بمحاضرات توعوية.. السعودية تواصل جهود مكافحة تطرف الإخوان... ما الجديد؟

بمحاضرات توعوية.. السعودية تواصل جهود مكافحة تطرف (الإخوان)... ما الجديد؟

بمحاضرات توعوية.. السعودية تواصل جهود مكافحة تطرف الإخوان... ما الجديد؟


26/12/2023

لا تدخر المملكة العربية السعودية جهداً في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، فمنذ الإعلان من جانب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في 2017 خطة المملكة للوصول إلى (صفر إرهاب)، تنشط كافة المؤسسات المعنية لتحقيق مواجهة أكثر شمولاً مع تنظيمات التطرف، وفي القلب منها جماعة الإخوان، التي تضعها المملكة على قوائم الإرهاب. 

في سياق تلك الجهود، نظمت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية منتصف شهر كانون الأول (ديسمبر) الجاري محاضرات توعوية تبين خطر جماعات الإخوان، المصنفة إرهابية في المملكة وعدد من الدول، وذلك في جوامع ومساجد محافظة عقلة الصقور. 

ماذا جاء في المحاضرات؟ 

قدّمت المحاضرات التي استمرت على مدار (4) أيام، بحسب بيان نشره الموقع الرسمي للوزارة، مناقشة حول (3) قضايا تتعلق بتطرف الإخوان؛ الأولى بعنوان: (خوارج العصر) في جامع العذل، والثانية بعنوان: (أساليب جماعة الإخوان في استقطاب الأتباع) في جامع مبهل، والثالثة بعنوان: (تحذير علماء السنّة من جماعة الإخوان) في مسجد السوق. 

كذلك ألقيت (3) محاضرات في اليوم الرابع للتدريب؛ الأولى بعنوان: (جماعة الإخوان صفاتهم والتحذير منهم) في جامع العذل، والثانية (وقفات مع بيان هيئة كبار العلماء عن جماعة الإخوان الإرهابية) في جامع مهبل، والثالثة (حماية المجتمع من فكر جماعة الإخوان الإرهابية) في جامع عثمان بن عفان. 

🎞

وتأتي هذه المحاضرات ضمن البرامج والأنشطة التوعوية التي تنفذها الوزارة في مختلف مناطق المملكة؛ للتحذير من خطر الجماعات والأحزاب الإرهابية، والأفكار الضالة، وخطورة الغلو والتطرف، وتعزيز الأمن الفكري لدى أفراد المجتمع، والدعوة إلى الوسطية والاعتدال، وفق البيان. 

إجراءات صارمة لمواجهة إرهاب الإخوان

بالرغم من تصنيف المملكة العربية السعودية الإخوان على قوائم الإرهاب منذ عام 2014، بدت تصريحات المملكة العربية السعودية، على لسان ولي العهد محمد بن سلمان، صارمة تجاه جماعة الإخوان منذ بداية عام 2017، وقد توافق ذلك مع خطة مواجهة شاملة للمملكة بوجه تنظيمات الإرهاب والتطرف. 

وخلال لقاء أجراه الإعلامي (داود الشريان) مع ولي العهد، صرّح بأنّ إعلام جماعة الإخوان المسلمين هو المسبب للشرخ في العلاقة المصرية السعودية، واتهمهم باغتيال عمّه "الملك فيصل بن عبد العزيز"، بحسب موقع (واشنطن إنستيتيوت). 

 

نظمت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية  منتصف شهر كانون الأول الجاري محاضرات توعوية تبين خطر جماعات الإخوان الإرهابية، وذلك في جوامع ومساجد محافظة عقلة الصقور

 

كما صرّح ولي العهد في نيسان (أبريل) 2018 لصحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية قائلاً: "إنّ الإخوان هم دائماً أساس الإرهاب"، لو نظرت إلى أسامة بن لادن، فستجد أنّه كان من الإخوان المسلمين، ولو نظرت إلى البغدادي في تنظيم (داعش)، فستجد أنّه أيضاً كان من الإخوان المسلمين". 

وأضاف: "في الواقع لو نظرت إلى أيّ إرهابي، فستجد أنّه كان من الإخوان المسلمين، هدفهم الرئيسي يتمثل في جعل المجتمعات الإسلامية في أوروبا متطرفة، فهم يأملون بأن تصبح أوروبا قارة إخوانية بعد (30) عاماً، وهم يريدون أن يتحكموا بالمسلمين في أوروبا".

اتساقاً مع هذا التوجه، أكدت هيئة كبار العلماء السعودية عام 2020 أنّ الإخوان جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام، وإنّما تتبع أهدافها الحزبية لإثارة الفتنة والعنف والإرهاب، ودعا وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي عبد اللطيف آل الشيخ آنذاك إلى تخصيص خطبة الجمعة في المملكة حول بيان هيئة كبار العلماء، الذي صنف جماعة الإخوان المسلمين "منظمة إرهابية".

إخوان السعودية والتنظيم الدولي... مخططات خبيثة

خلال لقائه في برنامج "سؤال مباشر" على قناة (العربية) عام 2021 أكد العضو السابق في تنظيم الإخوان في السعودية خالد السبيعي وجود تنظيم سرّي للإخوان في السعودية، وحذّر من أهدافه التي وصفها بالخبيثة.

من برنامج "سؤال مباشر" على قناة (العربية)

وشرح السبيعي أنّه كان يوجد (7) فروع لتنظيم الإخوان في السعودية، وهو كان في الفرع الحجازي، مؤكداً وجود علاقة مباشرة تربط إخوان السعودية بالتنظيم الدولي للإخوان، وأنّ أعضاء التنظيم كانوا يلتقون في سراديب ملحقة بالبيوت، وأنّ هذه اللقاءات التنظيمية كانت تتضمن عرضاً دقيقاً لأخبار السعودية.

وأضاف العضو السابق في تنظيم الإخوان في السعودية أنّ عدداً من قيادات (الإخوان) كانت تجوب المملكة لتجنيد الأتباع للتنظيم، وأنّ هؤلاء كانوا يُشكّلون مصدراً مهماً للتمويل المالي للتنظيم الدولي، وهذه الأموال كانت تُستخدم لإقامة معسكرات في دول أخرى، ممّا جعل التنظيم الدولي ينشط لتجنيد سعوديين مبتعثين للدراسة في الخارج.

هل ثمّة مستقبل للإخوان داخل المملكة؟ 

تقول الكاتبة السعودية بينة الملحم: إنّ "الباحث والراصد لحركات وجماعات الإسلام السياسي عموماً، وجماعة الإخوان المسلمين تحديداً، يدرك عظمة الدور الذي فعلته رؤية المملكة 2030، وكيف استطاعت من خلال تحقيق البُعد الفكري لمنجزاتها ومشاريعها وبرامجها تجاوز المملكة للخطورة الفكرية في التطرف والإيدولوجيات الإرهابية التي كانت موجودة في حقبة سابقة، والقضاء على مشروع الصحوة، ومن خلال ترسيخ الشعور بحسّ الوطنية وممارسة المواطنة داخل الفرد السعودي".

 

خالد السبيعي: قيادات الإخوان كانت تجوب المملكة لتجنيد الأتباع للتنظيم، وهؤلاء كانوا يُشكّلون مصدراً مهماً للتمويل المالي للتنظيم الدولي، وهذه الأموال كانت تُستخدم لإقامة معسكرات في دول أخرى، ممّا جعل التنظيم الدولي ينشط لتجنيد سعوديين مبتعثين للدراسة في الخارج

 

وتضيف في مقال نشرته صحيفة (الرياض): "اليوم ونحن نسابق الزمن مع رؤية المملكة 2030 من المفارقات الساخرة أنّ جماعة الإخوان الإرهابية ظلت عشرات الأعوام تقول انتظروا عام 2023، وها قد أتى عام 2023 ولكنّ الذي حصل أنّه تم القضاء على حلم مشروع إرهابي عمل عليه هذا التنظيم الإرهابي وأدواته عشرات الأعوام، وتمّ القضاء عليه في ظرف عام واحد".

وتتابع: "إذا كان في عام 1979م هو ميلاد مشروع الصحوة؛ فسيدوّن التاريخ أنّ عام 2017م شهد إعلان القضاء على الصحوة ومشروع الإخوان في المنطقة على يد قائد عظيم حينما قال: 70% من الشعب السعودي تحت سن الـ (30)، وبصراحة لن نضيع (30) عاماً من حياتنا في التعامل مع أيّ أفكار متطرفة، سوف ندمرهم اليوم، لأننا نريد أن نعيش حياة طبيعية تترجم مبادئ ديننا السمح وعاداتنا وتقاليدنا الطيبة، ونتعايش مع العالم، ونساهم في تنمية وطننا والعالم".

مواضيع ذات صلة:

السعودية والإخوان المسلمون في اليمن.. محطات من المدّ والجزر

الإخوان المسلمون في السعودية.. هكذا سعى البنا لاختراق الدولة الوليدة
السعودية المستهدفة: بروباغندا غير مسبوقة

الصفحة الرئيسية