بالصور.. كارثة بيئية في الحسكة السورية... ما علاقة أمريكا؟

بالصور.. كارثة بيئية في الحسكة السورية... ما علاقة أمريكا؟


13/04/2022

لم تزل عبارة هيلاري كلينتون "علينا تدمير سوريا من أجل إسرائيل" يتردد صداها عبر الأراضي السورية التي تعاني الأمرين من التدخل الأمريكي الذي قضى على الأخضر واليابس في سوريا، فقد تسببت الولايات المتحدة الأمريكية في "كارثة بيئية" في محافظة الحسكة السورية.

ووفقاً لوكالة "سبوتنيك" الروسية، فإنّ عشوائية أنشطة الجيش الأمريكي في استخراج النفط وحمّى سرقته وتصديره من (360) بئراً تتبع لأحد حقول محافظة الحسكة السورية، تسببت بتلوث بيئي "خطير"، بدأ يهدد حياة الناس وأراضيهم الزراعية، وذلك بعدما أتى على الأسماك في بحيرة أحد السدود السطحية، وعلى الكثير من الحيوانات الداجنة في المنطقة.

عشوائية أنشطة الجيش الأمريكي في استخراج النفط وحمّى سرقته وتصديره من (360) بئراً تسببت بتلوث بيئي "خطير" في الحسكة

ونقلت الوكالة عن مصادر محلية بريف محافظة الحسكة قولهم: إنّ "عمليات استخراج النفط العشوائية من حقل تشرين النفطي شرقي مدينة الحسكة الذي يسيطر عليه مسلحون موالون للجيش الأمريكي منذ عام 2015، وعدم اتخاذ إجراءات السلامة العامة، أدت لحدوث تلوث نفطي في أحد منابع المياه العذبة في بلدة طابان، الذي يُعدّ مصدراً وحيداً للمياه في المنطقة ولزراعة الأراضي وسقاية المواشي إضافة إلى الأسماك التي تعيش في هذا النبع".

كارثة بيئية في مدينة الحسكة السورية

وأوضحت المصادر أنّ "سكان البلدة والتجمعات والقرى التابعة لها يقفون على عتبة كارثة صحية، نظراً للمخاطر المرتقبة التي تترتب على ارتفاع نسبة التلوث في الآبار التي يعتمدون عليها كمصدر لمياه الشرب لهم ولعوائلهم".

وتبعد بلدة طابان وقراها المحيطة بها، العلكانة ويافا والنهاب وخراب العجائز وذي قار، نحو (40) كم جنوبي شرقي الحسكة على طريق الشدادي الشرقي، ويوجد في كل قرية حوالي (15) بئراً ارتوازياً بشكل وسطي.

نفوق الحيوانات والأسماك

وتابعت المصادر: "منذ بضعة أشهر بدأنا نلاحظ تغيراً في لون وطعم ورائحة مياه نبع طابان، تلاه تضرر واضح في الغطاء النباتي والأراضي الزراعية المجاورة ونفوق الحيوانات التي ترتوي من مياهه، إضافة إلى الأسماك التي تعيش في البحيرة الناتجة عنه".

وأكدت المصادر أنّ "السبب في ذلك هو تسرّب المواد السامّة من حقل تشرين النفطي، وذلك عبر الشقوق والأخفاس الأرضية والفجوات له، ومنها المواد الكيميائية كالرصاص والكبريت وهي مواد مصنفة كمواد شديدة السمّية".

...

وأضافت المصادر أنّ "مياه النبع تصب في بحيرة السد الجنوبي (سد الشهيد باسل الأسد)، وإذا استمر الحال على ما هو عليه، فإنّ الأسماك الموجودة في البحيرة مصيرها الهلاك، كما أنّ الآبار الارتوازية في هذه المنطقة بدأت تعاني من المشكلة نفسها، والمواد المتسربة عالية السمية تقتل النبات والحيوان وحتى الإنسان، فهي تحتوي على مواد مشعة تسبب السرطانات".

مصادر: بدأنا نلاحظ تغيراً في لون وطعم ورائحة مياه نبع طابان، تلاه تضرر واضح في الأراضي الزراعية ونفوق الحيوانات والأسماك

وأكدت المصادر أنّ "السكان المحليين في بلدة طابان وقراها قاموا بتقديم عدد كبير من الشكاوى لما يُسمّى (هيئة الزراعة والري) التابعة لتنظيم "قسد" الموالي للجيش الأمريكي، وإلى قيادة التنظيم، شرحوا فيها ملابسات الثلوث البيئي المنتشرة في المنطقة ومخاطره القائمة والمحتملة على صحتهم، لكن دون أي جدوى".

 بدورها، قالت مصادر فنية عليمة بشؤون النفط شرقي سوريا، لوكالة "سبوتنيك": إنّ "حقل (تشرين النفطي) يتبع لمديرية حقول نفط الجبسة بالشدادي، وهذه الأخيرة تتبع للشركة السورية للنفط، مبينة أنّ الحقل يضم (360) بئراً نفطياً جميعها تعمل حالياً، ويسيطر عليها الاحتلال الأمريكي، حيث يتم استخراج النفط منها جميعاً ويتم ضخها إلى المحطة الرئيسية ضمن الحقل ومنها إلى خزانات كبيرة يتم فيها فلترة النفط، ومنها يتم نقلها عبر الصهاريج وسرقتها خارج الحدود".

...

وحول ملابسات التلوث، كشفت المصادر عن أنّ "النفط المستخرج من الحقل يرافقه ما يُسمّى المياه الطبقية، وهي مواد سامة يتم التخلص منها حالياً بضخها عبر فجوات الأرض والشقوق والأخفاس، عبر خطوط قطرها (30- 40 إنشاً)، ممّا يؤدي إلى اختلاطها مع المياه الجوفية للآبار الارتوازية ومياه نبع طابان الذي يُعتبر رافداً أساسياً لمياه بحيرة (سد الشهيد باسل الأسد الجنوبي)، والذي يُعتبر أكبر السدود السطحية في محافظة الحسكة".

وأكدت المصادر أنّ "استمرار الأمر ينذر بكارثة بيئية خطيرة بدأت معالمها الأولى بالظهور، موضحة أنّ الشركة السورية للنفط كانت تتخلص من المياه الطبقية السامة ضمن مساحات مخصصة وبطريقة الحقن في قرية الدباغية القريبة من الحقل بطرق علمية متطورة، وذلك تجنباً لحدوث أي تلوث بيئي محتمل".

وأضافت المصادر: "الشركة السورية للنفط كانت قد أنشأت قبل الحرب ما يُسمّى منشأة عين طابان، وهي عبارة عن أحواض وإنشاءات عازلة وجدارن استنادية بهدف حماية مياه نبع عين طابان من أي تلوث بيئي، إلا أنّ هذه المنشأة حالياً متوقفة بشكل تام نتيجة سيطرة الجيش الأمريكي ومسلحي تنظيم "قسد" الموالين له على المنطقة".

ويسيطر ضباط وجنود الجيش الأمريكي ومسلحون موالون له على جميع حقول النفط والغاز السورية شرقي البلاد، ويقومون منذ عدة أعوام بعمليات سرقة ونهب متواصلة لهذه الحقول عبر الصهاريج وخطوط النقل وأنابيب التهريب باتجاه الأراضي العراقية ومنها إلى الأراضي التركية، حيث تصل كميات كبيرة منها إلى التنظيمات الإرهابية المنتشرة شمال سوريا ومحافظة إدلب.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية