انهيار قياسي للعملة الإيرانية أمام الدولار... تفاصيل

واصلت العملة الإيرانية انهيارها أمام الدولار الأمريكي، ليصل سعر الدولار في السوق  السوداء إلى نحو (42) ألف تومان، وذلك بالتزامن مع تصاعد احتمال إدراج اسم الحرس الثوري في قائمة الجماعات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي.

وأشار موقع "تجارة نيوز" الإيراني، في تقرير له، إلى "أنّه بعد أيام قليلة من استقرار العملة المحلية عند قيمة (400) ألف ريال أمام الدولار، عاد سعر الدولار مرة أخرى إلى مسار تصاعدي اليوم وسجل قيمة (420) ألف ريال".

بعد أيام قليلة من استقرار عملة الريال أمام الدولار، عاد سعر الدولار مرة أخرى إلى مسار تصاعدي وسجل قيمة (420) ألف ريال

بالتزامن، ارتفع سعر المسكوكات الذهبية بما يقرب من مليون تومان في أقل من يوم، إذ وصلت إلى (22) مليوناً و(350) ألف تومان، بعد أن كان سوق المعادن النفيسية يواجه ركوداً حاداً حسبما أعلن رئيس اتحاد الذهب في مدينة مشهد في تصريحات سابقة.

وأعلن المدعي العام في مدينة الأهواز، جنوب غربي إيران، صادق جعفري جكني عن اعتقال (6) أشخاص من بائعي العملة الصعبة بتهمة "الإخلال بالسوق". وقبل ذلك أعلن هدايت بهرامي، رئيس شرطة الأمن الاقتصادي بطهران، عن اعتقال (153) بائعاً للعملات الأجنبية خلال الشهر الماضي بتهمة "السمسرة والإخلال في السوق".

يأتي ذلك برغم الخطوات الأخيرة التي اتخذها النظام، ومنها تعيين محمد رضا فرزين محافظاً جديداً للبنك المركزي في 30 كانون الثاني (يناير) 2022، بعدما وصلت قيمة العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق مقابل الدولار، وذلك في خضم احتجاجات حاشدة وعقوبات غربية متواصلة.

انتشرت الاحتجاجات في (161) مدينة في جميع المحافظات الـ (31)، وهي تُعدّ من أخطر التحديات للجمهورية الإسلامية

وتعهد فرزين في أول مقابلة له منذ تعيينه بالسيطرة على سوق العملات الأجنبية ومنع انهيار العملة المحلية، مشيراً إلى أنّ سعر الدولار لدى البنك المركزي تم تحديده بقيمة (285) ألف ريال.

هذا، وتم تداول العملة الإيرانية عند (32) ألف تومان للدولار في وقت إبرام الاتفاق النووي لعام 2015 الذي رفع العقوبات الدولية عن طهران مقابل فرض قيود مشددة على البرنامج النووي الإيراني. وانهار الاتفاق بعد أن قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة منه من جانب واحد عام 2018.

وبعد أعوام من العقوبات الغربية بسبب برنامج إيران النووي، تم تداول الريال عند (315) ألف ريال للدولار عندما اندلعت الاحتجاجات المناهضة للحكومة في منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي.

واندلعت الاحتجاجات التي قادتها النساء ضد المؤسسة الدينية الإيرانية بعد وفاة مهسا أميني، وهي فتاة تبلغ من العمر (22) عاماً احتجزتها شرطة الآداب في 13 أيلول (سبتمبر) بعد ادعاء ارتدائها الحجاب "بشكل غير لائق".

وانتشرت الاحتجاجات في (161) مدينة في جميع المحافظات الـ (31)، وهي تُعدّ من أخطر التحديات للجمهورية الإسلامية منذ ثورة 1979.

وقد صوّر قادة إيران الاحتجاجات على أنّها "أعمال شغب" يُحرّض عليها أعداء البلاد في الخارج، لكنّ الغالبية العظمى من المتظاهرين كانوا غير مسلحين ومسالمين.