكفيلد بروبرتي بارتنرز، وهي مؤسّسة استثماريّة باعت 1.8 مليار دولار من الأسهم الممتازة لصندوق الثّروة السّياديّ لجهاز قطر للاستثمار.

القوانين الجنائيّة الفيدراليّة بشأن تضارب المصالح عند كبار مسؤولي البيت الأبيض لا تمتدّ فقط إلى الأمور التي تؤثّر على مصالحهم الماليّة الخاصّة، بل ومصالح أقربائهم

"وهذا من شأنه أن يعطي جهاز قطر للاستثمار "تأثيراً كبيراً…" ويسمح له "بتلقّي معلومات سرّيّة لا يراها المستثمرون الآخرون'"، كما كتب المشرّعان، نقلاً عن تقرير "الفاينانشيال تايمز"، وقالت بروكفيلد؛ إنّ الدّوحة لم تمارس قطّ حقوقها في الوصول إلى المعلومات، أو تعيين مدير في مجلس إدارة المؤسّسة.

وجاء اتّفاق بروكفيلد مع عائلة كوشنر في وقتٍ كانت فيه إدارة ترامب تتأرجح بين دعم قطر وانتقاد الإمارة بسبب دعمها المزعوم للإرهابيّين، ممّا خلق موقفاً محفوفاً بالمخاطر لحليفٍ تقليديٍّ للولايات المتّحدة، كان آنذاك تحت مقاطعةٍ اقتصاديّةٍ من قِبل جيرانه، بما في ذلك السّعوديّة.

صفقة بروكفيلد

وكان ريكس تيلرسون، وزير خارجيّة ترامب آنذاك، قد حثّ الحكومة السّعوديّة على إسقاط المقاطعة بعد فترةٍ وجيزةٍ من فرضها، عام 2017، وسُرعان ما اتّخذ ترامب سياسةٍ بديلة، مغرداً بالموافقة على الإجراء السّعوديّ بعد ظهيرة اليوم نفسه. لكن، بعد عام، وقبل وقتٍ قصيرٍ من الإعلان عن صفقة بروكفيلد، عكس الرّئيس مساره، وبدا أنّه يسحب دعمه للمقاطعة.

وفي رسالةٍ منفصلةٍ إلى أحد كبار محامي البيت الأبيض، طلب كلٌّ من وايدن وكاسترو الاطّلاع على أيّة نصيحةٍ أخلاقيّةٍ مقدّمة إلى كوشنر، فيما يتعلّق بعمله في سياسة الشّرق الأوسط.

وكتبا: "إنّ الانعكاس المذهل في السّياسة الأمريكيّة تجاه قطر يُثير تساؤلاتٍ جدّيّةٍ حول الدّور الذي ربما لعبه جاريد كوشنر، والمصالح الماليّة لعائلته، في التّأثير على السّياسة الخارجيّة الأمريكيّة".

ولم ترد بروكفيلد، ولا شركات كوشنر، ولا البيت الأبيض، على الفور على طلبات التّعليق صباح الأربعاء.

مصدر الترجمة عن الإنجليزية:

مارك فانديفيلدي، "الفاينانشيال تايمز"، 9 كانون الأوّل (ديسمبر) 2020



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية