اللعب على الحبال لن ينقذ النظام الايراني

اللعب على الحبال لن ينقذ النظام الايراني

اللعب على الحبال لن ينقذ النظام الايراني


06/09/2023

حسين عابديني

تتميز المرحلة الحالية التي يمر بها النظام الايراني، بأنها واحدة من أغرب وأخطر وأکثر المراحل حساسية منذ بداية تأسيسه. 

غرابة وخطورة هذه المرحلة تتوضح کثيراً من خلال الانفتاح غير المسبوق للنظام على العالم وسعيه من أجل توسيع دائرة علاقاته بأية صورة کانت، ومن دون شك فإن لهذا الانفتاح الطارئ للنظام على العالم أکثر من دافع وسبب،لکننا نورد أهمها وأکثرها لفتاً للأنظار:

ـ العزلة الدولية الخانقة التي عانى ويعاني منها النظام، وصلت تأثيراتها الى مستوى أن عمقت من الأزمة المزمنة التي يواجهها وافتقاده القدرة حتى على المناورة ولو لآجال قصيرة.

ـ الرفض الشعبي المتنامي للنظام وتزايد مشاعر الکراهية للنظام وتزامن ذلك مع اتسام الانتفاضات والتحرکات الاحتجاجية ضد النظام بطابع سياسي ـ فکري بما يوحي وبجلاء برفض نظرية ولاية الفقيه التي بني على أساسها النظام، وهذا الامر صار جلياً  إثر الانتفاضات الشعبية الثلاث الاخيرة ضد النظام ولا سيما الاخيرة منها.

ـ القلق المتزايد من دور ونشاط المعارضة الرئيسية النشيطة "مجاهدي خلق"،   داخل إيران وبشکل خاص داخل الاوساط الشعبية، وعلى الصعيد الدولي وتمکنها من الدفع بإتجاه تشکيل قوى ضغط سياسية وفکرية واجتماعية دولية على النظام، ولاسيما فيما يتعلق بالمطالبة بمحاسبته ومحاکمته على أمور وقضايا متعلقة بارتکابه جرائم ضد الانسانية وانتهاکات في مجال حقوق الانسان وکذلك في المطالبة بوقف تدخلاته في بلدان المنطقة والحد من تصدير التطرف والإرهاب.

ـ خوف النظام من تراخي قبضته على أذرعه في المنطقة بعد تراجع دورها ورفض شعوب بلدان المنطقة لها، ولاسيما بعد أن باتت هذه الأذرع تشعر بالخوف والقلق من المستقبل من جراء اهتزاز موقف النظام على الصعيدين الداخلي والدولي.

هذه الدوافع والأسباب وغيرها هي التي دفعت وتدفع النظام للانفتاح على العالم ولکن ليس لأنه صار يٶمن بالانفتاح وتقبل الآخر کما قد يتبادر الى الأذهان، وإنما کتکتيك من أجل العبور من هذه المرحلة بسلام وتحديداً کما کان الحال مع المراحل التي إستخدم فيها واجهة "الاصلاح والاعتدال" من أجل تخفيف حدة الرفض والکراهية الدولية ضده. هذا بالاضافة إلى أن النظام ومن أجل إظهار قوته ومن إنه لايزال معترفا به على الصعيد الدولي والتغطية على ضعفه وعجزه في مواجهة الرفض الشعبي له، فإنه يستعين بهذا الانفتاح الى الحد الذي لايفرط حتى بالاتصالات الجانبية مع الولايات المتحدة عبر قنوات معينة وحتى إن ما جاء من تهويل ومبالغة في الکلمة التي ألقاها ابراهيم رئيسي أمام قمة مجموعة بريکس ال15، عندما قال إن "فوائد عضوية إيران في مجموعة بريكس ستصنع التاريخ وستمثل فصلاً جديداً وأقوى في اتجاه العدالة والإنصاف والأخلاق والسلام المستدام على الساحة الدولية"، يجسد مدى مراهنة هذا النظام على هذه الانفتاحات من أجل فك عزلته وإيجاد حلول لأزمته الخانقة وتقوية موقفه في مواجهة شعبه الرافض له.

النظام الايراني من خلال الانفتاح الذي يعمل عليه بعد إنتفاضة 16 أيلول (سبتمبر) 2022، تجعله يظهر بصورة من يمکنه اللعب على کل الحبال من أجل الخلاص، ولکن کل هذه الحبال لا ولن تنقذه من حبل الشعب الايراني الذي سيلتف حول رقبته وتجعله يدفع ثمن ما إرتکبه من ظلم ومجازر وإنتهاکات على مر ال44 عاما المنصرمة!

عن "النهار" العربي




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية